تفسير رؤية الآبار في المنام

الامارات 7 - تفسير رؤية الآبار في المنام لابن سيرين
فسر ابن سيرين رؤية بئر الدارفي المنام ، فربّما دلت على ربها، لأنه قيمها، وربما دلت على زوجته، لأنه يدلي فيها دلوه، وينزل فيها حبله في استخراج الماء، وتحمل الماء في بطنها، وهي مؤنثة.

وإذا كان تأويلها رجلاً، فماؤها ماله، وعيشه، الذي يجود به على أهله. وكلما كثر خيره ما لم يفض في الدار، فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه، وكلما قل ماؤه، قل كسبه، وضعف رزقه. وكلما بَعُدَ غوره، دل على بخله، وشخه، وكلما قرب ماؤه من اليد، دلّ ذلك على جوده، وسخائه، وقرب ما عنده، وبذله لماله.


وإذا كانت البئر امرأة، فماؤها أيضاً مالها، وجنينها، فكلما قرب من اليد، تدانت ولادتها، وإن فاض على وجه الأرض، ولدته، أو أسقطته. وربما دلت البئر على الخادم، والعبد، والدابة، وعلى كل من يجود في أهله بالنفع من بيع الماء وأسبابه، أو من السفر ونحوه، لأنّ البئر المجهولة ربما دلت على السفر، لأن الدلاء تمضي فيها، وتجيء، وتسافر، وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين. وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات المسائلة في الفلوات على الأسواق، التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له. ودلوه، وحبله: تشبثه بها، وربما دلت على البحر، وربما دلت على الحمام، وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين، وربما دلت على العالم الذي يستقى العلم من عنده، الذي يكشف الهموم، وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مرّ بها، وأرادها، وربما دلت على السجن، والقبر، لما جرى على يوسف في الجب.

فمن رأى كأنّه سقط في بئر مجهولة، فإن كان مريضاً، مات، وإن كان في سفينة، عطب، وصار في الماء، وإن كان مسافراً في البر، قطع من الطريق، ومكر به، وغدر في نفسه، وإن كان مخاصماً، سُجن، وإلا دخل حماماً مكرهاً، أو دخل دار زانية.

وأما إن استقى بالدلو من بئر مجهولة، فإن كان عنده حمل، بشر عنه بغلام، لقوله تعالى: ﴿فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ﴾[ يوسف: 19]

وإن كانت له بضاعة في البحر، أو في البر، قدمت عليه، أو وصلت إليه. وإن كان عنده عليل، أفاق، ونجا، وخلص. وإن كان له مسجون، نجا من السجن. وإن كان له مسافر، قدم من سفره. فإن لم يكن شيء من ذلك، وكان عزباً، تزوج، وإلا توسّل إلى سلطان، أو حاكم في حاجته، وتمت له، وكل ذلك إذا طلع دلوه سليماً مملوءاً.

والعرب تقول: دلونا إليك بكذا، أي: توسّلنا إليك، وإن لم يكن شيء من ذلك طلب علماً، فإن لم يلق به ذلك، فالبئر سوقه، واستقاؤه، وتسببه، فما أفاد من الماء، أفاد مثله، وإن مجه، أو أراقه، أتلفه وأنفقه، قال الشاعر: وما طلب المعيشة بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء تجيء بملئها طوراً وطوراً تجيء بحمأة وقليل ماء

وقال بعضهم أنه إذا رأى الرجل البئر، فهي امرأة ضاحكة، مستبشرة، وإذا رأت امرأة، فهو رجل حسن الخلق، ومن رأى أنه احتفر بئراً، وفيها ماء، تزوج امرأة موسرة، ومكر بها، لأنّ الحفر مكر، فإن لم يكن فيها ماء فإنّ المرأة لا مال لها. فإن شرب من مائها ، فإنه يصيب مالاً من مكر، إذا كان هو الذي احتفر، وإلا فعلى يد من احتفر، أو سميه، أو عقبه بعده.


فإن رأى بئراً عتيقة في محلة، أو دار، أو قرية يستقي منها الصادرون والواردون بالحبل، والدلو، فإن هناك امرأة أو بعل امرأة أو قيمتها ينتفع به الناس في معايشهم، ويكون له في ذلك ذكر حسن، لمكان الحبل الذي يدلي به إلى الماء، لقوله عزّ وجلّ: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ﴾[ آل عمران: 103]

فإن رأى أن الماء فاض من تلك البئر، فخرج منها، فإنه هم، وحزن، وبكاء في ذلك الموضع، فإن امتلأت ماء ولم يفض، فلا بأس أن يلقى خير ذلك وشره، فإن رأى أنه يحفر بئراً يسقي منها بستانه، فإنه يتناول دواء يجامع به أهله. فإن رأى أنّ بئره فاضت أكثر مما سال فيها، حتى دخل الماء البيوت، فإنّه يصيب مالاً يكون وبالاً عليه. فإن طرق لذلك حتى يخرج من الدار، فإنه ينجو من هم، ويذهب من ماله بقدر ما يخرج من الدار.

ومن رأى أنه وقع في بئر فيها ماء كدر، فإنه يتصرف مع رجل سلطاني جائر، ويبتلى بكيده، وظلمه، وإن كان الماء صافياً، فإنه يتصرف لرجل صالح يرضى به كفافاً. فإن رأى أنه يهوي، أو يرسل في بئر، فإنه يسافر.

والبئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول، وكان فيها ماء عذب، فإنها دنيا الرجل، ويكون فيها مرزوقاً طيب النفس، طويل العمر بقدر الماء، وإن لم يكن فيها ماء، فقد نفد عمره. وانهدام البئر: موت المرأة. فإن رأى أنّ رجليه تدلتا في البئر، فإنه يمكر بماله كله، أو يغصب، فإن نزل في بئر، وبلغ نصفها، وأذن فيها، فإنّه سفر. وإذا بلغ طريقه، نال رياسة، وولاية، أو ربحاً عن تجارة وبشارة. فإن سمع الأذان في نصف البئر، غزل، إن كان والياً، وخسر، إن كان تاجراً، وقال بعضهم: من رأى بئراً في داره وأرضه، فإنه ينال سعة في معيشته، ويسراً بعد عشر، ومنفعة. وقيل: من أصاب بئراً مطمورة، أصاب مالاً مجموعاً.