الامارات 7 - تعتبر جمهورية أوزبكستان أكبر دولة في وسط آسيا من حيث عدد سكانها الذي يصل لأكثر من / 31 / مليونا و/ 800 / ألف نسمة و يشكل الأوزبكيون نحو/ 80 / في المائة منهم كما يشكل المسلمون نسبة / 88 / في المائة من الأوزبكيين..وطشقند عاصمة الدولة وأهم مدنها سمرقند وبخارى وخوارزم وفرغانة.
وتهتم أوزبكستان بالحفاظ على لؤلؤة الثقافة الإسلامية في مدرسة مويي مبارك بمجموعة " حضرة إمام " في إدارة مسلمي أوزبكستان وهو المصحف العثماني الذي يعد من أقدم مخطوطات القرآن الكريم وتم تدوينه بأمر من الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله - عنه حيث إن لهذا المصحف العثماني أهمية دينية بالغة بجانب أهميته الثقافية والتربوية .
وتم إدراج مكتبة المخطوطات لمعهد البيروني للدراسات الشرقية لدى أكاديمية علوم أوزبكستان في قائمة " ذاكرة العالم " في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" كونها من أغنى المكتبات بالمخطوطات حيث يزيد عدد المخطوطات فيها عن / 25 / ألف نسخة كما يزيد عدد المؤلفات التي تمت طباعتها بالطريقة الحجرية عن / 28 / ألفا والوثائق والأوراق الرسمية القديمة عن ستة آلاف.
وتولي أوزبكستان اهتماما كبيرا بدراسة تراث العلماء بجانب ما تبذله من جهود لإعادة البناء والترميم للمقدسات الإسلامية .. وجاء اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الـ " ايسيسكو" .. مدينة طشقند عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2007 م تقديرا للنهضة الثقافية التي تشهدها أوزبكستان وعاصمتها والدور الذي قام به الشعب الأوزبكي في خدمة الثقافة الإسلامية والحفاظ على أصالتها ودفعها نحو مزيد من الرقي والتقدم.
ويشيد فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان بدور الدول العربية والإسلامية في مجال التنمية في بلاده .. مؤكدا اعتزازه بهذا الاهتمام الذي يجيء تعبيرا عن تقدير العالم العربي لأوزبكستان.
وتسهم دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق التنمية العصرية في جمهورية أوزبكستان في عدد من المجالات العلمية والتعليمية والثقافية وإحياء لآليء التراث الإسلامي وعلمائه الذين قدموا للبشرية جمعاء الكثير من النظريات وأوجه التقدم العلمي بدءا من مجالات الطب والهندسة والفلك والجغرافيا وعلم الحساب والجبر .. وكذلك في مجالات الثقافة الدينية الإسلامية في مجالات شرح وتفسير القرآن الكريم وشرح الأحاديث النبوية الشريفة.
ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر كلا من الأئمة البخاري والترمذي والنسائي والماتريدي في علوم الحديث بجانب كل من ابن سينا والفارابي في علوم الطب والفلسفة والزمخشري العالم الأشهر في قواعد النحو والصرف في اللغة العربية.
وفي زيارتنا إلى جمهورية أوزبكستان قمنا بزيارة الجامعة الإسلامية في العاصمة طشقند .. والتقينا رئيس الجامعة والمسؤولين عن العلاقات الخارجية.
واهتم مسؤولو الجامعة بإطلاعنا على مكتبة الجامعة معربين عن امتنانهم لدعم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لطلاب وطالبات الجامعة وحرص سموه على أن يقوموا بتحصيل العلوم في بيئة محفزة تتوفر فيها متطلبات التطوير والتحديث وأن تصل لهم كتبهم العلمية بأسرع وقت ممكن وفي أحسن صورة من خلال " الطابعة الإلكترونية الحديثة " التي قدمها سموه لمكتبة الجامعة .. وذلك لدعم حركة الطباعة والنشر فيها سواء من خلال طبع الآلاف من الكتب الدراسية لطلاب وطالبات الجامعة في مرحلة الدراسة للبكالوريوس .. بجانب مرحلة الدراسات العليا لدرجتي الماجستير والدكتوراه و طباعة الكتب التي تعنى بالأسرة في الإسلام وطباعة المجلات الإسلامية والكتب الدينية المتعددة بما فيها كتب الأطفال.
وقال الأستاذ الدكتور روشان رئيس الجامعة الإسلامية في طشقند إنه تم افتتاح الجامعة خلال شهر سبتمبر عام 1999 و حرص الرئيس إسلام كريموف على افتتاح الجامعة بنفسه وعقد لقاء مع الدفعة الأولى من الطلاب والطالبات الذين التحقوا بالجامعة في القاعة الكبرى فيها وكان عددهم / 100 / طالب وطالبة.
وأشار إلى أن الأهداف الأساسية لتأسيس الجامعة تتمثل في تحقيق الآثار لعلماء المسلمين وإيصالها بلغة سهلة للأجيال الحالية والقادمة وإعداد الكوادر المتخصصة في العلوم العلمية والدنيوية والعلوم الدينية بجانب تقوية العلاقة بين المراكز العالمية في هذا المجال وتقديم المؤتمرات والبحوث مع هذه المراكز في مجال تحقيق المخطوطات وتقديمها للأجيال قاطبة حاليا وفي المستقبل لتكون الكوادر التي تتخرج من الجامعة ملمة بالعلوم الدينية والعلمية ومعرفة اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة للاسهام في إيجاد حلول لقضايا المجتمع استثمارا لهذا العلم والفهم لدعم جهود الحكومة في التنمية الشاملة.
وأوضح أن الجامعة ضمت في البداية ثلاث كليات مازالت مستمرة حتى الآن ولكن الأقسام التي بداخلها تنوعت .. وهذه الكليات هي تاريخ الإسلام وفلسفته وكلية الفقه والاقتصاد والعلوم الطبيعية وكلية التنمية البشرية.
وفي لقاء مع حامد بك عبد الله مدير العلاقات الخارجية في جامعة طشقند الإسلامية حدثنا عن مكتبة ودار النشر بالجامعة .. منوها بأن سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان حرص واهتم بدعم مكتبة الجامعة منذ أعوام وأسهم سموه في تطويرها وفي عام 2011 طلب المسؤولون في المكتبة من سموه طابعة إلكترونية حديثة بمبلغ / 30 / ألف دولار فقدم سموه للمكتبة منحة مالية لشراء أحدث طابعة في هذا المجال وبالفعل اشترت الجامعة هذه الطابعة من اليابان وعلى أحدث مستوى من الجودة والكفاءة والسرعة حيث أنها تقوم حاليا بطبع / 25 / ألف نسخة في اليوم بعد أن كانت الطابعة القديمة تطبع هذه الكمية في أسبوع كامل.
وأشار إلى أنه يتم من خلال هذه الطابعة طبع كل الكتب الدراسية لطلاب البكالوريوس والماجستير والدكتوراه .. إضافة إلى طباعة صحيفة للطلاب ومجلة علمية متخصصة ومجلة " ضياء الإسلام " بجانب طباعة الكتب الإسلامية لكل أفراد الأسرة.
وقال إنه بفضل وجود هذه الطابعة الحديثة امتلأت الآن رفوف المكتبة بالعديد من الكتب التي تغطي أغلب فروع المعرفة الإنسانية مثل الدين والأدب والجغرافيا والتاريخ والطب والهندسة وغيرها .. مشيرا إلى أن المكتبة تسعى إلى تقديم كل أنواع الخدمات لنشر الثقافة الإسلامية في أوزبكستان حيث يقصدها شهريا ما يقارب الألف باحث وطالب .. وهي تزود باحثي وطلاب الدراسات العليا في الجامعات والأكاديميات الأوزبكية - الأوزبكيين و الأجانب - بالمصادر والمراجع اللازمة في المجالات المختلفة.
وأضاف أن نشاط مكتبة الجامعة في ازدياد سنة بعد أخرى وتتطور علاقاتها مع المؤسسات التعليمية العالمية والمراكز العلمية يوما بعد يوم من خلال تبادل هذا الكم الكبير من الكتب والمطبوعات التي توفرها هذه الطابعة الحديثة بسرعة فائقة ودقة عالية وكميات كبيرة .
ويقول الباحث أكبر شاه وهو يستعد لمناقشة رسالة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية .. إنه استفاد كثيرا من الكتب والأبحاث التي وفرتها مكتبة الجامعة له في دراسته لدرجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص اللغة العربية وآدابها .. حيث توفر هذه الطابعة الحديثة كل الكتب وبنسخ عديدة فيستطيع هو وزملاؤه استعارة ما يريدون من كتب من المكتبة والاستعانة بها في أبحاثهم .
أما الطالبة شاهيناز عمروف في السنة الثانية من كلية الاقتصاد في الجامعة فتقول .. إنها تستطيع البقاء في المكتبة لساعات طويلة للقراءة والبحث بفضل ما تقدمه هذه الطابعة لطلاب وطالبات الجامعة في جميع التخصصات حيث توفر الكثير من نسخ الكتب التي يمكن لعدد كبير من الطلبة في التخصص نفسه قراءتها واستعارتها كذلك إن احتاجوا.
ويقول الطالب رستم رحمانوف وهو في السنة الرابعة في الجامعة في كلية تاريخ الإسلام وفلسفته .. أنه يستفيد من مكتبة الكلية في الحصول على الكتب التي يريدها في دراسته الجامعية وكذلك يستفيد من قراءة الصحيفة التي يحررها ويصدرها الطلاب ومجلة " ضياء الإسلام " .. إضافة إلى التعرف على الكتب الإسلامية لأفراد الأسرة ومنها كتب للمرأة والطفل عن مبادئ الإسلام وأسس الصلاة والصيام ومصارف الزكاة وقواعد الحج وكذلك كتب الأطفال التي تعلمهم كيفية الوضوء وقواعد الصلاة وغيرها من تعاليم الإسلام حيث تقدم لهم هذه الكتب هذه التعليمات بطريقة مبسطة وسهلة مصحوبة بصور ملونة لطيفة لتقريب المعلومة لهم وترسخها في أذهانهم أما الدكتورة جولنارة موتالوفا فهي أستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة الاستشراق في طشقند وهي الجامعة المتخصصة في تعليم اللغات الشرقية للطلاب والطالبات من الأوزبكيين وغيرهم ومن بينها اللغة العربية فقالت أنها وزملاءها وطلاب وطالبات جامعة الاستشراق يأتون هنا إلى الجامعة الإسلامية في طشقند للاطلاع على الكتب والبحوث التي تفيدهم في دراساتهم وأبحاثهم من خلال ما توفره هذه الطابعة الحديثة من هذا الكم الكبير من المطبوعات سواء الكتب أو البحوث إضافة إلى المجلة العلمية المتخصصة التي تصدرها الجامعة الإسلامية وتطبعها هذه الطابعةالحديثة بكميات كبيرة يستفيد منها الجميع .
**********----------********** أما في مدينة بخارى ـ مدينة ميلاد الإمام البخاري ـ فقد قدم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية دعما ماليا كبيرا لإنشاء مستشفى كبير متقدم يضم جميع التخصصات بما فيها رعاية الأمومة والطفولة لخدمة أهل محافظة بخارى والمحافظات الأخرى في أوزبكستان.
وقال مدير المستشفى إن المستشفى يستقبل يوميا ما يزيد عن/ 100 / مريض في جميع التخصصات وأن المستشفى يضم مراكز للأشعة ورعاية الأطفال حديثي الولادة والأطفال الخدج - غير مكتملي النمو " .. ويقصده جميع أهالي مدينة بخارى والأهالي من باقي محافظات الجمهورية..ويعمل في المستشفى / 40 / طبيبا منهم عدة أطباء بدرجة " أستاذ / بروفيسور وعدد كبير من الممرضات المتخصصات ذوات الخبرة الجيدة يبلغ / 60 / ممرضة ويوجد فيه / 120 / غرفة.
وأشار إلى أن الأطباء الذين يعملون في المستشفى هم من أوزبكستان وكوريا واليابان .. موضحا أن المستشفى يقوم باستيراد الأدوية من شركات الأدوية العالمية المتميزة من عدة دول كبرى .. وأن المستشفى يقدم خدماته للمرضى بالمجان من كشف وأدوية .. وقال انه من يمن الطالع أن استقبل المستشفى طفلا في أولى حالة ولادة بالمستشفى لدى زيارة سمو الشيخ سيف بن زايد للمستشفى عند افتتاحها خلال عام 2012.
وقال عبدالله احمدوف وهو من كبار السن - وقد جلس في استراحة مظللة بالأشجار أمام المستشفى - إنه يأتي للمستشفى لمتابعة حالته الصحية بصفة مستمرة ويتم عمل الفحوصات الدورية له كل مرة بجانب عمل الأشعة التي تتطلبها حالته والحصول على الدواء المناسب .. موضحا أن كل ذلك يتم بنظام وفي هدوء شديد ودون ازدحام.
أما نرجس رحما نوف وهي أم لطفلين فتأتي لمتابعة الحالة الصحية لطفليها ومقابلة طبيب الأطفال لكليهما حيث يجري لهما الفحوصات الدورية ثم تحصل لهما على الأدوية وكذلك يتم تطعيمهما بالتطعيمات والتحصينات ضد الأمراض كالحصبة وغيرها .. وتوضح أنها تجد في المستشفى إضافة إلى العناية الطبية والتمريضية كل نظام وترتيب فهي تقضي الوقت مع طفليها في الاستراحة انتظارا لموعد لقاء الطبيب دون عناء وأن هذا المستشفى وفر لها الكثير من الوقت والجهد الذي كانت تستغرقه سابقا في الوصول إلى المراكز الطبية البعيدة عن منزلها.
فيما تقول نائلة حكيموف - وهي أم لطفل ومن سكان مدينة بخارى أنها تستعد لاستقبال طفلها الثاني - أنها ستضع طفلها في المستشفى وتشير إلى أنها تتلقى كل الرعاية الطبية من أطباء وممرضات المستشفى كما تحصل على الدواء المناسب بسهولة ويسر.
يذكر أن الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان كان قد فاز في السادس من شهر أبريل الماضي بفترة رئاسية جديدة في أوزبكستان عقب انتخابات الرئاسة بعد حصوله على أكثر من / 90 / في المائة من أصوات الناخبين.
وفي / 21 / من شهر إبريل الماضي التقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .. فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان في قصره في طشقند خلال زيارة سموه لجمهورية أوزبكستان الصديقة.
وتم خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والصداقة بين البلدين والسبل الكفيلة بتوسيع آفاقها على مختلف الأصعدة بما يعزز من فرص التعاون المشترك.
وضم الوفد المرافق لسموه .. سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي واللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والعقيد سعود الساعدي مدير سكرتارية مكتب سمو الوزير ومن الجانب الأوزبكي الفريق أول رستم عناياتوف رئيس جهاز الأمن القومي وعدد من كبار المسئولين.
وأعرب سمو الشيخ سيف بن زايد عن امتنانه للحفاوة وحسن الضيافة التي لقيها والوفد الإماراتي في أوزبكستان مؤكدا حرص قيادة البلدين على تعزيز العلاقات بين الجانبين وتطويرها في مختلف المجالات يما يخدم مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين.
وكان في مقدمة مستقبلي سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لدى وصوله والوفد المرافق إلى مطار طشقند..الفريق أول رستم عناياتوف رئيس جهاز الأمن القومي لجمهورية أوزبكستان ونائب مستشار الأمن القومي وحاكم طشقند.
وتعد جمهورية أوزبكستان الغنية بمواردها الطبيعية والصناعية .. موطن الحضارات العميقة ذات الطابع الخاص في الفن المعماري وقد لعبت دورا هاما في المنطقة باعتبارها مركزا هاما على طريق القوافل المعروف تاريخيا بـ " طريق الحرير العظيم " حيث كانت تقع عليه عدد من أهم مدن الحضارة العالمية مثل سمرقند وبخارى .
وكانت نقطة تلاق للثقافات والحضارات والديانات المختلفة على مدى العصور كما كانت ملتقى الطرق التي ربطت قديما بين الشرق والغرب.. وعاش فيها العلماء البارزون الذين قاموا بإثراء الحضارة البشرية بمؤلفاتهم القديمة حيث أنها موطن عدد من المفكرين المسلمين العظماء ومن أشهرهم الإمام البخاري والإمام الترمذي .. كما أنجبت هذه الديار العديد من العلماء الذين يعتز بهم العالم الاسلامي مثل الإمام أبو منصور الماتريدي حيث يفتخر بهم وبتراثهم العالم الإسلامي بما قدموا لإثراء الثقافة الإسلامية .. كما أن مؤلفات العلماء مثل أبو ريحان البيروني وابن سينا وأحمد الفرغاني ومحمد الخوارزمي وميرزا أولغبيك لها دور هام في تقدم علوم الفضاء والطب والكيمياء والفيزياء والرياضيات.
والإمام البخاري / 810 م ـ 870 م / ومؤلفه " الجامع الصحيح " يعده المسلمون أصح كتاب بعد القرآن الكريم فهو الجامع الصحيح لأحاديث رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد ولد الإمام أبو عبد الله محمد البخاري في اليوم الثالث من شهر شوال من سنة / 194 / من الهجرة وتوفي أبوه وهو في سن الطفولة..فنشأ في كنف أمه ومنذ طفولته المبكرة كان البخاري يتميز بالذكاء وسعة الأفق وشدة الولع بالعلم والمعرفة..وبرع في العديد من العلوم خاصة علم الحديث النبوي.
وفي سنة / 825 م / وهو في الخامسة عشرة من عمره سافر البخاري إلى الحجاز مع أمه وأخيه أحمد وحل في البداية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وأقام في هاتين المدينتين مدة ست سنوات حتى بلغ الحادية والعشرين ثم تنقل بين البلدان و المدن المختلفة كدمشق وبغداد والبصرة والكوفة ومصر وتلقى العلم عن علماء بارزين في الفقه والحديث كما درس العلم للطلاب..وبعد أن رجع البخاري من سفره أقام عدة سنوات في مسقط رأسه بخارى ثم أراد السفر إلى مدينة سمرقند إلا أنه مات في قرية " خرتنج " التي تقع قرب سمرقند ودفن هناك.
و ترك البخاري ميراثا علميا ومعنويا كبيرا وكرس أكثر مؤلفاته لعلم الحديث وجمع في مؤلفه العظيم " الجامع الصحيح " الأحاديث الصحيحة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ويعد هذا الكتاب عند المسلمين أصح كتاب بعد القرآن الكريم .. وقد ترجم هذا الكتاب إلى لغات مختلفة من بينها اللغة الأوزبكية كما كتب له أكثر من مائة شرح.
وبعد استقلال أوزبكستان في عام 1991 بدأت حركة واسعة لدراسة ميراث هذا العالم الجليل الذي يعد مهما جدا وضروريا في تربية وتنشئة الإنسان الكامل دينيا ومعنويا .. وقد قررت حكومة أوزبكستان خلال عام 1998 الاحتفال بذكرى 1225 سنة على مولد الإمام البخاري الذي نال شهرة واسعة في كل أنحاء الدنيا .. وقد اتخذت الحكومة عدة خطوات في طريق الاهتمام بميراث البخاري .. وبتوجيهات رئيس جمهورية أوزبكستان أعيد بناء ضريح البخاري في قرية " خرتنج " الواقعة قرب سمرقند بطراز شرقي حديث نادر فاشتهرت شهرة عالمية من بين آثار العالم الإسلامي المقدسة.
وام
وتهتم أوزبكستان بالحفاظ على لؤلؤة الثقافة الإسلامية في مدرسة مويي مبارك بمجموعة " حضرة إمام " في إدارة مسلمي أوزبكستان وهو المصحف العثماني الذي يعد من أقدم مخطوطات القرآن الكريم وتم تدوينه بأمر من الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله - عنه حيث إن لهذا المصحف العثماني أهمية دينية بالغة بجانب أهميته الثقافية والتربوية .
وتم إدراج مكتبة المخطوطات لمعهد البيروني للدراسات الشرقية لدى أكاديمية علوم أوزبكستان في قائمة " ذاكرة العالم " في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" كونها من أغنى المكتبات بالمخطوطات حيث يزيد عدد المخطوطات فيها عن / 25 / ألف نسخة كما يزيد عدد المؤلفات التي تمت طباعتها بالطريقة الحجرية عن / 28 / ألفا والوثائق والأوراق الرسمية القديمة عن ستة آلاف.
وتولي أوزبكستان اهتماما كبيرا بدراسة تراث العلماء بجانب ما تبذله من جهود لإعادة البناء والترميم للمقدسات الإسلامية .. وجاء اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الـ " ايسيسكو" .. مدينة طشقند عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2007 م تقديرا للنهضة الثقافية التي تشهدها أوزبكستان وعاصمتها والدور الذي قام به الشعب الأوزبكي في خدمة الثقافة الإسلامية والحفاظ على أصالتها ودفعها نحو مزيد من الرقي والتقدم.
ويشيد فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان بدور الدول العربية والإسلامية في مجال التنمية في بلاده .. مؤكدا اعتزازه بهذا الاهتمام الذي يجيء تعبيرا عن تقدير العالم العربي لأوزبكستان.
وتسهم دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق التنمية العصرية في جمهورية أوزبكستان في عدد من المجالات العلمية والتعليمية والثقافية وإحياء لآليء التراث الإسلامي وعلمائه الذين قدموا للبشرية جمعاء الكثير من النظريات وأوجه التقدم العلمي بدءا من مجالات الطب والهندسة والفلك والجغرافيا وعلم الحساب والجبر .. وكذلك في مجالات الثقافة الدينية الإسلامية في مجالات شرح وتفسير القرآن الكريم وشرح الأحاديث النبوية الشريفة.
ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر كلا من الأئمة البخاري والترمذي والنسائي والماتريدي في علوم الحديث بجانب كل من ابن سينا والفارابي في علوم الطب والفلسفة والزمخشري العالم الأشهر في قواعد النحو والصرف في اللغة العربية.
وفي زيارتنا إلى جمهورية أوزبكستان قمنا بزيارة الجامعة الإسلامية في العاصمة طشقند .. والتقينا رئيس الجامعة والمسؤولين عن العلاقات الخارجية.
واهتم مسؤولو الجامعة بإطلاعنا على مكتبة الجامعة معربين عن امتنانهم لدعم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لطلاب وطالبات الجامعة وحرص سموه على أن يقوموا بتحصيل العلوم في بيئة محفزة تتوفر فيها متطلبات التطوير والتحديث وأن تصل لهم كتبهم العلمية بأسرع وقت ممكن وفي أحسن صورة من خلال " الطابعة الإلكترونية الحديثة " التي قدمها سموه لمكتبة الجامعة .. وذلك لدعم حركة الطباعة والنشر فيها سواء من خلال طبع الآلاف من الكتب الدراسية لطلاب وطالبات الجامعة في مرحلة الدراسة للبكالوريوس .. بجانب مرحلة الدراسات العليا لدرجتي الماجستير والدكتوراه و طباعة الكتب التي تعنى بالأسرة في الإسلام وطباعة المجلات الإسلامية والكتب الدينية المتعددة بما فيها كتب الأطفال.
وقال الأستاذ الدكتور روشان رئيس الجامعة الإسلامية في طشقند إنه تم افتتاح الجامعة خلال شهر سبتمبر عام 1999 و حرص الرئيس إسلام كريموف على افتتاح الجامعة بنفسه وعقد لقاء مع الدفعة الأولى من الطلاب والطالبات الذين التحقوا بالجامعة في القاعة الكبرى فيها وكان عددهم / 100 / طالب وطالبة.
وأشار إلى أن الأهداف الأساسية لتأسيس الجامعة تتمثل في تحقيق الآثار لعلماء المسلمين وإيصالها بلغة سهلة للأجيال الحالية والقادمة وإعداد الكوادر المتخصصة في العلوم العلمية والدنيوية والعلوم الدينية بجانب تقوية العلاقة بين المراكز العالمية في هذا المجال وتقديم المؤتمرات والبحوث مع هذه المراكز في مجال تحقيق المخطوطات وتقديمها للأجيال قاطبة حاليا وفي المستقبل لتكون الكوادر التي تتخرج من الجامعة ملمة بالعلوم الدينية والعلمية ومعرفة اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة للاسهام في إيجاد حلول لقضايا المجتمع استثمارا لهذا العلم والفهم لدعم جهود الحكومة في التنمية الشاملة.
وأوضح أن الجامعة ضمت في البداية ثلاث كليات مازالت مستمرة حتى الآن ولكن الأقسام التي بداخلها تنوعت .. وهذه الكليات هي تاريخ الإسلام وفلسفته وكلية الفقه والاقتصاد والعلوم الطبيعية وكلية التنمية البشرية.
وفي لقاء مع حامد بك عبد الله مدير العلاقات الخارجية في جامعة طشقند الإسلامية حدثنا عن مكتبة ودار النشر بالجامعة .. منوها بأن سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان حرص واهتم بدعم مكتبة الجامعة منذ أعوام وأسهم سموه في تطويرها وفي عام 2011 طلب المسؤولون في المكتبة من سموه طابعة إلكترونية حديثة بمبلغ / 30 / ألف دولار فقدم سموه للمكتبة منحة مالية لشراء أحدث طابعة في هذا المجال وبالفعل اشترت الجامعة هذه الطابعة من اليابان وعلى أحدث مستوى من الجودة والكفاءة والسرعة حيث أنها تقوم حاليا بطبع / 25 / ألف نسخة في اليوم بعد أن كانت الطابعة القديمة تطبع هذه الكمية في أسبوع كامل.
وأشار إلى أنه يتم من خلال هذه الطابعة طبع كل الكتب الدراسية لطلاب البكالوريوس والماجستير والدكتوراه .. إضافة إلى طباعة صحيفة للطلاب ومجلة علمية متخصصة ومجلة " ضياء الإسلام " بجانب طباعة الكتب الإسلامية لكل أفراد الأسرة.
وقال إنه بفضل وجود هذه الطابعة الحديثة امتلأت الآن رفوف المكتبة بالعديد من الكتب التي تغطي أغلب فروع المعرفة الإنسانية مثل الدين والأدب والجغرافيا والتاريخ والطب والهندسة وغيرها .. مشيرا إلى أن المكتبة تسعى إلى تقديم كل أنواع الخدمات لنشر الثقافة الإسلامية في أوزبكستان حيث يقصدها شهريا ما يقارب الألف باحث وطالب .. وهي تزود باحثي وطلاب الدراسات العليا في الجامعات والأكاديميات الأوزبكية - الأوزبكيين و الأجانب - بالمصادر والمراجع اللازمة في المجالات المختلفة.
وأضاف أن نشاط مكتبة الجامعة في ازدياد سنة بعد أخرى وتتطور علاقاتها مع المؤسسات التعليمية العالمية والمراكز العلمية يوما بعد يوم من خلال تبادل هذا الكم الكبير من الكتب والمطبوعات التي توفرها هذه الطابعة الحديثة بسرعة فائقة ودقة عالية وكميات كبيرة .
ويقول الباحث أكبر شاه وهو يستعد لمناقشة رسالة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية .. إنه استفاد كثيرا من الكتب والأبحاث التي وفرتها مكتبة الجامعة له في دراسته لدرجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص اللغة العربية وآدابها .. حيث توفر هذه الطابعة الحديثة كل الكتب وبنسخ عديدة فيستطيع هو وزملاؤه استعارة ما يريدون من كتب من المكتبة والاستعانة بها في أبحاثهم .
أما الطالبة شاهيناز عمروف في السنة الثانية من كلية الاقتصاد في الجامعة فتقول .. إنها تستطيع البقاء في المكتبة لساعات طويلة للقراءة والبحث بفضل ما تقدمه هذه الطابعة لطلاب وطالبات الجامعة في جميع التخصصات حيث توفر الكثير من نسخ الكتب التي يمكن لعدد كبير من الطلبة في التخصص نفسه قراءتها واستعارتها كذلك إن احتاجوا.
ويقول الطالب رستم رحمانوف وهو في السنة الرابعة في الجامعة في كلية تاريخ الإسلام وفلسفته .. أنه يستفيد من مكتبة الكلية في الحصول على الكتب التي يريدها في دراسته الجامعية وكذلك يستفيد من قراءة الصحيفة التي يحررها ويصدرها الطلاب ومجلة " ضياء الإسلام " .. إضافة إلى التعرف على الكتب الإسلامية لأفراد الأسرة ومنها كتب للمرأة والطفل عن مبادئ الإسلام وأسس الصلاة والصيام ومصارف الزكاة وقواعد الحج وكذلك كتب الأطفال التي تعلمهم كيفية الوضوء وقواعد الصلاة وغيرها من تعاليم الإسلام حيث تقدم لهم هذه الكتب هذه التعليمات بطريقة مبسطة وسهلة مصحوبة بصور ملونة لطيفة لتقريب المعلومة لهم وترسخها في أذهانهم أما الدكتورة جولنارة موتالوفا فهي أستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة الاستشراق في طشقند وهي الجامعة المتخصصة في تعليم اللغات الشرقية للطلاب والطالبات من الأوزبكيين وغيرهم ومن بينها اللغة العربية فقالت أنها وزملاءها وطلاب وطالبات جامعة الاستشراق يأتون هنا إلى الجامعة الإسلامية في طشقند للاطلاع على الكتب والبحوث التي تفيدهم في دراساتهم وأبحاثهم من خلال ما توفره هذه الطابعة الحديثة من هذا الكم الكبير من المطبوعات سواء الكتب أو البحوث إضافة إلى المجلة العلمية المتخصصة التي تصدرها الجامعة الإسلامية وتطبعها هذه الطابعةالحديثة بكميات كبيرة يستفيد منها الجميع .
**********----------********** أما في مدينة بخارى ـ مدينة ميلاد الإمام البخاري ـ فقد قدم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية دعما ماليا كبيرا لإنشاء مستشفى كبير متقدم يضم جميع التخصصات بما فيها رعاية الأمومة والطفولة لخدمة أهل محافظة بخارى والمحافظات الأخرى في أوزبكستان.
وقال مدير المستشفى إن المستشفى يستقبل يوميا ما يزيد عن/ 100 / مريض في جميع التخصصات وأن المستشفى يضم مراكز للأشعة ورعاية الأطفال حديثي الولادة والأطفال الخدج - غير مكتملي النمو " .. ويقصده جميع أهالي مدينة بخارى والأهالي من باقي محافظات الجمهورية..ويعمل في المستشفى / 40 / طبيبا منهم عدة أطباء بدرجة " أستاذ / بروفيسور وعدد كبير من الممرضات المتخصصات ذوات الخبرة الجيدة يبلغ / 60 / ممرضة ويوجد فيه / 120 / غرفة.
وأشار إلى أن الأطباء الذين يعملون في المستشفى هم من أوزبكستان وكوريا واليابان .. موضحا أن المستشفى يقوم باستيراد الأدوية من شركات الأدوية العالمية المتميزة من عدة دول كبرى .. وأن المستشفى يقدم خدماته للمرضى بالمجان من كشف وأدوية .. وقال انه من يمن الطالع أن استقبل المستشفى طفلا في أولى حالة ولادة بالمستشفى لدى زيارة سمو الشيخ سيف بن زايد للمستشفى عند افتتاحها خلال عام 2012.
وقال عبدالله احمدوف وهو من كبار السن - وقد جلس في استراحة مظللة بالأشجار أمام المستشفى - إنه يأتي للمستشفى لمتابعة حالته الصحية بصفة مستمرة ويتم عمل الفحوصات الدورية له كل مرة بجانب عمل الأشعة التي تتطلبها حالته والحصول على الدواء المناسب .. موضحا أن كل ذلك يتم بنظام وفي هدوء شديد ودون ازدحام.
أما نرجس رحما نوف وهي أم لطفلين فتأتي لمتابعة الحالة الصحية لطفليها ومقابلة طبيب الأطفال لكليهما حيث يجري لهما الفحوصات الدورية ثم تحصل لهما على الأدوية وكذلك يتم تطعيمهما بالتطعيمات والتحصينات ضد الأمراض كالحصبة وغيرها .. وتوضح أنها تجد في المستشفى إضافة إلى العناية الطبية والتمريضية كل نظام وترتيب فهي تقضي الوقت مع طفليها في الاستراحة انتظارا لموعد لقاء الطبيب دون عناء وأن هذا المستشفى وفر لها الكثير من الوقت والجهد الذي كانت تستغرقه سابقا في الوصول إلى المراكز الطبية البعيدة عن منزلها.
فيما تقول نائلة حكيموف - وهي أم لطفل ومن سكان مدينة بخارى أنها تستعد لاستقبال طفلها الثاني - أنها ستضع طفلها في المستشفى وتشير إلى أنها تتلقى كل الرعاية الطبية من أطباء وممرضات المستشفى كما تحصل على الدواء المناسب بسهولة ويسر.
يذكر أن الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان كان قد فاز في السادس من شهر أبريل الماضي بفترة رئاسية جديدة في أوزبكستان عقب انتخابات الرئاسة بعد حصوله على أكثر من / 90 / في المائة من أصوات الناخبين.
وفي / 21 / من شهر إبريل الماضي التقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .. فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان في قصره في طشقند خلال زيارة سموه لجمهورية أوزبكستان الصديقة.
وتم خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والصداقة بين البلدين والسبل الكفيلة بتوسيع آفاقها على مختلف الأصعدة بما يعزز من فرص التعاون المشترك.
وضم الوفد المرافق لسموه .. سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي واللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والعقيد سعود الساعدي مدير سكرتارية مكتب سمو الوزير ومن الجانب الأوزبكي الفريق أول رستم عناياتوف رئيس جهاز الأمن القومي وعدد من كبار المسئولين.
وأعرب سمو الشيخ سيف بن زايد عن امتنانه للحفاوة وحسن الضيافة التي لقيها والوفد الإماراتي في أوزبكستان مؤكدا حرص قيادة البلدين على تعزيز العلاقات بين الجانبين وتطويرها في مختلف المجالات يما يخدم مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين.
وكان في مقدمة مستقبلي سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لدى وصوله والوفد المرافق إلى مطار طشقند..الفريق أول رستم عناياتوف رئيس جهاز الأمن القومي لجمهورية أوزبكستان ونائب مستشار الأمن القومي وحاكم طشقند.
وتعد جمهورية أوزبكستان الغنية بمواردها الطبيعية والصناعية .. موطن الحضارات العميقة ذات الطابع الخاص في الفن المعماري وقد لعبت دورا هاما في المنطقة باعتبارها مركزا هاما على طريق القوافل المعروف تاريخيا بـ " طريق الحرير العظيم " حيث كانت تقع عليه عدد من أهم مدن الحضارة العالمية مثل سمرقند وبخارى .
وكانت نقطة تلاق للثقافات والحضارات والديانات المختلفة على مدى العصور كما كانت ملتقى الطرق التي ربطت قديما بين الشرق والغرب.. وعاش فيها العلماء البارزون الذين قاموا بإثراء الحضارة البشرية بمؤلفاتهم القديمة حيث أنها موطن عدد من المفكرين المسلمين العظماء ومن أشهرهم الإمام البخاري والإمام الترمذي .. كما أنجبت هذه الديار العديد من العلماء الذين يعتز بهم العالم الاسلامي مثل الإمام أبو منصور الماتريدي حيث يفتخر بهم وبتراثهم العالم الإسلامي بما قدموا لإثراء الثقافة الإسلامية .. كما أن مؤلفات العلماء مثل أبو ريحان البيروني وابن سينا وأحمد الفرغاني ومحمد الخوارزمي وميرزا أولغبيك لها دور هام في تقدم علوم الفضاء والطب والكيمياء والفيزياء والرياضيات.
والإمام البخاري / 810 م ـ 870 م / ومؤلفه " الجامع الصحيح " يعده المسلمون أصح كتاب بعد القرآن الكريم فهو الجامع الصحيح لأحاديث رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد ولد الإمام أبو عبد الله محمد البخاري في اليوم الثالث من شهر شوال من سنة / 194 / من الهجرة وتوفي أبوه وهو في سن الطفولة..فنشأ في كنف أمه ومنذ طفولته المبكرة كان البخاري يتميز بالذكاء وسعة الأفق وشدة الولع بالعلم والمعرفة..وبرع في العديد من العلوم خاصة علم الحديث النبوي.
وفي سنة / 825 م / وهو في الخامسة عشرة من عمره سافر البخاري إلى الحجاز مع أمه وأخيه أحمد وحل في البداية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وأقام في هاتين المدينتين مدة ست سنوات حتى بلغ الحادية والعشرين ثم تنقل بين البلدان و المدن المختلفة كدمشق وبغداد والبصرة والكوفة ومصر وتلقى العلم عن علماء بارزين في الفقه والحديث كما درس العلم للطلاب..وبعد أن رجع البخاري من سفره أقام عدة سنوات في مسقط رأسه بخارى ثم أراد السفر إلى مدينة سمرقند إلا أنه مات في قرية " خرتنج " التي تقع قرب سمرقند ودفن هناك.
و ترك البخاري ميراثا علميا ومعنويا كبيرا وكرس أكثر مؤلفاته لعلم الحديث وجمع في مؤلفه العظيم " الجامع الصحيح " الأحاديث الصحيحة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ويعد هذا الكتاب عند المسلمين أصح كتاب بعد القرآن الكريم .. وقد ترجم هذا الكتاب إلى لغات مختلفة من بينها اللغة الأوزبكية كما كتب له أكثر من مائة شرح.
وبعد استقلال أوزبكستان في عام 1991 بدأت حركة واسعة لدراسة ميراث هذا العالم الجليل الذي يعد مهما جدا وضروريا في تربية وتنشئة الإنسان الكامل دينيا ومعنويا .. وقد قررت حكومة أوزبكستان خلال عام 1998 الاحتفال بذكرى 1225 سنة على مولد الإمام البخاري الذي نال شهرة واسعة في كل أنحاء الدنيا .. وقد اتخذت الحكومة عدة خطوات في طريق الاهتمام بميراث البخاري .. وبتوجيهات رئيس جمهورية أوزبكستان أعيد بناء ضريح البخاري في قرية " خرتنج " الواقعة قرب سمرقند بطراز شرقي حديث نادر فاشتهرت شهرة عالمية من بين آثار العالم الإسلامي المقدسة.
وام