تفسير رؤية الإمام في المنام

الامارات 7 - تفسير رؤية الإمام في المنام لابن سيرين
فسر ابن سيرين أن من رأى الإمام في حلمه أنه قد تحول عن سلطانه من قبل نفسه ؛ فإنه يأتي أمراً يندم عليه، كندامة ذي النون؛ إذ ذهب مغاضباً.

وأمـا أخـذ الإمام أغنـام الـرعيـة ظلماً؛ فهو ظلم أشرافهم. فإن رأى الملك أنّه يهيئ مائدة، ويزينها؛ فإنّه يـعـانـده قـوم بـاغـون، ويشاور فيهـم ، ويظفر بهم. .فإن رأى للإمام قرنين، فإنه يملك المشرق والمغرب؛ لقصة الإسكندر . فإن رأى الإمام هيئته هيئة الشوقة، أو رأى كأنه يمشي في السوق مع غيره تواضعاً؛ لم يخل ذلك بسلطانه، بل زاده قوة.


ومرض الإمام في المنام دليل ظلمه، ويصح جسمه في تلك السنة، وموته خلل يقع في مملكته، وحمل الرجال إياه على أعناقهم قوة ولايته، وضعف دينه ودين رعيته من غير رجاء صلاح. فإن لم يدفن ؛ فإن الصلاح يرجى له .

وتأويل حياة الميت قوة، ودولة لعقبه. ورفعة مجلس السُلطان ارتفاع أمره، واتضاح مجلسه فساد أمره. فإن رأى الملك كأنّ بعض خدمه أطعمه من غير أن يرى مائدة؛ لم ينازع في ملكه، وطال عمره، وطاب عيشه؛ إن كان في الطعام دسم، فإن رأى إنسان أن الإمام وله من أقاصي أطراف ثغور المسلمين نائباً عنه؛ فإنه عز، وشرف، واسم، وذكر، وسلطان بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام .

فإن رأى وال أن عهده أتاه؛ فهو عز له في الوقت، وكذلك إن نظر في مرآة فهو عز له، ولا يلبث أن مكانه مثله، إلا أن يكون منتظراً لولد؛ فإنه يصيب حينئذ غلاماً، وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته ؛ فإنه يعزل .

فإن رأى الإمـام أنّـه يمشي، فاستقبله بعض العامة، فساره في أذنه ؛ مات فجأة؛ لما حكي أن شداد لما سار إلى الجنّة التي اتخذها؛ تلقاه ملك الموت في هيئة بعض العامة، فأسرّ إليه في أذنه ، وقبض روحه .

فمن رأى أنّه سائر مع الإمام؛ فإنه يقتدي به . فإن رأى أنه خاصم الإمام بكلام حكمة؛ ظفر بحاجته .

فإن رأى كأنّه صدمه مسيره؛ فإنه يخالفه . وإن كان رديفه على دابة؛ فإنّه يستخلفه في حياته ، أو بعد مماته . فإن رأى أنه يؤاكله ؛ نال شرفاً بقدر الطعام الذي أكل، وقيل: يلقى حرباً ومكاشفة.

فإن رأى نفسه نائماً مع الإمام ليس بينهما حاجز، ثم قام الإمام، وبقي هو نائماً؛ دل على أن الإمام يحقد عليه ، وإن ثبت بينهما المصاحبة؛ يصير للإمام؛ لأن النائم كالميت، ووجود الميت وجود مال .

فإن رأى كأنه نائم على فراش الإمام، وكان الفراش معروفاً؛ فإنه ينال منه، أو من بعض المتصلين به امرأة، أو جارية، أو مالا يجعله في مهر امرأة، أو ثمن جارية، وإن كان الفراش مجهولاً ؛ قلده الإمام بعض الولايات . فإن رأى الإمام كلمه؛ نال رفعة؛ لقوله تعالى :﴿ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ [ يوسف: 54]

وإن كان تاجراً نال ربحاً، وإن كان في خصومة؛ ظفر، وإن كان محبوساً؛ أطلق، ومن ساير الإمام خالطه في سلطانه .

ومن رأى الإمام، أو السلطان دخل داراً، أو محلة، أو موضعاً ينكر دخوله إليه، أو قرية، أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة .


وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن؛ فهو حسن حال رعيته ، وما رأى جوارحه من فضل فهو قوته في سلطانه، وما رأى في بطنه من زيادة، أو نقص ؛ فهي في مال ولده .

فإن رأى كأنه نام قبل الإمام سلم ممّا خاطر بنفسه؛ فإن الثوم معه مساواته بنفسه وهي مخاطرة. ومن رأى كأنّه ضاجع حرم الإمام ، اختلف في تأويله، فمنهم من قال: إنّه يصيـب منـه خـاصيـة، وقيل : يغتـاب حرمه

فإن رأى أنه دخل في دار الإمام ؛ فإنه يتولى أمور أهله، وينال سعة من العيش . وإن رأى ذلك عبد أعتق . فإن رأى أنّ الإمام عاتبه بكلام جميل؛ فإن ذلك صلاح ما بينهما . .

ومن أكل مع الإمام العدل على مائدته ؛ فإنه يصيب شرفاً، وخيراً في دينه ودنياه بقدر ما نال من الطعام، وكذلك الملك، والسلطان مثل الإمام . فإن مات؛ فهو فساد في الدين . ودخـول الإمام العـدل مـكـانـاً؛ نزول البركة، والعدل فيه، فإن كان إماماً جائراً؛ فهو فساد ومصائب، وإن كان معتاداً للدخول إلى ذلك ؛ فلا يضره .

فإن رأى: أن الإمام مريض؛ فهو مرض الدين له، ولرعيته ؛ لمكانه . فإن رأى: أنه في لحاف مع الإمام في فراشه، ليس بينهما سترة؛ فهو يخرج من سلبه إليه، ويصير ماله، وما يملك في العاقبة للإمام تركة منه في حياته، أو مماته . فإن رأى أنه يختلف إلـى بـاب الإمام، أو باب نائب من نوابه، فإنّ أعداءه لا يقدرون على مضرة له .

فإن رأى: أنه يخاصم الإمام، أو سلطاناً دونه بكلام حكمة وبر، فهو يظفر بحاجة لديه .

فإن رأى أنّ الإمام أعطاه شيئاً؛ فهو يصيب فخراً، ورفعة، وسلطاناً بقدر ما تنسب تلك العطية إليه في التأويل وجوهره . ومن رأى: أنه دخل دار الإمام، واستقر فيها، واطمأن؛ فهو يداخله في خواص أمره .

فإن ولّاه مـن أقـاصـي ثـغـور المسلمين نائباً عنه؛ فهو كذلك شرف، وعز، وسلطان، فيه تأخير، وبطء بقدر بعد ذلك الموضع عن الإمام . ومن رأى أن إمام المسلمين ولّاه إمرة حاضرة عنده؛ فهو يصيب شرفاً، وذكراً عاجلاً في الدنيا، والدين .