الامارات 7 - مصر خضعت لعدد من الحملات والمعارك العسكرية الإسلامية أثناء الخلافة الراشدة، وكانت في ذلك الوقت تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية. نجح المسلمون في استعادة الحكم من البيزنطيين وانضمت مصر إلى الدولة الإسلامية، بعدما كانت قد سيطر عليها الفرس الساسانيون مؤقتاً. فتح مصر كان امتداداً لفتح بلاد الشام، وذلك بناءً على اقتراح من الصحابي عمرو بن العاص للخليفة الراشد عمر بن الخطاب، بهدف تأمين الفتوحات الإسلامية وحماية المسلمين من هجمات الروم المنسحبين من بلاد الشام نحو مصر. ورغم بعض المخاوف الأولية من اقتحام أراضي إفريقيا، إلا أنه تم الموافقة على الاقتراح.

تحقق فتح مصر بعد إرسال الإمدادات والجيوش الإسلامية إلى المنطقة، وبسقوط حصن نابليون القوي، سقطت باقي الحصون تباعاً وسط المقاومة البيزنطية. وقع هذا الفتح في مطلع شهر محرم من سنة 20 هجرية، وكان له أهمية كبيرة في انتشار الإسلام في شمال أفريقيا.

تكمن أهمية فتح مصر في مكانتها السياسية والاقتصادية والجغرافية الهامة، وكانت الدوافع وراء ذلك متنوعة. الدافع الديني يأتي من سعي المسلمين لنشر الإسلام في مصر وأفريقيا، وكانت هناك دعوات سلمية قد أُرسلت إلى الحكام المصريين. الدافع العسكري كان مرتبطاً بالحاجة للسيطرة على ثغور مصر واستخدامها كنقطة استراتيجية للوصول إلى بلاد الشام. أما الدافع السياسي والاقتصادي، فكان يشمل استعادة الثروات التي نهبتها روما وتحسين الوضع الاقتصادي للمصريين ودعم الأقباط وضعف البيزنطيين.

فتح مصر لعب دوراً حاسماً في توسيع نطاق الإسلام في شمال أفريقيا وتعزيز مكانته السياسية والاقتصادية في المنطقة.