الامارات 7 - تم إجراء عدد قليل من الدراسات حول الارتباط بين الشخصيات الانطوائية ومستوى الذكاء. في إحدى الدراسات التي أجراها العالم النفسي مارتي أولسن لاني، تبين أن الأشخاص الانطوائيين يظهرون مستويات نشاط أعلى في قشرة الفص الجبهي، التي تتحكم في مهام مثل حل المشكلات والتخطيط. ورغم ذلك، لا يعني ذلك بالضرورة أنهم أذكياء بشكل عام، ولكنهم قد يكونون أكثر فعالية في بعض المهام مقارنةً بالأشخاص الأكثر انفتاحاً.

من ناحية أخرى، أظهرت دراسة في جامعة شمال جورجيا أن الأشخاص الأكثر انفتاحاً يظهرون اندفاعًا أكبر، مما يجعلهم أكثر سرعة في إتمام المهام. يعود ذلك إلى الطبيعة التحليلية لشخصية الانطوائيين، حيث يميلون إلى استغراق وقت أطول في إنجاز المهام.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص الأكثر انفتاحاً يظهرون أداءً أفضل في مهام التعلم عند وجود مكافأة. يُفسر ذلك بارتباط المنفتحين بمستوى عالٍ من الدوبامين، والذي يرتبط بالسلوك المنفتح.

بشكل عام، يمكن القول إن كل من الشخصيات الانطوائية والمنفتحة لديها قدرات نجاحها الخاصة. بالنسبة للذكاء، يعتمد ذلك على العديد من العوامل مثل سعة الذاكرة والتفكير والتخيل. يُلاحظ أن الانطوائيين قد يكونون ذكيين، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل انطوائي ذكي.

تتنوع سمات الشخصية الانطوائية بين سلبية وإيجابية. الخجل والإحراج الاجتماعي من السمات السلبية، بينما يتميزون بالتفكير والتخطيط الجيد وتجنب الصراعات كسمات إيجابية.

وفقًا لنظرية هوارد جاردنر للذكاء المتعدد، هناك تسعة أنواع مختلفة من الذكاء، تتراوح من الذكاء المكاني والطبيعي إلى الذكاء اللغوي والداخلي. يمكن لكل من الانطوائيين والمنفتحين أن يظهروا مهارات في أحد هذه الأنواع، حيث يميز الذكاء المكاني والطبيعي المنفتحين أكثر من الانطوائيين، بينما يمكن أن يبرز الذكاء اللغوي لدى كل منهم.