الامارات 7 - المذهب الواقعي في الفلسفة نشأ كرد فعل على المذهب المثالي، الذي يؤمن بأن الوهيّة أو الروح تسبق المادة. المذهب الواقعي يركز على الجانب المادي من الوجود، وينظر إلى الحقيقة والمعرفة على أنها مرتبطة بالعالم المادي الذي يحيط بالإنسان، دون الاعتماد على مقولات ميتافيزيقية أو روحية أو دينية.

في فلسفة المذهب الواقعي، تأسست نظرية المعرفة بما يعرف بالأبستمولوجيا، وقد تطورت على يد عدد من الفلاسفة. يمكن تتبع جذور المعرفة في هذا المذهب إلى الفلسفة اليونانية، بالتحديد إلى فلسفة أرسطو. يرى أرسطو أن الحواس هي المصدر الأساسي للمعرفة، لكنه يؤكد أيضًا على دور العقل في تنظيم هذه المعارف وتوجيهها نحو النتائج النهائية.

في العصر الحديث، تطورت نظرية المعرفة في المذهب الواقعي نتيجة للمنجزات العلمية ومحاولة وضع حد للتيارات المثالية والعقلانية والميتافيزيقية. يعتبر جون لوك واحدًا من رواد الفلاسفة التجريبيين والواقعيين، وقد أسس نظريته على فرضية أن المعرفة المسبقة ليست موجودة، وأن الإنسان يحصل على المعرفة من خلال الحواس والتجربة.

بالتالي، يمكن القول إن المذهب الواقعي يركز على الجانب المادي والتجريبي في فهم الحقيقة والمعرفة، ويعتمد على الحواس والتجربة كمصادر أساسية للمعرفة.