الامارات 7 - يقول ابن سيرين بأن رؤية الأرض في المنام تدل على الدنيا لمن ملكها على قدر اتساعها، وكبرها، وضيقها، وصغرها، وربما دلت الأرض على الدنيا، والسّماء على الآخرة لأنّ الدنيا أدنيت، والآخرة أخرت، لا سيما أن الجنة فـي السّماء.
وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها، وعلى أهلها وساكنها، وتدل على السفر إذا كانت طريقاً مسلوكاً كالصحاري، والبراري، وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ويرى أولها وآخرها، وتدل على الأمة، والزوجة لأنّها توطأ، وتحرث، وتبذر، وتسقى، فتحمل، وتلد، وتضع نباتها إلى حين تمامها، وربما كانت الأرض أماً لأنّا خلقنا منها، فمن ملك أرضاً مجهولة استغنى إن كان فقيراً، وتزوج إن كان عزباً، وولي إن كان عاملاً.
وإن باع أرضاً، أو خرج منها إلى غيرها مات إن كان مريضاً، لا سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة، وافتقر إن كان موسراً، لا سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلا، أو خرج من مذهب إلى مذهب إن كان نظاراً.
فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة انتقل من بدعة إلى سنة، وإن كان على خلاف ذلك، فالأمر على ضده. وإن رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره، فإن رأى كأنّ الأرض انشقت، فخرج منها شاب ظهرت بين أهلها عداوة. فإن خرج منها شيخ سعد جدهم، ونالوا خصباً. وإن رآهـا انشقت، فلم يخرج منها شيء، ولم يدخل فيها شيء حدث في الأرض حادثة شر، فإن خرج منها سبع دل على ظهور سلطان ظالم. فإن خرج منها حية فهي عذاب باقي في تلك الناحية ، وإن انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خضباً.
فإن رأى أنّه يحفر الأرض، ويأكل منها، نال مالاً بمكر لأن الحفر مكر . فإن رأى أرضاً تفطرت بالثبات، وفي ظنه أنه ملكه، وفرح بذلك دل على أنه ينال ما يشتهي، ويموت سريعاً لقوله تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً﴾[ الأنعام: 44] .
ومن تولى طيّ الأرض بيده نال ملكاً. وقيل إن وطئ الأرض أصاب ميراثاً،. وضيق الأرض : ضيق المعيشة.
ومن كلمته الأرض بالخير نال خيراً في الدين والدنيا، وكلامها المشتبه المجهول المعنى مـال مـن شبهة، والخسف بالأرض :زوال النعـم، وانقـلاب الأحوال . والغيبة في الأرض من غير حفر طول غربة في طلب الدنيا، أو موت في طلب الدنيا. فإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ فإنه يمكر به في أمر بقدر ذلك .
ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ ، فليتق الله فإنّه مال حرام . ومن رأى أنه قائم في مكان، فخسف به، فإن كان والياً فإنه تنقلب عليه الدنيا ويصير الصديق عدوه لقوله تعالى: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾[ القصص: 81]
فإن رأى محلة، أو أرضاً طويت على الناس فإنه يقع هناك موت ، وقيل إنه يهلك فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم، أو ينالهم ضيق، وقحط، أو شدة، فإن كان ما طوي له وحده فهو ضيق معيشته، وأموره. فإن رأى أنها بسطت له، أو نشرت له؛ فهو طول حياته ، وخير يصيبه .
وخشاش الأرض كله يدل على أوغاد الناس، وعامتهم، وشرارهم، كلُ حيوان على نعته، وطبعه، وعمله، وضرره، وعداوته.
وأما الخسف والزلزلة في المنام ، يقول ابن سيرين أن من رأى أرضاً تزلزلت، وخسف طائفة منها وسلمت طائفة فإن السلطان ينزل تلك الأرض، ويعذب أهلها، وقيل أيضاً إنّه مرض شديد فإن رأى جبلاً من الجبال تزلزل، أو رجف، أو زال، ثم استقر قراره فإن سلطان ذلك الموضع، أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة، ويذهب ذلك عنهم بقدر ما أصابهم .
والزلزلة إذا نزلت فإنّ الملك يظلم رعيته، أو يقع به فتنة، أو أمراض . ومن سمع هدّة السّحاب فإنه يقع بأهل تلك الناحية فتنة، وعداوة، وخسران . وقال بعضهم: الخسوف، والزلازل دليل رديء لجميع الناس، وهلاكهم وهلاك أمتعتهم، وإذا رأى الإنسان كأنّ الأرض متحركة، فإنّها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه.
وأما من رأى أنه أصابه برد فإنه فقر، وإن اصطلى بنار ، أو مجمرة، أو بدخان، فإنه يفتقر للسعي في عمل السلطان، ويكون فيه مخاطرة وهـول، وإن كان ما يصطلي به ناراً تشتعل ؛فإنه يعمل عمل السلطان، فإن كان جمراً، فإنّه يلتمس مال يتيم . وإن اصطلى بدخان فإنه يلقي نفسه في هول. وقال بعضهم إن البرد فعل بارد، ويدل في المسافر على أن سفره لا يتم، وأموره باردة، والضباب أمر ملتبس، وفتنة، ويوم الغيم هم وغم، ومحنة .
فإن رأى أنه جالس على الأرض، أو أن عليه قبة فإنه ثبات في سلطانه، وإن اتصل ثوبه بثوب آخر؛ زيد في سلطانه، ولا سيما إن كانت عمامة . ومـن رأى أرضاً مخضرّة قـد يبست : أو أجدبت أصابه شيء صلب، أو أصابه من الملك رفعة.
تفسير رؤية الأرض في المنام للنابلسي
يقول النابلسي أن الأرض في المنام لها تأويل ، وكل أرض على حسبها وجوهرها.
فأرض المحشر رؤيتها في المنام دالة على حفظ الأسرار، والغنى بعد الافتقار، والأمن من الخـوف، وصدق الوعـد وربما دلت على الزوجة الجليلة البكر الجميلة، أو المنصـب العظيـم لقليـل الحظ، وعلى الهدى والتوبة، وكذلك إن رأى ظهر الحوت أو الثور الحامل للأرض ولم تتغير ولم تزل ، دل على أنّ الملك يخلع نفسه من الملك، أو يخلع نائبه، ولم تتغير أحوال العالم.
وأرض الدار عبارة عما يبسط فيها من حصير وبساط وغير ذلك، أو على من يقوم بكنسها ومصلحتها، أو من يجتمع عليها من أهل وعشيرة. فما رئي فيها من إصلاح أو فساد عاد على من دلت عليه .
وأما أرض الفلاحة فإنها دالة على زرعها وإنشائها وخصبها وجدتها، وآلة حرثها ودرسها وفلاحها فما حصل فيها من نبت معتاد أو رائحة طيبة، أو زهر، أو نور، أو ري، أو سهل، أو علو، أو خشن عاد إلى من ذكرناه .
وأما أرض الحارة، فإنها تدل على الأسفـار للتجـار وأرباب المعايش عليها كالمكارية والجمالين وأشبـاهـهـم . فزوال عقباتها وقلع حجارتها وبيان طرقها واستقامتها في المنام، دليل على الربح للمسافر عليها ، وتسهيـل أمـورهـم، وزوال همهم، وسـرعـة مراحلهم.
وأمـا الأرض المعروفة، فإنها دالة على الحاكم عليها بإيجاز أو إرث أو قطاع أو حفر، فما حصل فيها من طول وقصر عن الحد المحدود عاد ذلك على الحاكم عليها ممن ذكرناه.
وأما الأرض المجهولة، فإنها دالة على الأم والولد والـزوج والزوجة والشريك والأمين والورثة ، وعلى ما يملك من دار أو دابة أو أمة، وعلى ما يجلس عليه من فراش أو غيره .
وتدل الأرض على دور الزناة والفسقة واللهو واللعب. والأرض امرأة نمامة لا تكتم سراً. وتدل الأرض على الجدال أو العلـم أو الفصاحـة، وربمـا دلت الأرض والسماء على الضرتين اللتين لا يستطيع أحد أن يجمع بينهما غير الله تعالى.
فإن رأى أن الأرض تشققت دل على البدع وإظهار المحرمات والمنكرات، وربما دلّ تشققهـا علـى جودتها بالنمو والبركة.
وطول الأرض ومدها عن عادتها دليل على خلاص المسجون، وولادة الحامل، وامتدادها عن عادتها رزق .
فإن رأى أنه ملك أرضاً مرداء تزوج امرأة فقيرة أو عقيماً، لأنّ المرداء الخالية من النبات . وربما دلت الأرض على ملك لدى السلطان، أو الموت والحيـاة والرزق، وعلـى مـن يعمل عليها من صالح وسيئ.
فإن رأى أنه ملك أرضاً تزوج إن كان أعزب ورزق ولداً أو شارك شريكاً أو ائتمن إنساناً على ماله وسره أو ورث وراثة أو استأجر داراً، أو ابتاعها، أو اشترى دابة أو أمة أو اشترى حصيراً، كل إنسان على قدره وما يليق به. وإن لاق به الملك ملك .
وإن كان الرائي مريضاً أفاق من مرضه وقام لأرضه ورزقه. وإن كانت الأرض فسيحة حسنة المنظر كان عمله عليها صالحاً. وإن كان عليها جيف أو رمم بالية أو أقذار كان ما عمله عليها شيئاً. فإن حدثته الأرض أو سمع منها كلاماً عن لا يفهمه، دل على الشدة والأراجيف وهتك الأستـار.
فإن رأى أن الأرض زلزلت به، ربما دلت على وضع الحامل جنينها . فإن رأى الأرض قد خسفت بمن عليها، دلّ على التيه والعجب والغفلة عن طاعة الله تعالى. فإن طويت الأرض من تحته، دل على فراغ عمله، أو طلاق زوجته ، أو ذهاب منصبه . فإن استحالت الأرض إلى حفر أو حديد أو حجر، ربما تعذر حمل زوجته، أو انتقل إلى صنعة غير صنعته، وربما رزق مالاً من كسبه ، أو وجد معدناً. فإن رأى أنه صار أرضاً في المنام ارتفع قدره عند الناس، أو تبتل للرياضة وكسر النفس.
فإن حمـل الأرض ولا يجد لها ثقلاً دل على ظلم غيره في أرضه، وعلى أنه يطوقها في عنقه، أو على أنه يصيـر جـبـاناً يثيـر الأرض، وينقلها على كتفه، ويعان على ذلك وربما صار حضرياً أو قطاعاً.
فإن أكل الأرض، دل على أنه ينال من سفيه عليها فائدة أو عاد عليه من زرعه فائدة . وربما باع ما يجلس عليه أو يركبه أو يطؤه ويأكل ثمنه. فإن رأى أن الأرض انشقت وابتلعته ، دل على الخجل وتعذر الأسباب. وربما سافر ويسجن أو صار ممنـونـاً، ومن رأى أنه يجلس على الأرض، فإنه يتمكـن منها، ويعلـو عليها، ومن رأى أنه يضرب الأرض بيده أو بشيء، فإنه يسافر للتجارة. ومن رأى أنه يأكل من الأرض، فإنه يصيب مالاً بقدر ما أكل منها.
ومن رأى أنه خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة، فإن كان عامل بلد عزل عنه وإن كان عنده جارية باعها، أو امرأة طلقها أو تزوج أخرى عليها . ومن رأى أنه زلق على الأرض، أو ينفض يده من التراب يفتقر، وإن كان مريضاً مات وصار إلى التراب .
ومن رأى أنه يمشي من أرض إلى أرض متواليا جائياً وذاهباً، طاف على امرأته، أو جاريته، أو دام السفر من أرض إلـى أرض. ومن رأى الأرض ابتلعته وخُسفت به، فإن كان من أهل الشر فإنه عقوبة تنزل به أو سفر بعيد، أو يخاف أن لا يرجع . ومن رأى أنّ الأرض ابتلعته من غير خسف، فإنه يسافر سفراً بعيداً، ومن رأى أن الأرض تزلزلت وأصابها خسف ، فإن ذلك بلاء ينزل بتلك الأرض من سلطانها أو حر أو برد أو قحط، أو خوف شديد.
ومن رأى أن الأرض انشقت وخرجت منها دابة تكلّم فإنّه شيئاً يتعجب منه، وربما دلّ على قرب أجله، وربما كان ذلك آية عظيمـة عـامـة تظهـر للنـاس لكي يعتبروا .
وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها، وعلى أهلها وساكنها، وتدل على السفر إذا كانت طريقاً مسلوكاً كالصحاري، والبراري، وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ويرى أولها وآخرها، وتدل على الأمة، والزوجة لأنّها توطأ، وتحرث، وتبذر، وتسقى، فتحمل، وتلد، وتضع نباتها إلى حين تمامها، وربما كانت الأرض أماً لأنّا خلقنا منها، فمن ملك أرضاً مجهولة استغنى إن كان فقيراً، وتزوج إن كان عزباً، وولي إن كان عاملاً.
وإن باع أرضاً، أو خرج منها إلى غيرها مات إن كان مريضاً، لا سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة، وافتقر إن كان موسراً، لا سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلا، أو خرج من مذهب إلى مذهب إن كان نظاراً.
فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة انتقل من بدعة إلى سنة، وإن كان على خلاف ذلك، فالأمر على ضده. وإن رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره، فإن رأى كأنّ الأرض انشقت، فخرج منها شاب ظهرت بين أهلها عداوة. فإن خرج منها شيخ سعد جدهم، ونالوا خصباً. وإن رآهـا انشقت، فلم يخرج منها شيء، ولم يدخل فيها شيء حدث في الأرض حادثة شر، فإن خرج منها سبع دل على ظهور سلطان ظالم. فإن خرج منها حية فهي عذاب باقي في تلك الناحية ، وإن انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خضباً.
فإن رأى أنّه يحفر الأرض، ويأكل منها، نال مالاً بمكر لأن الحفر مكر . فإن رأى أرضاً تفطرت بالثبات، وفي ظنه أنه ملكه، وفرح بذلك دل على أنه ينال ما يشتهي، ويموت سريعاً لقوله تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً﴾[ الأنعام: 44] .
ومن تولى طيّ الأرض بيده نال ملكاً. وقيل إن وطئ الأرض أصاب ميراثاً،. وضيق الأرض : ضيق المعيشة.
ومن كلمته الأرض بالخير نال خيراً في الدين والدنيا، وكلامها المشتبه المجهول المعنى مـال مـن شبهة، والخسف بالأرض :زوال النعـم، وانقـلاب الأحوال . والغيبة في الأرض من غير حفر طول غربة في طلب الدنيا، أو موت في طلب الدنيا. فإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ فإنه يمكر به في أمر بقدر ذلك .
ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ ، فليتق الله فإنّه مال حرام . ومن رأى أنه قائم في مكان، فخسف به، فإن كان والياً فإنه تنقلب عليه الدنيا ويصير الصديق عدوه لقوله تعالى: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾[ القصص: 81]
فإن رأى محلة، أو أرضاً طويت على الناس فإنه يقع هناك موت ، وقيل إنه يهلك فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم، أو ينالهم ضيق، وقحط، أو شدة، فإن كان ما طوي له وحده فهو ضيق معيشته، وأموره. فإن رأى أنها بسطت له، أو نشرت له؛ فهو طول حياته ، وخير يصيبه .
وخشاش الأرض كله يدل على أوغاد الناس، وعامتهم، وشرارهم، كلُ حيوان على نعته، وطبعه، وعمله، وضرره، وعداوته.
وأما الخسف والزلزلة في المنام ، يقول ابن سيرين أن من رأى أرضاً تزلزلت، وخسف طائفة منها وسلمت طائفة فإن السلطان ينزل تلك الأرض، ويعذب أهلها، وقيل أيضاً إنّه مرض شديد فإن رأى جبلاً من الجبال تزلزل، أو رجف، أو زال، ثم استقر قراره فإن سلطان ذلك الموضع، أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة، ويذهب ذلك عنهم بقدر ما أصابهم .
والزلزلة إذا نزلت فإنّ الملك يظلم رعيته، أو يقع به فتنة، أو أمراض . ومن سمع هدّة السّحاب فإنه يقع بأهل تلك الناحية فتنة، وعداوة، وخسران . وقال بعضهم: الخسوف، والزلازل دليل رديء لجميع الناس، وهلاكهم وهلاك أمتعتهم، وإذا رأى الإنسان كأنّ الأرض متحركة، فإنّها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه.
وأما من رأى أنه أصابه برد فإنه فقر، وإن اصطلى بنار ، أو مجمرة، أو بدخان، فإنه يفتقر للسعي في عمل السلطان، ويكون فيه مخاطرة وهـول، وإن كان ما يصطلي به ناراً تشتعل ؛فإنه يعمل عمل السلطان، فإن كان جمراً، فإنّه يلتمس مال يتيم . وإن اصطلى بدخان فإنه يلقي نفسه في هول. وقال بعضهم إن البرد فعل بارد، ويدل في المسافر على أن سفره لا يتم، وأموره باردة، والضباب أمر ملتبس، وفتنة، ويوم الغيم هم وغم، ومحنة .
فإن رأى أنه جالس على الأرض، أو أن عليه قبة فإنه ثبات في سلطانه، وإن اتصل ثوبه بثوب آخر؛ زيد في سلطانه، ولا سيما إن كانت عمامة . ومـن رأى أرضاً مخضرّة قـد يبست : أو أجدبت أصابه شيء صلب، أو أصابه من الملك رفعة.
تفسير رؤية الأرض في المنام للنابلسي
يقول النابلسي أن الأرض في المنام لها تأويل ، وكل أرض على حسبها وجوهرها.
فأرض المحشر رؤيتها في المنام دالة على حفظ الأسرار، والغنى بعد الافتقار، والأمن من الخـوف، وصدق الوعـد وربما دلت على الزوجة الجليلة البكر الجميلة، أو المنصـب العظيـم لقليـل الحظ، وعلى الهدى والتوبة، وكذلك إن رأى ظهر الحوت أو الثور الحامل للأرض ولم تتغير ولم تزل ، دل على أنّ الملك يخلع نفسه من الملك، أو يخلع نائبه، ولم تتغير أحوال العالم.
وأرض الدار عبارة عما يبسط فيها من حصير وبساط وغير ذلك، أو على من يقوم بكنسها ومصلحتها، أو من يجتمع عليها من أهل وعشيرة. فما رئي فيها من إصلاح أو فساد عاد على من دلت عليه .
وأما أرض الفلاحة فإنها دالة على زرعها وإنشائها وخصبها وجدتها، وآلة حرثها ودرسها وفلاحها فما حصل فيها من نبت معتاد أو رائحة طيبة، أو زهر، أو نور، أو ري، أو سهل، أو علو، أو خشن عاد إلى من ذكرناه .
وأما أرض الحارة، فإنها تدل على الأسفـار للتجـار وأرباب المعايش عليها كالمكارية والجمالين وأشبـاهـهـم . فزوال عقباتها وقلع حجارتها وبيان طرقها واستقامتها في المنام، دليل على الربح للمسافر عليها ، وتسهيـل أمـورهـم، وزوال همهم، وسـرعـة مراحلهم.
وأمـا الأرض المعروفة، فإنها دالة على الحاكم عليها بإيجاز أو إرث أو قطاع أو حفر، فما حصل فيها من طول وقصر عن الحد المحدود عاد ذلك على الحاكم عليها ممن ذكرناه.
وأما الأرض المجهولة، فإنها دالة على الأم والولد والـزوج والزوجة والشريك والأمين والورثة ، وعلى ما يملك من دار أو دابة أو أمة، وعلى ما يجلس عليه من فراش أو غيره .
وتدل الأرض على دور الزناة والفسقة واللهو واللعب. والأرض امرأة نمامة لا تكتم سراً. وتدل الأرض على الجدال أو العلـم أو الفصاحـة، وربمـا دلت الأرض والسماء على الضرتين اللتين لا يستطيع أحد أن يجمع بينهما غير الله تعالى.
فإن رأى أن الأرض تشققت دل على البدع وإظهار المحرمات والمنكرات، وربما دلّ تشققهـا علـى جودتها بالنمو والبركة.
وطول الأرض ومدها عن عادتها دليل على خلاص المسجون، وولادة الحامل، وامتدادها عن عادتها رزق .
فإن رأى أنه ملك أرضاً مرداء تزوج امرأة فقيرة أو عقيماً، لأنّ المرداء الخالية من النبات . وربما دلت الأرض على ملك لدى السلطان، أو الموت والحيـاة والرزق، وعلـى مـن يعمل عليها من صالح وسيئ.
فإن رأى أنه ملك أرضاً تزوج إن كان أعزب ورزق ولداً أو شارك شريكاً أو ائتمن إنساناً على ماله وسره أو ورث وراثة أو استأجر داراً، أو ابتاعها، أو اشترى دابة أو أمة أو اشترى حصيراً، كل إنسان على قدره وما يليق به. وإن لاق به الملك ملك .
وإن كان الرائي مريضاً أفاق من مرضه وقام لأرضه ورزقه. وإن كانت الأرض فسيحة حسنة المنظر كان عمله عليها صالحاً. وإن كان عليها جيف أو رمم بالية أو أقذار كان ما عمله عليها شيئاً. فإن حدثته الأرض أو سمع منها كلاماً عن لا يفهمه، دل على الشدة والأراجيف وهتك الأستـار.
فإن رأى أن الأرض زلزلت به، ربما دلت على وضع الحامل جنينها . فإن رأى الأرض قد خسفت بمن عليها، دلّ على التيه والعجب والغفلة عن طاعة الله تعالى. فإن طويت الأرض من تحته، دل على فراغ عمله، أو طلاق زوجته ، أو ذهاب منصبه . فإن استحالت الأرض إلى حفر أو حديد أو حجر، ربما تعذر حمل زوجته، أو انتقل إلى صنعة غير صنعته، وربما رزق مالاً من كسبه ، أو وجد معدناً. فإن رأى أنه صار أرضاً في المنام ارتفع قدره عند الناس، أو تبتل للرياضة وكسر النفس.
فإن حمـل الأرض ولا يجد لها ثقلاً دل على ظلم غيره في أرضه، وعلى أنه يطوقها في عنقه، أو على أنه يصيـر جـبـاناً يثيـر الأرض، وينقلها على كتفه، ويعان على ذلك وربما صار حضرياً أو قطاعاً.
فإن أكل الأرض، دل على أنه ينال من سفيه عليها فائدة أو عاد عليه من زرعه فائدة . وربما باع ما يجلس عليه أو يركبه أو يطؤه ويأكل ثمنه. فإن رأى أن الأرض انشقت وابتلعته ، دل على الخجل وتعذر الأسباب. وربما سافر ويسجن أو صار ممنـونـاً، ومن رأى أنه يجلس على الأرض، فإنه يتمكـن منها، ويعلـو عليها، ومن رأى أنه يضرب الأرض بيده أو بشيء، فإنه يسافر للتجارة. ومن رأى أنه يأكل من الأرض، فإنه يصيب مالاً بقدر ما أكل منها.
ومن رأى أنه خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة، فإن كان عامل بلد عزل عنه وإن كان عنده جارية باعها، أو امرأة طلقها أو تزوج أخرى عليها . ومن رأى أنه زلق على الأرض، أو ينفض يده من التراب يفتقر، وإن كان مريضاً مات وصار إلى التراب .
ومن رأى أنه يمشي من أرض إلى أرض متواليا جائياً وذاهباً، طاف على امرأته، أو جاريته، أو دام السفر من أرض إلـى أرض. ومن رأى الأرض ابتلعته وخُسفت به، فإن كان من أهل الشر فإنه عقوبة تنزل به أو سفر بعيد، أو يخاف أن لا يرجع . ومن رأى أنّ الأرض ابتلعته من غير خسف، فإنه يسافر سفراً بعيداً، ومن رأى أن الأرض تزلزلت وأصابها خسف ، فإن ذلك بلاء ينزل بتلك الأرض من سلطانها أو حر أو برد أو قحط، أو خوف شديد.
ومن رأى أن الأرض انشقت وخرجت منها دابة تكلّم فإنّه شيئاً يتعجب منه، وربما دلّ على قرب أجله، وربما كان ذلك آية عظيمـة عـامـة تظهـر للنـاس لكي يعتبروا .