من اخترع الكتابة

الامارات 7 - نشأة الكتابة اتبعت مسار التطور الثقافي للمجتمعات، ويمكن اعتبار الرسوم على جدران الكهوف أول أشكال الكتابة في التاريخ. ففي كهوف شوفيه بالقرب من فالون بون بارك جنوب فرنسا، تم اكتشاف العديد من الرسوم على جدران الكهوف يُقدّر عمرها بحوالي 30,000 عام. غالبية هذه الرسومات تمثل الحيوانات البرية، ولم يتمكن علماء الآثار من التأكد مما إذا كان الهدف من هذه الرسوم هو التواصل البشري أم لا.

مراحل تطور الكتابة
الكتابة السومرية
تُعتبر الكتابة السومرية من أقدم أنواع الكتابة المعروفة، وتعود إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد. اخترعها السومريون الذين عاشوا في المدن الكبرى ذات الاقتصاديات المركزية. كان مسؤولو المعابد بحاجة للاحتفاظ بسجلات الحبوب والأغنام والماشية التي كانت تدخل أو تغادر مخازنهم ومزارعهم، وأصبح من الصعب الاعتماد على الذاكرة، فتم استخدام الكتابة بالحروف التصويرية التي عُرفوا بها، وكتبوا نصوصهم على أقراص طينية رطبة باستخدام أداة مدببة، حيث كان يمكن للجميع التعرف على الرموز الصورية.

الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة
لا يُعرف على وجه الدقة متى وأين بدأت الكتابة في الحضارة المصرية لأول مرة، ولكن يُعتقد أنها بدأت قبل قرنين من عصر الأسرة الحاكمة الأولى، أي حوالي عام 3000 قبل الميلاد. كانت اللغة المستخدمة تتألف من سلسلة من العلامات الصورية الصغيرة التي سميت بالهيروغليفية، حيث كانت بعض العلامات صورًا لأشياء حقيقية في العالم، في حين أن البعض الآخر كان دلالة على أصوات منطوقة.

النظام الأبجدي
يعتبر نظام الكتابة الميسيني اليوناني أول نظام كتابة اعتمد بشكل أساسي على البنية الصوتية للغة. وُضعت أُسس هذا النظام حوالي عام 1400 قبل الميلاد، حيث كان لكل حرف ساكن أو متحرك رسم بياني مميز. ورغم أن هذا النظام الأبجدي كان منهجيًا إلى حد كبير، إلا أنه قدم تمثيلاً محدودًا للأصوات اليونانية الميسينية.

تطور الأبجدية
المرحلة الأخيرة في تطور أنظمة الكتابة هي اكتشاف النظام الأبجدي، الذي يقوم على تقسيم الكلمة إلى مجموعة من الأصوات الساكنة وأصوات العلة. وفقًا للباحث البريطاني جيفري سامبسون، فإن معظم الأبجديات الحالية مشتقة من الأبجدية السامية، التي نشأت في الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث اخترعها متحدثون من بعض اللغات السامية مثل اللغة الفينيقية.









شريط الأخبار