الفرق بين الحضارة والثقافة

الامارات 7 - تطوّر مفهوم الحضارة بمرور الوقت، وظهرت تعاريف متعددة تشرح معناها باستناد إلى مختلف النواح والمراجع. ابن خلدون وصف الحضارة بأنها تشمل التفنّن في الترف واستخدام الصناعات لتحقيق هذا الترف، مشيرًا إلى أن بناء المباني وتغييراتها يُعتبر جزءًا من هذا الترف. بدوره، ديورانت ربط الحضارة بنظام اجتماعي يزيد من إنتاجية الثقافة. وقام عمر فَرّوخ بتعريف الحضارة بأنها العادات والتقاليد التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية في مجتمع معين وفي زمن محدد.

من جهة أخرى، عرّف شوقي أبو خليل الحضارة بأنها جهود بشرية تتضمن الاستكشاف والاختراع والتفكير والتنظيم، بهدف استغلال الموارد الطبيعية لتحقيق مستوى أفضل من الحياة. وأكد عبد الرحمن الميداني على أن الحضارة تنقسم إلى ثلاثة أصناف، تشمل خدمة الجسد والإنسان والسعادة في الآخرة.

فيما يتعلق بالثقافة، فقد شهد مفهومها تغيرات بحسب الزمن والمكان. بدأ تفسيرها معاصرًا مع روح العصر، حيث جعلها تايلور تشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والعادات، كجزء من حياة الإنسان الاجتماعية. ورأى بوعليان أن الثقافة تمثل الجذر، بينما الحضارة تمثل الفرع، معتمدًا على تفرعات الثقافة في الحضارة.

أما بالنسبة للحضارة الإسلامية، فقد انفردت بظهورها دون سابق إنذار، مع تميزها بنظام اجتماعي وتشريعي متكامل، وقامت ببناء كيانها المحدد بفضل نزول القرآن الكريم، وشخصية محمد صلى الله عليه وسلم.








شريط الأخبار