الامارات 7 - ابن المقفع، الذي يُنطق بضم الميم وفتح القاف وتشديد الفاء وفتحها، هو شخصية تاريخية مهمة في الثقافة العربية، وهو من أصل فارسي واسمه الأصلي بالفارسية هو "روزبه". وُلد في العراق، وكان والده مجوسيّاً، وتعرّض لاتهامات بالزندقة من قِبل أعدائه وحسّاده.

عندما أراد ابن المقفع اعتناق الإسلام، توجّه إلى الخليفة العباسي عيسى بن علي ليعلن إسلامه. وقد قبل الخليفة هذا الأمر شرطاً ليحصل ذلك في وجه الناس. وبهذا أصبح ابن المقفع مسلماً، وغير اسمه إلى عبد الله وكنّى نفسه بأبي محمد.

أشهر أعمال ابن المقفع هو كتاب "كليلة ودمنة"، الذي يُعدّ من أبرز الآثار العربية والعالمية، وهو كتاب يحتوي على الكثير من الحكمة والفلسفة، وقد كان له أثر كبير في الأدب العربي. يحتوي الكتاب على قصص وحكايات تروى على ألسنة الطيور والحيوانات، بهدف نقل النصح والدروس الحياتية.

إلى جانب "كليلة ودمنة"، كتب ابن المقفع العديد من الكتب الأخرى في مجالات مختلفة، مثل كتب الأدب والأخلاق والسياسة. وقد تميزت أعماله بالإمتاع والتمويه والحجة والنقد والإصلاح، وقد كان لها تأثير كبير في عصورها.

رغم أهميته وتأثير أعماله، فإن نهاية حياة ابن المقفع كانت مأساوية، حيث يُعتقد أنه قُتل بأوامر من الخليفة المنصور، وتنوّرت الروايات حول كيفية وفاته بين القتل والتعذيب.

في النهاية، يُعد ابن المقفع شخصية بارزة في التاريخ العربي والفارسي، وأعماله تظلّ مصدر إلهام وتأمل للأجيال القادمة.