الامارات 7 - نستهلُّ هذه المقالة بسؤال طرحه قديما الإمامُ الطبري المتوفى سنةَ ثلاث مئة وعشرة من الهجرة، وهو سؤال يتجددُ في كل عصر، يقول الطبري: فإن قال قائل:
فما بالُ الإنسانِ يرى الرؤيا الحسنةَ أحيانًا، ولايجد لها حقيقةً فى اليقظة؟
فالجواب: أن الرؤيا مختلفةُ الأسباب
فمنها مِن وسوسةِ الشيطان وتحزينهِ للمؤمن، ومنها من حديثِ النفسِ فى اليقظة فيراه فى نومه، ومنها ما هو مِن الله، فما كان من حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ فإنه الذى يكذب، وماكان من قبل الله فإنه لا يكذبُ، وبنحو هذا
ورد الخبرُ عن النبى عليه السلام: “الرؤيا ثلاث: رؤيا بشرى من الله، ورؤيا مما يحدث به الرجلُ نفسَه، ورؤيا تحزين من الشيطان” .
1.ونستفيد من كلام الطبري رحمه الله أن الرؤى الحسنةَ المبشرة التي نراها
ويعبرها لنا المعبرون بتعبيراتٍ حسنة، ثم لا تقعُ ولا تكون، ربما لأنها في حقيقة أمرها من حديث النفس وتفكير الدماغ، وليست من الرؤى الصادقة،
فقد ترى المرأةُ مثلاً رؤيا تدلُّ على زواجها، لكنها لا تتزوجُ، لأن هذه الرؤيا من حديثِ النفس بسبب تفكيرها وتعلقِ نفسِها بالزواج،
وليست من الرؤى الصادقة التي تكونُ من الله، وربما يفسرُها المعبرُ بزواجها، وربما يخطئُ في ذلك، فقد ظنَّ هو أيضاً أنها رؤيا حق، وهي من تمني النفسِ وتفكير الدماغ.
2.ومن أسباب عدم وقوعِ الرؤيا المبشرة أن الرائي ربما لا يستبشر بما رأى ولا يتفاءل به
بل يسيئ الظنَّ بربه، ولا يتوقعُ الخير من الله، وفي الحديثِ القدسي: “أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر” فإذا لم يستيقن الرائي بحصولِ ما بُشّر به في رؤياه من مجيئ الخير ولم يتوقع الخير من مولاه، فلن يقع ما بَشرت به الرؤيا.
3.هذا وقد يرى الإنسانُ رؤيا مبشرةً له بمنصبٍ كبير،
فيبقى منتظراً، ولا يأتي ذاك المنصب، ولا يكون، لأن هذه الرؤيا ليست للحالمِ بها، بل هي أليقُ بأخيهِ أو صاحبهِ أو أحد أقاربه، فتقع الرؤيا بالفعل، ويأتي المنصبُ كما بشرت الرؤيا لكن لغيرِ من رآه، أتذكر أن رجلاً رأى رؤيا تبشرُ بمنصبٍ كبير، فأخبرتُه أن الرؤيا لعمهِ الذي يحمل مثلَ اسمهِ، ولما جاء المنصبُ لعمهِ، حزنَ جداً لأنه تعلقَ بظاهرِ الرؤيا تعلقاً شديداً.
4.وقد يرى الإنسان رؤيا تبشره بمستقبل كبير أو مال وفير،
لكنه يذكرُ رؤياه لبعضِ من يحسده عليها، فلا يحصلُ على شئ، لأن مدلولَ الرؤيا طيرهُ الحسدُ المذموم، ولذلك قال يعقوب – عليه السلام – ( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)
قال القرطبي: وفي هذه الآية أيضا ما يدلُّ على جواز ترك إظهار النعمة عند من تُخشى غائلته حسدا وكيدا؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود).
هذا ومن آداب الرؤيا الصالحة أن يتحدثَ الرائي بِرؤياه لمن يحبه ويُخلصُ له ويثقُ بأنه يحبُّ الخيرَ له، دون من يكرهُه، أو يكيدُ له أو يحسدُه عليها، فالرؤيا يدخلها الكيد والحسد،
ولذلك ثبت في صحيح مسلم ” فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلاّ من يحب ” وجاءَ في حديثٍ حسن “ولا يقص الرؤيا إلا على عالمٍ أو ناصح” والناصحُ هو الحبيبُ المخلصُ.
وصفوةُ القول أن مِن آداب الرؤيا الصالحة أن يذكرَ الحالمُ رؤياه الحسنةَ لاثنين من الناس: لمن يحبُ دون من يكره، وللعالمِ بفنِ التعبيرِ دون الجاهلِ بقواعدهِ وأصولهِ.
فما بالُ الإنسانِ يرى الرؤيا الحسنةَ أحيانًا، ولايجد لها حقيقةً فى اليقظة؟
فالجواب: أن الرؤيا مختلفةُ الأسباب
فمنها مِن وسوسةِ الشيطان وتحزينهِ للمؤمن، ومنها من حديثِ النفسِ فى اليقظة فيراه فى نومه، ومنها ما هو مِن الله، فما كان من حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ فإنه الذى يكذب، وماكان من قبل الله فإنه لا يكذبُ، وبنحو هذا
ورد الخبرُ عن النبى عليه السلام: “الرؤيا ثلاث: رؤيا بشرى من الله، ورؤيا مما يحدث به الرجلُ نفسَه، ورؤيا تحزين من الشيطان” .
1.ونستفيد من كلام الطبري رحمه الله أن الرؤى الحسنةَ المبشرة التي نراها
ويعبرها لنا المعبرون بتعبيراتٍ حسنة، ثم لا تقعُ ولا تكون، ربما لأنها في حقيقة أمرها من حديث النفس وتفكير الدماغ، وليست من الرؤى الصادقة،
فقد ترى المرأةُ مثلاً رؤيا تدلُّ على زواجها، لكنها لا تتزوجُ، لأن هذه الرؤيا من حديثِ النفس بسبب تفكيرها وتعلقِ نفسِها بالزواج،
وليست من الرؤى الصادقة التي تكونُ من الله، وربما يفسرُها المعبرُ بزواجها، وربما يخطئُ في ذلك، فقد ظنَّ هو أيضاً أنها رؤيا حق، وهي من تمني النفسِ وتفكير الدماغ.
2.ومن أسباب عدم وقوعِ الرؤيا المبشرة أن الرائي ربما لا يستبشر بما رأى ولا يتفاءل به
بل يسيئ الظنَّ بربه، ولا يتوقعُ الخير من الله، وفي الحديثِ القدسي: “أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر” فإذا لم يستيقن الرائي بحصولِ ما بُشّر به في رؤياه من مجيئ الخير ولم يتوقع الخير من مولاه، فلن يقع ما بَشرت به الرؤيا.
3.هذا وقد يرى الإنسانُ رؤيا مبشرةً له بمنصبٍ كبير،
فيبقى منتظراً، ولا يأتي ذاك المنصب، ولا يكون، لأن هذه الرؤيا ليست للحالمِ بها، بل هي أليقُ بأخيهِ أو صاحبهِ أو أحد أقاربه، فتقع الرؤيا بالفعل، ويأتي المنصبُ كما بشرت الرؤيا لكن لغيرِ من رآه، أتذكر أن رجلاً رأى رؤيا تبشرُ بمنصبٍ كبير، فأخبرتُه أن الرؤيا لعمهِ الذي يحمل مثلَ اسمهِ، ولما جاء المنصبُ لعمهِ، حزنَ جداً لأنه تعلقَ بظاهرِ الرؤيا تعلقاً شديداً.
4.وقد يرى الإنسان رؤيا تبشره بمستقبل كبير أو مال وفير،
لكنه يذكرُ رؤياه لبعضِ من يحسده عليها، فلا يحصلُ على شئ، لأن مدلولَ الرؤيا طيرهُ الحسدُ المذموم، ولذلك قال يعقوب – عليه السلام – ( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)
قال القرطبي: وفي هذه الآية أيضا ما يدلُّ على جواز ترك إظهار النعمة عند من تُخشى غائلته حسدا وكيدا؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود).
هذا ومن آداب الرؤيا الصالحة أن يتحدثَ الرائي بِرؤياه لمن يحبه ويُخلصُ له ويثقُ بأنه يحبُّ الخيرَ له، دون من يكرهُه، أو يكيدُ له أو يحسدُه عليها، فالرؤيا يدخلها الكيد والحسد،
ولذلك ثبت في صحيح مسلم ” فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلاّ من يحب ” وجاءَ في حديثٍ حسن “ولا يقص الرؤيا إلا على عالمٍ أو ناصح” والناصحُ هو الحبيبُ المخلصُ.
وصفوةُ القول أن مِن آداب الرؤيا الصالحة أن يذكرَ الحالمُ رؤياه الحسنةَ لاثنين من الناس: لمن يحبُ دون من يكره، وللعالمِ بفنِ التعبيرِ دون الجاهلِ بقواعدهِ وأصولهِ.