تعريف البلاغة عند القدماء

الامارات 7 - البلاغة عند القدماء كانت تُعرّف كمهارة التعبير بشكل فصيح ومقنع، وتندرج تحت هذا التعريف مصطلحات مختلفة. ففي المعاجم اللغوية، تأتي البلاغة من الجذر الثلاثي "بلغ"، الذي يعني الوصول إلى المراد والانتهاء، وكذلك الحديث بلغة فصيحة تناسب الوضع.

وفي مفهومها الاصطلاحي، تتعلق البلاغة بالكلام، وتعني مطابقة الكلام للوضع مع فصاحة العبارات سواء كانت فردية أو مركبة.

عند القدماء، كانت دراسة البلاغة تحظى بعناية كبيرة في القرون الثانية والثالثة للهجرة. علماء اللغة قدّموا جهودًا فائقة في تحليلها وتصنيفها، ووضعوا لها مقاييس وأسساً. من بين هؤلاء العلماء:

أبو عبيدة معمر بن المثنى، الذي كتب "مجاز القرآن" وربط البلاغة بالمجاز اللغوي.
أبو العباس عبد الله بن المعتز بن المتوكل، الذي ألف كتاب "البديع" وكان من أوائل من جعل البلاغة علمًا مستقلاً وربطها بالبديع.
عبد الله بن المقفع، الذي وصف البلاغة بأنها تشمل مختلف أنواع التعبير، سواء بالكلام أو الصمت أو الاستماع أو الشعر والسجع والخطب.
أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، الذي تناول في كتابه "البيان والتبيين" مفهوم البلاغة وتعريفاتها المتعددة.
واستمر الاهتمام بدراسة البلاغة في القرون اللاحقة، حيث قدّم العلماء مزيدًا من الدراسات والتطبيقات العملية لأساليب البلاغة مثل الاستعارة والمجاز والتشبيه والكناية. ومن ثم، ظهرت أعمال أخرى تفصل في استخدامات اللغة العربية وتطورها الدلالي.

بشكل عام، فإن مفهوم البلاغة كان يحمل معانٍ فنية وعلمية، وتطور مع مرور الزمن ليشمل جوانب متعددة من التعبير اللغوي.