ظاهرة المنادمة ووظيفة النديم في العصر العباسي الأول

الامارات 7 - المنادمة هي مصطلح يشير إلى الشخص الذي يرافق آخرين في جلساتهم، سواء كان ذلك أثناء تناول الشراب أو غيره من الأنشطة الترفيهية. يشتق المصطلح من كلمة "نديم" التي تعني الشخص المرافق أو المجالس في أوقات الاسترخاء والترفيه.

تاريخيًا، كانت ظاهرة المنادمة تعود إلى أيام الملوك الفرس، حيث كانوا يولون اهتمامًا كبيرًا لتقريب الندماء والجلساء، وكانت هناك طبقات مختلفة من الندماء تتناسب مع مكانتهم الاجتماعية والعلمية. مع انتشار التجارة والتواصل مع العرب والروم، انتقلت بعض هذه العادات والتقاليد إلى الجزيرة العربية.

مع تحولات التاريخ وتطور المجتمع، تغيرت معاني المنادمة لتشمل مجالات أوسع من الجلوس والمؤانسة، ولم تقتصر على شرب الخمر كما كانت في السابق. في العصور اللاحقة، خلال العصور العباسية والأموية، أصبح من الشائع رفقة الخلفاء والأمراء والوزراء بندماء، الذين كانوا يقدمون لهم النصائح والمعرفة بالإضافة إلى الرفاهية والترفيه.

في العصر العباسي، تطورت المنادمة إلى مهنة معينة، حيث كان للندماء دور وظيفي يتضمن مرافقة الحكام في رحلاتهم وتسليتهم بالحكايات والأخبار، بالإضافة إلى تقديم النصائح والمساعدة في الأمور الشخصية والعامة.

ويمكن تلخيص دور النديم في عدة نقاط:

مرافقة الحكام والأمراء وتسليتهم بالحكايات والأخبار.
تقديم النصائح والمعرفة لصاحبه.
الإلمام بعلوم العرب وأشعارهم والثقافة العامة لتكون مساهماته مسلية ومفيدة.
المشاركة في الأنشطة الترفيهية مثل لعب الشطرنج أو الصيد.
الحفاظ على سرية المعلومات التي يتمتع بها.
التأكد من أن النديم يكون قادرًا على مرافقة صاحبه في كافة الظروف، بما في ذلك السهر والتجوال ليلاً.
تتنوع دور النديم حسب الزمان والمكان والثقافة، ولكن الفكرة العامة تبقى مرافقة الآخرين وتسليتهم وتقديم النصائح والدعم في مختلف جوانب الحياة.



شريط الأخبار