تفسير رؤية الأذان والإقامة في المنام

الامارات 7 - تفسير رؤية الأذان والإقامة في المنام لابن سيرين
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن قريش، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، قال : حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بـن إبراهيم بـن الحارث التيمي عـن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري، عن أبيه، قال: أتيتُ النّبي ﷺ ، وأخبرته بالذي رأيته من الأذان ، فقال : «إنّ هذه لرؤيا حق، فقم فألقها على بلال، فإنّه أندى صوتاً منك» قال: ففعلت، قال: فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سمع أذان بلال يجر ثوبه، وقال : يا رسـول الله ! رأيت مثل ما رأى عبد الله بن زيد! فقال : «الحمد لله فذاك أثبت» .


وأخبرنا أبو بكر، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، عن إسماعيل بن عبيد الحراني، عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بـن إبراهيم، عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري، عن أبيه، قال: كان رسول اللہ ﷺ قـد هـم بـلبوق، وأمر بالناقوس، فنمت، فأُري عبد الله بن زيد الأنصاري في المنام، قال: رأيت رجلاً عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً، فقلت : يا عبـد الله! أتبيـع النـاقـوس، قال : وما تصنع به؟ قلت : ننادي للصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير لك من ذلك؟! قلت : بلی! قال : تقول : الله أكبر، ثـم لقنني كلمات الأذان، ثم مشي هنيهة، ولقنني كلمات الإقامة، فلما استيقظتُ أتيت النبي ﷺ فأخـبـرته، فقـال : «إن أخاكم قد رأى رؤيا، فاخرج مع بلال إلى المسجد، فألقها عليه فليناد بها، فإنه أندى صوتاً منك» . فخرجت معه، فجعلت ألقيها، وينادي بها بلال، فسمع عمر بـن الخطـاب رضي الله عنه الصوت ، فخرج، فأتى رسول اللہ ﷺ ، فقال : يا رسول الله! لقد رأيت مثل ما رأى! .

قال الأستاذ أبو سعد ـ رضي الله عنه ـ : من رأى أنه أذن مرة، أو مرتين، وأقام، وصلى صلاة فريضة فإنه يرزق حجاً وعمرة لقوله تعالى : ﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ﴾[ الحج: 27] .

ولأن بعـرفات يؤذن، ويقام مرتين مرتين، فإن رأى كأنه يؤذن على منارة، فإنه يكون داعياً إلى الحق، ويرجى له الحج، فإن رأى كأنّه يؤذن في بئر فإنّه يحث الناس على سفر بعيد، فإن رأى كأنّه مؤذن، وليس بمؤذن في اليقظة ولي ولاية بقـدر ما بلغ صوته إن كان للولاية أهلاً، فإن رأى كأنه يؤذن على تل أصاب ولاية من رجل أعجمي، وإن لم يكن للولاية أهلاً، فإنه يصيب تجارة رابحة، أو حرفة عزيزة، فإن رأى أنه زاد في الأذان، أو نقص منه، أو غيّر ألفاظه فإنه يظلم الناس بقدر الزيادة والنقصان.

وإن أذن في شارع، فإن كان من أهل الخير، فإنّه يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وإن كان من أهل الفساد فإنه يُضرَب ، ومن رأى كأنه يؤذن على حائط، فإنه يدعو رجلاً إلى الصلح، وإن أذن فوق بيت، فإنه يموت أهله، فإن أذن فوق الكعبة، فإنه يظهر بدعة .

والأذان فـي جوف الكعبة لا يُحمد، ومن أذن على سطح جاره فإنه يخون جاره في أهله، ومن أذن بين قوم، فلم يجيبوه، فإنه بين قوم ظلمة لقوله تعالى : ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾[ الأعراف: 44] .

ومن رأى أنه أذن، وأقام فإنه يقيم سنّة، ويميتُ بدعة، ومن رأى صبياً يؤذن، فإنه براءة لوالديه من كذب وبهتان، لقصة عيسى عليه السلام. والأذان فـي الحمام لا يُحمـد دينـاً، ولا دنيا، وقيل إنّه يقود. فإن أذن في البيت الحار فإنه يُحمُّ حمى نافض، فإن أذن في البيت البارد فإنه يُحمَُ حمى حمارة. ومن أذن على باب سلطان فإنّه يقول حقاً.


وحُكي عن ابن سيرين أنه قال : الأذان مفارقة شريك لقوله تعالى : ﴿ وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾[ التوبة: 3] . فإن أذن في قافلة فإنه يسرق لقوله تعالى : ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾[ يوسف: 70] .

والأذان فـي البرية، أو المعسكر يكون جاسوساً للصوص. ومن كان محبوساً، فرأى كأنه يقيم ، أو يصلي قائماً فإنّه يطلق، لقوله تعالى : ﴿فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ﴾[ التوبة: 5] ، ومن رأى غير محبوس أنه يقيم إقامة الصلاة فإنه يقوم له أمر رفيع، يحسن الثناء عليه فيه، ومن رأى كأنه أقام على باب داره فوق سرير فإنّه يموت. ومن رأى كأنه يؤذن على سبيـل اللـهـو واللعب سُلِب عقله لقوله تعالى : ﴿ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾[ المائدة: 58] .

وحُكي عن دانيال الصغير أنّه قال : من رأى كأنّه أذن، وأقام، وصلى فقد تم عمله، وهو دليل الموت. ومن سمع أذاناً في السوق، فإنه موت رجل أذاناً من أهل تلك السوق، ومن سمع يكرهه فإنه ينادي عليه في مكروه .

وقال الأستاذ أبو سعد الأصل في هذا الباب : أنّ الأذان إذا رآه من هو أهل له كان محموداً إذا أذن في موضعه، وإذا رآه من ليس بأهـل، أو رآه في غير موضعه كان مكروهاً، فإن أذن في مزبلة فإنه يدعو أحمق إلى الصلح، ولا يُقبل منه، وإن أذن في بيت، فإنّه يدعو امرأة إلى الصلح، فإن أذن مضطراً، فإنه يغشى امرأة .

وحُكي أن رجلا أتى ابن سيرين ، فقال : رأيت كأني أؤذن . فقال : تحج، وأتاه آخر، فقال: رأيت كأني أؤذن، فقال : تُقطع يدك . فقيل له : كيف فرقت بينهما، قال: رأيت لـلأول سيماء حسنة، فأولت ﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ﴾[ الحج: 27]، ورأيت للثاني سيماء غير صالحة، فأولت ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾[ يوسف: 70] .

تفسير رؤية الأذان والإقامة في المنام للنابلسي
يقول النابلسي أن الأذان في المنام يدل على الحج في أشهر الحج، وربما دلّ على النميمة والإعـلام بما يثير الحركة والانتقال والتجهيز للحرب، وربما دلّ الأذان على السرقة . وقد يدل الأذان على علو الدرجة والمنصب الجليل والرفعة والكلمة المسموعة والزوجة للأعزب،

وربّمـا دل الأذان علـى الأخبـار الصحيحة. فإن أذن إلى غير القبلة أو أذن بغير العربية أو كان مع ذلك أسود الوجه ربما أخبر بالكذب والنميمة، وربما دل على أهل البدع والخوارج في ذلك البلد.


والمؤذن هو الداعي إلى الخير والسمسار أو العاقد للأنكحة أو رسول الملك أو حاجبه أو المنادي في الجيش . فإن أذن أذاناً تاماً وكان ذلك في أشهر الحج ربما دلّ ذلك على الحج . فإن أذنت المرأة في المنام في مئذنة الجامع ظهر في البلد بدعة عظيمة، وإن أذن الصبيان الصغار استولى الجهال والخوارج على الملك، خصوصاً إن كان الأذان في غير وقت . وقد يدل الأذان على الدعاء والبر والطاعات وفعل الخير، ويدل الأذان على الأمن والنجاة من كيد الشيطان .

ومن رأى أنه يؤذن في بئر فإن كان في بلاد الكفر دعا الناس إلى منهاج الدين، وإن كان في بلاد المسلمين فإنّه جاسوس، وربما كان صاحب بدعة يدعو الناس إليها. ومن رأى أنه يؤذن فوق سطح الكعبة، فإنه مبتدع أو يسب أصحاب النبي ﷺ ، ومن رأى أنه يؤذن مضطجعاً فإن امرأته تستغيب الناس وتؤذيهم بلسانها، وإن كان عازباً تزوج .

ومن رأى أنه يـؤذن فـي سوقه فهو جاسوس اللصوص، والأذان في الأزقة والأسواق يدل على حياة طيبة، و من رأى أنه يؤذن في قافلة فإنه يتهم في سرقة. ومن رأى أنه يؤذن في مكان خراب عمر وكثر الناس فيه .

والأذان أو رفع الصوت بذكر الله تعالى يدل على التقرب من الأكابر خصوصاً إن كان بصوت مليح وأنصت الناس له. وأما إن بدل الأذان أو كان يلعب فيه أو في ذكر الله أو هو مكشوف العـورة دل على استهتار رديء ونكد .

ومن رأى أنه يؤذن على قوم مجتمعين فإنه يدعو أقواماً إلى حق وهم ظالمون، وربما دل الأذان على التفقه في الدين، وقد يكون الأذان دعاء إلى أمر من قبل السلطان، ومن رأى أنه يؤذن ولا يحفظ التكبير والتهليل فإنّه يشمت بعدوه، ومن رأى أنه يؤذن في السماء وقد أجابه الناس فإنه رجل يدعو الناس إلى خير فيجيبونه. وربما حج كل من استجاب .