الامارات 7 - جان بياجيه، العالم النفسي والتربوي، استحقّ اهتماماً بفضل نظرياته القيّمة حول النمو وتطور الطفل. ولد في سويسرا عام 1896، وكان والده أستاذاً للتاريخ، بينما كانت والدته ذات طباع حادة وعصبية، مما شكّل تحدياً لنضوجه منذ الصغر. بياجيه كان معروفاً بحسّه التربوي وذكائه اللافت وقدرته القوية على الملاحظة.

اهتم بياجيه بتحليل النفس وعلاقته بنمو الطفل، وقدم نظريات ذات قيمة كبيرة في فهم السياق التربوي للإنسان. ومن أبرز هذه النظريات نظريته حول النمو المعرفي، التي تركز على تغيّر قدرات الفرد وذكائه مع تقدمه في العمر. وتسعى هذه النظرية لتفسير النمو في الأبعاد المنهجية والنفسية.

النمو يعتمد على مراحل متلاحقة تتميز بسمات وخصائص محددة، ورغم التداخل بين هذه المراحل، إلا أن العلماء اختلفوا في تصنيفها وتسمياتها. ويمكن تقسيم النمو حسب الأساس العضوي إلى عدة مراحل، بدءاً من مرحلة ما قبل الميلاد وحتى مرحلة الشيخوخة.

وبالإضافة إلى النمو العضوي، يمكن تقسيم النمو حسب الأساس التربوي والنفسي أيضاً. فالنمو النفسي يشمل مراحل مثل بداية الطفولة، والمراهقة، والشيخوخة.

وفي نظرية بياجيه للنمو المعرفي، يُقسّم النمو إلى أربع مراحل رئيسية. تبدأ بمرحلة الذكاء الحسي الحركي، ثم مرحلة ذكاء ما قبل العمليات، وتليها مرحلة التفكير الواقعي أو المادي، وأخيراً مرحلة التفكير المجرّد.

باختصار، يعتبر بياجيه النمو عملية متتابعة ومنظمة، حيث تعتمد المراحل السابقة على تطوّر المراحل التالية.