الامارات 7 - تمت مبايعة إدريس الأول في المغرب بسبب سلسلة من الأسباب المتراكمة. في الفترة التي جاء فيها إلى المغرب، كانت البلاد تشهد انقسامًا وصراعات مستمرة بين القبائل المحلية والعرب والأمازيغ. تلك الفترة كانت تعاني من فتنة وتنافس على السلطة، مما أدى إلى الحاجة الماسة للاستقرار والقيادة القوية.

بفضل نسبه النبيل وسمعته الطيبة، استقبله أهل المغرب بحفاوة وقدّموا له البيعة ليكون زعيمًا وقائدًا لهم. كان لنسبه إلى النبي محمد ولعلمه ودينه السمات التي جعلت الناس يثقون في قدرته على تحقيق الاستقرار وتوحيد البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، كانت لدى إدريس الأول رؤية واضحة لمستقبل المغرب، حيث سعى لتأسيس دولة قوية ومستقلة. قام بتنظيم البلاد وتوحيدها تحت راية واحدة، وأسس حكومة مركزية تضم العرب والأمازيغ.

خلال حكمه القصير، نجح في بناء مدينة فاس الحديثة وتعزيز الحضور الإسلامي في المنطقة. كما أسس جامعة القرويين للتعليم، التي تعد إحدى أقدم المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي.

ومع ذلك، بعد فترة من الاستقرار، بدأت الدولة الإدريسية تتأرجح نحو التراجع، بسبب التقسيمات الداخلية والصراعات على السلطة. فشلت محاولات يحيى الرابع في إعادة توحيد الدولة، وانتهت بطردهم من مدينة فاس.

بذلك، انهارت الدولة الإدريسية، لكن إرثها يظل حاضرًا في تاريخ المغرب، وتأثيرها يمتد إلى العديد من الجوانب الثقافية والسياسية في المنطقة.