رسوم حضانات في أبوظبــــي أعلى من مصروفات جامعات عــالمية

الامارات 7 - قال ذوو أطفال في أبوظبي، إن رسوم حضانات الأطفال أصبحت أعلى من مصروفات جامعات عالمية، إذ تراوح رسومها بين 40 و80 ألف درهم سنوياً، مشيرين إلى أن أصحاب حضانات استغلوا انتهاء العام الدراسي، ورفعوا أسعار استضافة الأطفال الأكبر من أربع سنوات، لتصل إلى 5000 درهم شهرياً، أو 300 درهم يومياً في حالة الاستضافة، مطالبين بضرورة وجود رقابة على رسوم الحضانات، أو توفير حضانات برسوم مقبولة، أو وضع حد أقصى للأسعار، وتوحيد الرسوم، خصوصاً أن الحضانات لا تقدم منهاجاً دراسياً مثل رياض الأطفال والمدارس.

وتفصيلاً، أفادت عبير إسماعيل، بأن رسوم حضانة ابنها الصغير أعلى من رسوم ابنتها المسجلة في إحدى الجامعات العالمية في أبوظبي، مشيرة إلى أنها تدفع 74 ألف درهم للحضانة سنوياً، بواقع 18 ألفاً و500 درهم كل ثلاثة أشهر، فيما تبلغ رسوم الجامعة العالمية التي تدرس فيها ابنتها 60 ألف درهم سنوياً.

وذكرت (أم محمد) أن حضانة طفلها ترفض تحصيل الرسوم شهرياً، حتى تجبر ذوي الأطفال على دفع رسوم الحضانة أثناء إجازتهم السنوية التي يقضونها خارج الدولة، مشيرة إلى أن إدارة الحضانة قسمت السنة إلى أربعة فصول دراسية، وحددت سعر الفصل بـ17 ألفاً و900 درهم، بالإضافة إلى 500 درهم شهرياً سعر وجبة الإفطار للأطفال، التي تتكوّن من علبة زبادي وبيضة وتفاحة وزجاجة عصير.

فيما قال أحمد صلاح، إنه يعمل مهندساً، وزوجته محامية، وعملهما يتطلب وجودهما خارج المنزل من الصباح حتى الرابعة عصراً، لذلك اضطرا إلى تسجيل ابنتهما الوحيدة في حضانة، مشيراً إلى أن الحضانة تتقاضى منه 3500 درهم شهرياً، على الرغم من أن ابنته عمرها لم يتجاوز العامين، ولا تتلقى أي منهاج دراسي في الحضانة، أو حتى تحصل على وجبة، والأمر لا يتعدى وجود مشرفة في الصف الذي يضم أكثر من 10 أطفال.

ولفت إلى أن الحضانات تختلق حججاً ومبررات لتحصيل رسوم إضافية، منها أن موعد الحضانة الأساسي حتى الثانية ظهراً، على الرغم من عدم وجود أي هيئة أو شركة حكومية أو خاصة ينتهي دوامها في هذا التوقيت، فيضطر ذوو الطفل إلى تسجيل أبنائهم في الحضانة فترتين، ودفع رسوم إضافية.

وأيده في الرأي محمد صادق، مؤكداً أن بعض أصحاب الحضانات يستغلون حاجة الناس الماسة لوضع الأطفال في الحضانة، ويرفعون الرسوم بصورة مبالغ فيها، مشيراً إلى أنه يسكن داخل مدينة أبوظبي، ولديه طفل صغير، لذا تواصل مع عديد من الحضانات، ووجد أن أقل رسوم حضانة نحو 2500 درهم في الفترة الصباحية التي تنتهي في الثالثة عصراً، وبعد ذلك يحتسب وقت جديد برسوم جديدة.

وقال صادق، إن «رسوم حضانة ابني الصغير، الذي لم يبلغ عامه الأول، تكلفني أكثر من 40 ألف درهم في العام الواحد»، لافتاً إلى أن الحضانة لا تقدم أي وجبات طعام للأطفال، وهي حضانة عادية ليس فيها أي ميزات أخرى تجعلها تختلف عن غيرها، سوى أنها قريبة من المنزل، مطالباً الجهات المعنية بتوفير حلول وبدائل للحد من ظاهرة ارتفاع رسوم الحضانات دون مبرر.

وشكت أمهات أطفال بالحضانات، (أم عبدالله)، وريم طاهر، ومريم حمودة، عدم وجود رقابة جادة وفعلية على ارتفاع رسوم الحضانات، مشيرات إلى أن الرسوم مرتفعة بشكل مبالغ فيه، فضلاً عن أن كثيراً من الحضانات لم يحدث فيها أي نوع من التجديد أو التطوير منذ إنشائها.

وأوضحت الأمهات أن الحضانات تستغل دخول المدارس لرفع رسوم الأطفال الصغار، وتستغل أيضاً نهاية العام الدراسي، لرفع رسوم استضافة الأطفال الذين يتجاوز عمرهم أربع سنوات، ويضطر ذووهم إلى تسجيلهم في الحضانات فترة الإجازة الصيفية، لعدم وجود من يرعاهم أثناء وجودهم في أعمالهم، حيث يراوح سعر الاستضافة اليومية بين 200 و300 درهم في الفترة من السابعة صباحاً حتى الثالثة عصراً، وتصل إلى 500 درهم حتى الثامنة مساءً، وفي حالة التسجيل بنظام الشهر تصل رسوم الطالب الواحد إلى نحو 5000 درهم شهرياً.

وكشفت الأمهات عن وجود مجموعة من الخطوات التي تقوم بها بعض الحضانات لاستنزاف جيوب الأهالي، مثل استمارات التسجيل، وفتح الملف، التي تراوح بين 500 و1000 درهم، وأيضاً ما يسمى برسوم اختبارات أو استضافة لمدة ثلاثة أيام، لتقييم الطفل قبل قبوله، ورسومها 500 درهم، وتأمين يراوح بين 500 و1000 درهم، مطالبات بضرورة تشديد الرقابة على الحضانات، وتحديد الرسوم من جانب الشؤون الاجتماعية.

في المقابل، شدّدت وزارة الشؤون الاجتماعية على أنه لا يحق لأي حضانة زيادة أسعار ومصروفات الالتحاق بها إلا بعد الحصول على موافقة رسمية منها، مؤكدة أنه لا يجوز لأي حضانة زيادة أسعارها خلال السنة التي تم قبول الطفل فيها.

وذكرت أنها حدّدت رسوماً للالتحاق بالحضانات بحسب قيمة الإيجار، والقيمة الاقتصادية للمنطقة، إضافة إلى جودة الخدمات المقدمة للأطفال في الحضانة، موضحة أن هذه الرسوم متفاوتة وتلائم جميع الشرائح، حيث تبدأ من 500 إلى 5000 درهم في الشهر، أي ما يعادل 6000 إلى 60 ألف درهم سنوياً.

وقالت الوزارة لـ«الإمارات اليوم»، إن «أرخص الحضانات المرخصة من قبلنا، تتوافق مع شروط السلامة والصحة المطلوبة»، داعية ذوي الأطفال، إلى ضرورة الاهتمام بمعرفة الخدمات المقدمة لأبنائهم، وإبلاغ الوزارة بأي مخالفات تمارسها الحضانات، سواء كانت برفع الرسوم أو أي تجاوزات أو ممارسات تحول دون حصول الأطفال على كامل حقهم من الرعاية والعناية داخل الحضانات.الامارات_اليوم



شريط الأخبار