الامارات 7 - في العصر الجاهلي، لم تكن الجزيرة العربية موحدة تحت حكم دولة واحدة أو سلطة مركزية. بدلاً من ذلك، كانت السلطة مقسمة بين القبائل، حيث كان كل قبيلة تخضع لسيطرة شيخها الذي كان يدير شؤون القبيلة ويتخذ القرارات الهامة. لم تكن هناك قوانين مركزية أو هياكل حكومية منظمة، وكانت السلطة تعتمد على التقاليد والعادات والمصالح الشخصية.

تأثرت الحياة السياسية في تلك الفترة بالتدخلات الخارجية، حيث كانت المناطق الشمالية تحت تأثير الإمبراطوريات الفارسية والرومانية، بينما كانت المناطق الجنوبية تحت سيطرة الأحباش. هذه التدخلات الخارجية، جنباً إلى جنب مع الطبيعة البدوية للحياة والعادات القبلية، جعلت من الصعب تشكيل هياكل سياسية مركزية.

كما ذكر ابن خلدون، كانت العوامل الاجتماعية والنفسية والثقافية تلعب دوراً في عدم تشكيل دولة مركزية، حيث كان العرب يفضلون الاستقلالية وكانوا صعبي الانقياد. كانت الحياة الجاهلية تتسم بالصراعات القبلية والثأرات والنزاعات، مما جعل البناء السياسي يواجه تحديات كبيرة.

في هذا السياق، كان لدى القبائل هياكل سياسية بسيطة، مثل شيخ القبيلة ومجلس القبيلة، الذين كانوا يلعبون دوراً في اتخاذ القرارات الهامة للقبيلة، وكانوا يستشير شيخ القبيلة في الأمور الهامة كالحروب والسلم.

هذه الظروف السياسية والاجتماعية شكلت خلفية تاريخية للعصر الجاهلي، حيث كانت الحياة تعتمد على العوائل والقبائل، وكانت القوة والسلطة موزعة بين الشيوخ والأعيان في تلك القبائل.