الامارات 7 - منذ ولادة الحجاج بن يوسف الثقفي في عام 661م، تأثرت حياته بتربيته في أسرة محترمة من قبيلة ثقيف. والده كان رجلاً متميزاً، مكرساً حياته لتعليم القرآن الكريم لأبناء الطائف دون مقابل. استمد الحجاج حب العلم من والده، الذي علّمه القرآن ثم قاده إلى حلقات علماء كبار من الصحابة والتابعين، مما أثر في تطوير مهاراته اللغوية والخطابية.

تألق الحجاج بعد توليه مسؤوليات إدارية، فأدار الحجاز واليمن بنجاح وأمنهما خلال عامين فقط، وفي ذلك الوقت، أظهر الولاء لسلالة بني أمية وتوسع نفوذه عن طريق توليه حكم العراق في عام 694م. حكم الحجاج على العراق مدة عشر سنوات، حيث أحل الأمن وسط المنطقة وسيطر على الفتن والتمردات.

قام الحجاج بإصلاحات إدارية وعمرانية، بناءً على وعيه بالحاجة إلى تنظيم الأراضي والموارد. كما أرسل جيوشه لفتح مناطق جديدة في المشرق ووسط آسيا وغرب الهند، حيث انتهت رحلتهم في كاشغر على حدود الصين.

وفي الخامس والعشرين من رمضان لعام 95هـ، توفي الحجاج بسبب مرض سرطان المعدة، ودُفن في مدينة واسط التي شيدتها تحت إشرافه. رغم الانتقادات التي تعرض لها بعض أفعاله، إلا أنه كان يتميز بحبه للجهاد وفتح البلاد، وكان سخياً في تقديم الدعم لحفظة القرآن، حيث تبرع بأمواله لهم، وعند وفاته لم يترك سوى 300 درهم فقط.