من اخترع السجائر

الامارات 7 - ترتبط السجائر بشكلٍ وثيقٍ بمادة التبغ، وتعرف عملية التعامل مع السجائر بالتدخين. تعتمد هذه العملية على حرق التبغ واستنشاق الدخان الناتج عبر الفم باستخدام وسائل متنوعة لنقل الدخان إلى الرئتين، ومن أبرز هذه الوسائل الأرجيلة، والغليون، والسجائر. كان السكان الأصليون للأمريكيتين، من الهنود الحمر، أول من استنشق التبغ باستخدام قصبةٍ أو أنبوبٍ خشبي أو لفائف بدائية منذ خمسة آلاف عام قبل الميلاد. كان التدخين لديهم مرتبطاً بأسباب دينية، مثل طرد الأرواح الشريرة والأشباح، وإتمام الطقوس الدينية، ثم توسعت استخداماته لتشمل الشعور بالاسترخاء وهدوء الأعصاب وتعزيز التركيز. الجدير بالذكر أن جميع فئات المجتمع آنذاك كانت تمارس التدخين، بما في ذلك الصغار والكبار، والرجال والنساء، وكبار السن.

بعد اكتشاف كريستوفر كولومبوس لأمريكا، انتقلت عادة التدخين إلى القادمين الجدد، ومنهم إلى أوروبا وباقي أنحاء العالم. بدأت الناس باستخدام لفائف بدائية تطورت تدريجياً بفضل تجار التبغ حتى اتخذت شكلها الحالي كسجائر مصنعة. في البداية، ظهرت العديد من المصانع الصغيرة لتصنيع السجائر، ونمت شيئاً فشيئاً حتى أصبحت صناعة ضخمة توظف آلاف الأشخاص. كما انتشرت مزارع التبغ والمصانع المتخصصة في إنتاج الورق الخاص والفلاتر، واندمجت فيما بينها لتصنيع السجائر بشكلها الحديث، مما أدى إلى انتشار التدخين بين أكثر من مليار شخص حول العالم.

رافق هذه الصناعة ظهور صناعة إعلامية مكرسة للترويج للتدخين. ومع مرور الوقت، أدرك العالم مخاطر السجائر على الصحة والمال، مما أدى إلى إطلاق حملات توعية مناهضة لها. بدأت الحكومات باتخاذ تدابير للحد من انتشار التدخين، مثل فرض الضرائب العالية على السجائر، ومنع التدخين في الأماكن العامة والمستشفيات، ونشر النشرات الصحية التي تبرز الأمراض الخطيرة الناتجة عن التدخين، وحظر الترويج له عبر وسائل الإعلام المختلفة. ورغم كل هذه الجهود الجادة، لا يزال التدخين مستمراً، ولكن ربما تنجح هذه التدابير في الحد من انتشاره بصورة أكبر في المستقبل.



شريط الأخبار