الحضارة والترف في العصر العباسي الثاني

الامارات 7 - في العصر العباسي الثاني، تميزت الحياة بالترف والفخامة، ولكنها كانت محصورة بطبقات محددة من المجتمع، بينما عانى الأكثرية من الفقر والمحن. السلطة والثروة كانت تتمركز في يد الخلفاء والأمراء والتجار والعلماء والأدباء، بينما تراجعت هيبة المؤسسات السياسية العباسية.

الطبقة الأولى، التي تضم الخلفاء والوزراء والأمراء وأصحاب النفوذ، عاشت حياة فاخرة ورفاهية. كانوا يستمتعون بثروات الدولة التي كانت تجمع من الخراج والضرائب، مما جعلهم يتفاخرون بقصورهم الفاخرة وأساليب حياتهم المبذرة.

الطبقة الثانية، التي تضم رجال الجيش وموظفي الدواوين والتجار، كانت تتمتع بامتيازات مادية ومعنوية، حيث كانوا يحظون ببعض الرفاهية بسبب الهبات التي يتلقونها من الحكومة.

أما الطبقة الثالثة، فكانت تتألف من الفلاحين وأصحاب الحرف، وكانت تعاني من الفقر والمعاناة، وكانت تعداداها تشمل الرقيق والعبيد وأهل الذمة.

كما تجلى الترف والبذخ في بناء القصور الفاخرة التي كانت تملأها الذهب والفضة، وتزينت بالمجوهرات والتماثيل. كانت هذه القصور مركزًا لحياة الترف والبذخ، حيث كانت النفقات الهائلة تصرف على الخدم والولائم والمتع التي كانت تقام داخلها.

كما ازدهرت تجارة الرقيق والجواري، حيث كانت هذه العبودية تشهد إقبالًا كبيرًا، وكان لها أسواق خاصة بها وموظفين يتولون إدارتها. وكان الخلفاء يتبارون في البذخ، حيث يقال إن بعضهم كان يمتلك آلاف الجواري.

في النهاية، كانت حياة الترف والفخامة محصورة في القلة القليلة، بينما عاش الأكثرية في ظروف قاسية ومحنة، مما جعل العصر العباسي الثاني يُعتبر فترة انحدار للحضارة والترف.








شريط الأخبار