نشأة علم الصرف

الامارات 7 - نشأ علم الصرف متزامناً مع علم النحو، وكانت هناك تفاعل وتناغم بينهما، حيث لم يُعتبر علم الصرف مستقلاً عن النحو في البداية. بالعكس، كان يُنظر إليه عادةً كجزء من النحو، ولذلك كان من الضروري للباحثين في مسائل الصرف البحث عنها تحت عنوان "النحو"، بسبب التداخل الواضح بين العلمين دون وجود حدود واضحة تميز أحدهما عن الآخر.

كان هناك اختلاف في زمن نشأة علم الصرف، حيث يشير بعض الأقوال إلى بدايته في زمن معاذ بن مسلم الهراوي في القرن الثامن الميلادي، بينما يشير آخرون إلى زمن متأخر يعود إلى عام 1474م. ومن المرجح أن تكون بدايات هذا العلم كانت في منتصف القرن الأول الهجري، وهذا ما أشار إليه العديد من الباحثين، مثل أحمد الحملاوي في كتابه "شذ العرف في علم الصرف".

تعود نشأة علم الصرف إلى عدة أسباب مختلفة، منها الحاجة الدينية والاجتماعية. فمع الفتوحات الإسلامية ودخول العديد من الأعاجم إلى بلاد العرب، زاد اختلاط اللغات، مما دفع إلى ضرورة وجود علم الصرف والنحو لحفظ اللغة العربية وعلومها.

ومن بين الكتب التي تعنى بقواعد النحو والصرف، أشارت العديد إلى أن أبو الأسود الدؤلي كان أول من وضع المبادئ الأولى لهذين العلمين، وكانت مدينة البصرة في العراق موطن النشأة الأولى لعلمي الصرف والنحو، حيث كانت ملتقى العرب والأعاجم في ذلك الوقت.

من المهم أن نلاحظ أن العلماء في عهد الصحابة والتابعين كانوا يتقنون علمي الصرف والنحو، حيث كان يُعتبر العالم باللغة العربية يجب أن يكون ملماً بكليهما، بالإضافة إلى غيرهما من علوم اللغة الأخرى.