ظاهرة الرقيق والجواري في العصر العباسي الأول

الامارات 7 - ظاهرة الرقيق والجواري في العصر العباسي الأول تمثل استمرارًا لما شهدته الفترة الأموية، حيث ازدهر الرخاء والثراء في ذلك الوقت بشكل لم يسبق له مثيل في عهد الخلفاء الراشدين. وكان العرب، بطبيعتهم، ميّالين إلى مجالس الطرب والغناء، وكانت هذه الفترة تُعتبر مركزًا لتجارة الرقيق والجواري.

دور الرقيق انتشر في أماكن مثل الكوفة والبصرة وبغداد، حيث كان التجار الكبار في سوق النخاسة هم من يديرون هذا الأمر. ومن بين هؤلاء التجار كان لهم مكانة كبيرة في مكة المكرمة ابن شماس، وفي المدينة المنورة كانت لهم مكانة أيضًا مثل ابن رمانة ويزيد بن حوراء.

لم يكن الرقيق والجاري في حالة من الاضطهاد، بل كانوا يُعلمون الأدب والشعر والكتابة والقراءة، وكان الناس يفضلون حضورهم في مجالس السمر والترفيه.

في الجانب السياسي، ظهرت مشكلة تدخل الجواري في الشؤون السياسية، مما أدركه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، حيث حذر ابنه من السماح للنساء بالتدخل في شؤونه السياسية. وقد شهدت العديد من الحوادث التي تثبت تدخل الجواري في الشؤون السياسية، مثلما حدث مع جارية الخيزران التي أثّرت في مواقف هارون الرشيد وتأثيرها على توليه الخلافة.

من الناحية الثقافية، كان أرباب النخاسة يحرصون على تعليم الجواري الثقافة والأدب والشعر، وكانوا يُحضرونهن في مجالس الخلفاء كمرافقات لهم، وقد كانت بعض الجواري تبرع في مجالات معينة من الفن والأدب، وقد كانت بعضهن يتنافسن في تأليف الشعر ومباراة الشعراء وحتى الغناء في مجالس الخلفاء.









شريط الأخبار