الامارات 7 - رؤيا يوسف عليه السلام
رؤيا يوسفَ عليه السلام (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )وكرؤيا صاحبيه في السجن، (قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ)
لا بأس أن نقف عند الرؤى في سورة يوسفَ عليه السلام فنطيل الوقوف عبر حلقات متعددة.
فالرؤيا الأولى رؤيا الْكَرِيمِ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
{إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} أَيْ نَجْمًا مِنْ نُجُومِ السَّمَاءِ وَالنُّجُومُ فِي التَّأْوِيلِ إخَوَانُه كما عبرها يعقوبُ وكان من الأنبياء المعبرين ، وَكَان إخوانُه أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَالشَّمْسُ في التعبير أُمُّهُ والْقَمَرُ أَبُوهُ في قول كثير من المفسرين؛ لِأَنَّ الشَّمْسَ مُؤَنَّثَةٌ وَالْقَمَرَ مُذَكَّرٌ، وقيل العكس!
فَتَأَوَّلَهَا يَعْقُوبُ أَنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ وأبويه سيسجدون لَهُ سجود تحية وتقدير واحترام وكان ذلك السجودُ جائزا في شريعتهم، ثُم حُرم في شريعتنا فلا يجوز السجود ولا الركوع في شريعتنا لغير الله.
وفي هذا الآية دليل على أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون أكثرَ من الأب، لأن القرآن قدم الشمس على القمر {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا والشمس والقمر}،
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كرر الأم ثلاثَ مرات، وذكر الأبَ مرةً واحدة.
وذلك في الحديث المتفق عليه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي قال : ” أمك “. قال ثم من قال : ” ثم أمك ” . قال ثم من قال : ” ثم أمك ” . قال ثم من قال ” ثم أبوك ” .
وذلك لما تتحمله الأم من صعوبة الحمل والرضاع وأيضاً لما تعانيه أكثرَ من الأب في مشقة التربية!
وقد نقل الحارثُ المحاسبي إجماع العلماء على أن الأم تفضل في البر على الأب ،
والصحيح أنه ليس في المسألة إجماع، لكن الجمهور قال بتفضيل الأم على الأب في البر والصلة والإحسان وقال بعضهم : بل يكون برهما سواء
والصواب ما عليه الجمهور لصريح الأحاديث في المعنى المذكور . والله أعلم .
وفي سن يوسف لما رأى هذا المنام عدةُ أقوال منها أنه كان ابن سبع سنين، وهذا يدل على صحة رؤيا الطفل إذا كان مميزا يفهم الخطاب
ويبدو أن يعقوبَ علم أن إخوةَ يوسفَ سيعلمون تأويل رؤياه فقال لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ثم أخبر يعقوبُ الأبُ المشفق يوسفَ الابنَ البار بأنه كَمَا رَفَعَ الله مَنْزِلَتَكَ بِهَذِهِ الرُّؤْيَا، فَكَذَلِكَ يَصْطَفِيكَ
{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ، وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} يعني تَعْبِيرَ الرُّؤْيَا، سُمِّيَ تأويلا لأنه يؤول أَمْرُهُ إِلَى مَا رَأَى فِي مَنَامِهِ، {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} يَعْنِي: بِالنُّبُوَّةِ، {وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} أَيْ: عَلَى أَوْلَادِهِ فَإِنَّ أَوْلَادَهُ كَانُوا أَنْبِيَاءَ لكن الله اصطفاهم بالنبوة بعد توبتهم من أخطائهم التي ارتكبوها في حق أخيهم يوسف، {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} فَجَعَلَهُمَا نَبِيَّيْنَ، {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .
واختلف الناس في كم كان بين رؤيا يوسف وبين وقوعها:
فقال بعضهم أربعون سنة! وقيل أكثرَ كما قيل أقل!
وفي هذا دليل على الغالب من الرؤيا الحسنة: أنْ يتأخرَ تفسيرُها ،
وذلك من كرم الله تعالى يبشر بالخير قبل وقوعه ، كما نستفيد من ذلك أنه من رحمة الله إذا أراد أن يبتلي عبده فإنه سبحانه يُرِيه رؤيا حسنة طيبة قبل وقوع البلاء به، ليعلمَه أن هنالك محنةً سيمر بها، وأن هذه المحنةَ ستنقلبُ لمنحة إلهية وعطية ربانية،
فلا تجزعْ إذا وقعت بك المصيبة، فسوف يعقبها المنحُ والنعمُ والمننُ
رؤيا يوسفَ عليه السلام (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )وكرؤيا صاحبيه في السجن، (قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ)
لا بأس أن نقف عند الرؤى في سورة يوسفَ عليه السلام فنطيل الوقوف عبر حلقات متعددة.
فالرؤيا الأولى رؤيا الْكَرِيمِ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
{إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} أَيْ نَجْمًا مِنْ نُجُومِ السَّمَاءِ وَالنُّجُومُ فِي التَّأْوِيلِ إخَوَانُه كما عبرها يعقوبُ وكان من الأنبياء المعبرين ، وَكَان إخوانُه أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَالشَّمْسُ في التعبير أُمُّهُ والْقَمَرُ أَبُوهُ في قول كثير من المفسرين؛ لِأَنَّ الشَّمْسَ مُؤَنَّثَةٌ وَالْقَمَرَ مُذَكَّرٌ، وقيل العكس!
فَتَأَوَّلَهَا يَعْقُوبُ أَنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ وأبويه سيسجدون لَهُ سجود تحية وتقدير واحترام وكان ذلك السجودُ جائزا في شريعتهم، ثُم حُرم في شريعتنا فلا يجوز السجود ولا الركوع في شريعتنا لغير الله.
وفي هذا الآية دليل على أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون أكثرَ من الأب، لأن القرآن قدم الشمس على القمر {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا والشمس والقمر}،
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كرر الأم ثلاثَ مرات، وذكر الأبَ مرةً واحدة.
وذلك في الحديث المتفق عليه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي قال : ” أمك “. قال ثم من قال : ” ثم أمك ” . قال ثم من قال : ” ثم أمك ” . قال ثم من قال ” ثم أبوك ” .
وذلك لما تتحمله الأم من صعوبة الحمل والرضاع وأيضاً لما تعانيه أكثرَ من الأب في مشقة التربية!
وقد نقل الحارثُ المحاسبي إجماع العلماء على أن الأم تفضل في البر على الأب ،
والصحيح أنه ليس في المسألة إجماع، لكن الجمهور قال بتفضيل الأم على الأب في البر والصلة والإحسان وقال بعضهم : بل يكون برهما سواء
والصواب ما عليه الجمهور لصريح الأحاديث في المعنى المذكور . والله أعلم .
وفي سن يوسف لما رأى هذا المنام عدةُ أقوال منها أنه كان ابن سبع سنين، وهذا يدل على صحة رؤيا الطفل إذا كان مميزا يفهم الخطاب
ويبدو أن يعقوبَ علم أن إخوةَ يوسفَ سيعلمون تأويل رؤياه فقال لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ثم أخبر يعقوبُ الأبُ المشفق يوسفَ الابنَ البار بأنه كَمَا رَفَعَ الله مَنْزِلَتَكَ بِهَذِهِ الرُّؤْيَا، فَكَذَلِكَ يَصْطَفِيكَ
{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ، وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} يعني تَعْبِيرَ الرُّؤْيَا، سُمِّيَ تأويلا لأنه يؤول أَمْرُهُ إِلَى مَا رَأَى فِي مَنَامِهِ، {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} يَعْنِي: بِالنُّبُوَّةِ، {وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} أَيْ: عَلَى أَوْلَادِهِ فَإِنَّ أَوْلَادَهُ كَانُوا أَنْبِيَاءَ لكن الله اصطفاهم بالنبوة بعد توبتهم من أخطائهم التي ارتكبوها في حق أخيهم يوسف، {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} فَجَعَلَهُمَا نَبِيَّيْنَ، {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .
واختلف الناس في كم كان بين رؤيا يوسف وبين وقوعها:
فقال بعضهم أربعون سنة! وقيل أكثرَ كما قيل أقل!
وفي هذا دليل على الغالب من الرؤيا الحسنة: أنْ يتأخرَ تفسيرُها ،
وذلك من كرم الله تعالى يبشر بالخير قبل وقوعه ، كما نستفيد من ذلك أنه من رحمة الله إذا أراد أن يبتلي عبده فإنه سبحانه يُرِيه رؤيا حسنة طيبة قبل وقوع البلاء به، ليعلمَه أن هنالك محنةً سيمر بها، وأن هذه المحنةَ ستنقلبُ لمنحة إلهية وعطية ربانية،
فلا تجزعْ إذا وقعت بك المصيبة، فسوف يعقبها المنحُ والنعمُ والمننُ