زايد نهج ضد التعصب والكراهية

قال كتاب الصحف المحلية و مقالاتها الافتتاحية إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل غدا بـ " ذكرى يوم زايد للعمل الإنساني " التي تصادف يوم التاسع عشر من رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه ".

وأضاف الإعلاميون أن الاحتفالات هذا العام تشهد إطلاق مزيد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية من خلال الآلاف من الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية.. مؤكدين أن هذا اليوم يعتبر علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة إذ إن هذا الاحتفال يعبر عن مجموعة من الإنجازات التي حققتها الدولة على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى.

وأشاروا إلى أن دولة الإمارات أطلقت خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات الإنسانية العالمية التي تخدم وتعزز قدرات الملايين من البشر من الشرائح المستهدفة في العديد من الدول والمناطق الجغرافية الهشة والمهمشة والساحات الملتهبة من ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والعنف والحروب والجوع والفقر والمرض والعوز.

وأوضح الكتاب أن لجنة المساعدات الإغاثية " دي إيه سي " التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أعلنت في السابع من شهر إبريل عام 2014 ..أن دولة الإمارات تبوأت المرتبة الأولى عالميا كأكثر الدول المانحة للمساعدات الإغاثية للعام 2013 محققة بذلك قفزة تاريخية في مجال منح المساعدات الخارجية صعدت بها من المركز التاسع عشر خلال عام 2012 إلى المركز الأول في عام 2013.

وذكرت اللجنة أن حجم المساعدات الإغاثية التي قدمتها الإمارات خلال عام 2013 بلغت أكثر من / 5.2 / مليار دولار أميركي مؤكدة أن ما قدمته الإمارات يعتبر أكبر نسبة مساعدات إغاثية رسمية تقدمها دولة مقارنة بدخلها القومي الإجمالي مشيرة إلى أن مساعدات الإمارات الخارجية زادت بنسبة / 375 / في المائة في العام 2013 عما قدمته خلال عام 2012.

وتحت عنوان " زايد.. نهج ضد التعصب والكراهية " قالت صحيفة " الرؤية " .. إن القيم الرفيعة التي تشكل المعالم الجوهرية للإنسان الإماراتي اليوم لم تتكون من فراغ بل ارتكزت على إرث كونته بيئة عامرة بالمحبة والخير والتسامح والانفتاح على الآخر وقبوله وهي أسس غرسها ورعاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لتصبح منهجا أنموذجيا حيا تنهل البشرية منه معاني التعايش وازدراء الكراهية والتواد بين الناس على اختلاف إثنياتهم وأجناسهم وأعراقهم .

وأضافت أن الشيخ زايد يرحمه الله حين قال " نحن مسلمون و لا نتسامح ..هذا أمر غريب..إن المؤمن يجب أن يكون رحيما ومتسامحا أما القاسي فهو الذي لا يرحم " .. فإنما كان يوجز بحكمة وثقة ما ترسخ من تعاليم الإسلام السمح تلك السماحة التي أدرك فيها كما قال إن "أسوأ الصفات التكبر والتعالي وهي صفات منبوذة في القرآن .. التكبر يعني احتقار الآخرين والمتكبرون والمتعالون مصيرهم النار" .. وعندما يؤطر الوالد المؤسس أخلاقيات المكان فما بعده للإماراتيين من شخص يقتدى به في هذا المجال .

وأكدت أنه انطلاقا من الأساس الصحيح استمر الإنسان الإماراتي يتمثل المبادئ السوية فلم يعرف التشنج والكراهية وصار ينظر للتطرف والعنف على أنهما حالة خاطئة أينما وجدا فنشأ على قبول الآخر والانفتاح عليه من غير حواجز أو مواقف مسبقة مع الاحتفاظ بالثوابت والعض عليها بالنواجذ ولذلك توهجت مساحات الدولة بأبنائها واستوعبت القادمين إليها ليتعاون الجميع على بروز ملامح لا تشبه غيرها محققين مقولة الراحل المؤسس " إن التعاون بين البشر على الرغم من اختلاف الأديان والعقائد هو أساس السعادة والتعاون يجمع بين القريب والبعيد ".

من جهتها قالت صحيفة " البيان " في مقالها الافتتاحي .. إن الذكرى الحادية عشرة لرحيل المغفور له الشيخ زايد التي تصادف غدا هي ذكرى ليست عادية إذ أن دلالات رحيل قامة دولية وإسلامية وعربية في شهر رمضان شهر الخيرات دلالات لا تعد ولا تحصى رجل ليس كالرجال بل كان قامة عظيمة في هذه الأمة يعرفها الجميع بنبل أخلاقها وحسن سيرتها فوق كونه الزعيم العربي الوحيد الذي استطاع بحكمته صياغة أعظم وحدة عربية وهي وحدة تتفرد في هذا الزمن الذي نرى فيه كل هذه التشظية في كل مكان .

و تحت عنوان " الشيخ زايد لم يغب " استذكرت الصحيفة في ذكرى رحيل الشيخ زايد .. أياديه البيضاء وإنسانيته العظيمة تلك الإنسانية التي جعلته مباركا وأسست لنهج مبارك بين الناس نهج الإحسان إلى كل مظلوم ومحتاج في الإمارات والعالم أجمع .. كما استذكرت حكمته السياسية التي أسست للاتحاد وجعلت الدولة وحدة واحدة وجدانيا وجغرافيا وصاغت الشخصية الإماراتية المطبوعة بالرقي والحضارة والأخلاق والتسامح والتواضع وهي شخصية حظيت بنصيب كبير في عهد زايد رحمه الله من التعليم والصحة والرفاه فالراحل الكبير كان يدرك أن الإنسان أولا.

وأضافت " أننا في هذه الذكرى نتطلع إلى دولتنا وإلى الشيخ خليفة وقيادات الدولة الذين يسيرون على نهجه في الحكمة والطيبة هذا النهج الذي يريد أن يبني الإمارات وأن يجعلها دوما في مصاف الأمم وفي طليعة الدول التي تجيد الموازنة بين خصوصيتها العربية والإسلامية وانفتاحها على العالم وأننا نرى فيهم جميعا الأمل والمستقبل لنكون أسرة واحدة من أجل الإمارات ".

**********----------********** وأكدت في ختام مقالها أن الشيخ زايد رحمه الله كان الأب لكل إماراتي وعربي ومازال بيننا حاضرا في كل شيء.

من جهتها و تحت عنوان " ذكرى الوفاء " قالت الكاتبة فضيلة المعيني في مقالها في صحيفة " البيان " .. إن غدا التاسع عشر من رمضان يصادف الذكرى الـ/ 11 / لرحيل الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة وبانيها رحمة الله عليه وغفرانه في ليلة لا تزال ماثلة أمام الأعين بكل تفاصيل الحدث الأليم و مرارة الرحيل والفراق التي يبدد مرارتها التسليم بقضاء الله.

وأضافت أن زايد غاب ورحل عن دنيانا..لكنه مازال في قلوب أبناء شعبه لا تكاد تمر ساعة إلا والقلوب قبل الألسن تردد داعية له بالرحمة والمغفرة لحبيب رحل ولم يغب بسيرة عطرة وذكرى طيبة بين الأمم.

وأشارت إلى أنه تحيي الدولة ومواطنوها ذكرى الرحيل بوفاء يندر وجوده إلا هنا في الإمارات في دار زايد ولرجل منح وطنه وشعبه وأمته ما لم يقدر أن يأتي بمثله سواه فاستحق وسام الحب والوفاء من شعب سخي وصادق في مشاعره وكريم في منح الراحل ما يوازي كرم ما أعطى و فيض ما تدفق منه من خير.

ونوهت بأن ذكرى الوفاة تمر في ليلة عظيمة عظمة ما فيها من فضائل وروعة ما تتجلى فيها من مآثر..ليكون زايد فيها بين يدي الله البارئ وتصبح النفس إلى جوار خالقها راضية مرضية.

وليسجل التاريخ في صفحات ناصعة البياض وبمداد من نور وصف حكيم..كان العدل أساس ملكه سعى بما أتيحت له من إمكانات في ذلك الوقت لأن يحيل حياة شعبه من حال إلى حال أمن له السلام والاستقرار وأشاع على أرضه الحب والأمان وعلى حبه اتفق الشعب وتوحد أكثر من شيء آخر لا يوجد من لا يحب زايد ولا يوجد من لا يقدر ويوقر أعمال زايد..أحبوا ما أحبه وتمسكوه به و نبذوا ما كان يكرهه.

وقالت الكاتبة في ختام مقالها .. هكذا هو زايد حبيب الأمة غائب حاضر وقد ترك في كل مكان أثر ووضع في كل بقعة بصمة.

أما الكاتبة ميساء راشد غدير فأكدت في مقالها في صحيفة " البيان " ..

أننا لسنا بحاجة لإحياء ذكرى رحيل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - لأنها لم تمت في قلوبنا يوما فهي محفورة في قلوب الإماراتيين والعرب جميعا .. فصاحبها المغفور له بإذن الله تعالى وهب نفسه وكرس جهده كله وعمل بتفان وإخلاص لاتحاد وطنه وخدمه شعبه وأمته العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء ونقش سيرته في التاريخ كنموذج للقيادات الملهمة الحكيمة التي اجتمعت وتوحدت قلوب الناس جميعا حولها وأجمعت على مبادلته الحب والوفاء والولاء.

وتحت عنوان " نم قرير العين " بينت أن استحضار الذكرى السنوية لرحيل مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد لا ينبغي أن يقتصر على تعداد ما أنجز وما تحقق طوال السنوات الماضية وإن كان لذلك أهمية لاسيما لدى الأجيال الجديدة التي لم تعاصر تلك المرحلة..فما أنجز حقائق لا يمكن إنكارها لاسيما أن العالم بأكمله يشهد لها على جميع الأصعدة والمنهج الذي تركه سار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - وإخوانه الحكام لكن الأهمية الكبرى لهذا الاستحضار تكمن في تذكير الجميع بأهمية الحفاظ على كل ما تحقق والسير قدما لتحقيق المزيد ومضاعفة الجهود التي تجعل الإمارات بنموذجها التوحدي في موقع الريادة دائما وأبدا لاسيما وسط الأحداث التي تعصف بدول المنطقة والتي غيرت ملامح دول ومشاهد رسمها التاريخ فلم تعد الصورة واضحة بالنسبة لها ولا بالنسبة للمراقبين في الخارج رغم أن كل الظروف التي مرت بها كانت متوقعة وليست بعيدة عن التصورات.

ودعت أن يرحم الله تعالى الوالد زايد ويوفق من خلفه على مسؤولياته الجسام التي يتحملونها بعده و حفظ الله الإمارات من كل شر فوطن تأسس على الحكمة والاتحاد سيكمل مسيرته بما بدأ به وها هم قادته لا يبدلون منهجا..بل يقتفون سيرة والد ومؤسس.

**********----------********** ووصف الكاتب محمد خليفة في مقال له في صحيفة " الخليج " .. الراحل الشيخ زايد - طيب الله ثراه - بأنه رجل يندر أن يتكرر في صفاته فقد كان - رحمه الله - أبا حقيقيا لا أقول للإماراتيين فقط بل لكل من عاش على أرض الإمارات.

وأضاف أنه كان أبا ..كان قريبا جدا بكل معاني الأبوة الحقيقية للجميع فما بالك بأبنائه الإماراتيين. كان حلما تجسد في شخصية استثنائية وهبها الله لهذا الوطن في مدة زمنية مهمة من التاريخ حيث يتشكل وجه المنطقة الحديث.

ونوه بأن البشرية شهدت تغييرا كبيرا على مستوى العالم من خلال ظهور الكثير من الدول المستقلة حيث استقرار القواعد السياسية والاقتصادية العالمية الموجودة على الرغم من بلوغ الحرب الباردة ذروتها .. وفي خضم هذه الأحداث سعى الراحل الكبير لاستنهاض همم أبنائه المواطنين وأجرى الخير عليهم من دون تمييز وبعث في نفوسهم الأمل بمستقبل زاهر .. كما عمل على استغلال الموارد المتاحة في بناء بنية تحتية متكاملة من شبكات مواصلات ومؤسسات خدمية وإنتاجية مختلفة ومدارس وجامعات إضافة إلى إيجاد شخصية إماراتية متميزة عن محيطها و بما يثري الواقع في الإمارات والمنطقة.

وأوضح الكاتب أنه على الصعيد السياسي سعى " طيب الله ثراه " إلى بناء توازنات استراتيجية قوامها الاهتمام ببناء جيش قادر على حماية الوطن و إقامة علاقات وثيقة مع القوى المؤثرة في العالم و بما يتيح للإمارات الفرصة للعيش بسلام دائم في منطقة تشهد الكثير من التوترات .. واستطاعت وفق هذه السياسة أن تتحول إلى قوة إقليمية سياسية واقتصادية كبيرة فأصبح لها دور لا يمكن لدولة أخرى أن تتجاهله أو تتخطاه .. وها هي اليوم تجني بعض ثمار ما غرسه الراحل الكبير..فتقف على مشارف التحول إلى اقتصاد متقدم ومتطور.

وأكد أن دولة الإمارات لا تزال تسير وفق تلك السياسة التي رسمها الراحل الكبير و كانت هذه الشخصية الفذة مثار فيلم وثائقي للمخرج الفرنسي فريدريك ميتران عرضته القناة الفرنسية الألمانية " آرتي " و يتناول الفيلم حياة المؤسس الراحل فيشير إلى أنه كان ذا رؤية متبصرة فقد كان دبلوماسيا محنكا ماهرا صاحب تكتيك رصين لم يحرق المراحل وراعى الحساسيات وكان مشروعه هو توحيد الإمارات في بلد واحد وبطريقة تمكنه من مقاومة الهجمات المحتملة للدول المجاورة .. وأظهر أنه طوال مدة حكمه كان يحرص على تطوير بلاده والسهر على بناء تحالفات دولية ثمينة.

وأعرب عن فخره بشخصية الراحل الكبير و كل شعب الإمارات ومختلف الشعوب العربية والإسلامية فهذا القائد الذي عرف معنى الألم وواجه أصعب الظروف حقق مبتغاه من خلال إنقاذ شعبه من الفقر والتخلف والجهل وصنع دولة أصبحت مقصدا للعمل والتجارة والسياحة.

وبين أن ترسيخ القيم التي كان يحملها المغفور له الشيخ زايد - طيب الله ثراه - في وجدان شعب الإمارات هي مسؤولية ملقاة على عاتق مختلف المدارس والجامعات والمنابر الإعلامية الوطنية..فعلى الشعب أن يتذكر دائما كم عانى المؤسس.. وكم واجه من الصعوبات في سبيل تحقيق الحلم الذي نراه مجسدا على أرض الواقع .. فلولا التضحيات الجسام التي قدمها لما كنا نعمم بكل هذا الازدهار والتقدم.

وأكد أنه - طيب الله ثراه - رحل إلى جوار ربه لكنه ترك الإمارات تنعم في ظل قيادة رشيدة تعمل لمواصلة مسيرة النمو والتنمية وتثابر على حفظ إرثه و تعمل بحكمته وشجاعته على تمتين علاقات الدولة مع مختلف الدول في العالم وبما يحقق الأهداف الاستراتيجية للدولة و يحفظ لها أمنها واستقرارها في منطقة تزداد فيها التوترات والمشاكل المختلفة.

ودعا في ختام مقاله أن يحفظ الله تعالى دولة الإمارات قيادة وشعبا.وام