الامارات 7 - رغم وجود اتفاقية حقوق الطفل التي تجسِّد حقَّ الأطفال في الحماية من العنف، إلا أنه يتعرض مليار طفل سنوياً لأنواع مختلفة من العنف مثل العنف العاطفي، البدني، أو الجنسي. ويؤثر أسلوب التعامل والسلوك الذي يتبعه الوالدين مع أطفالهم بشكل كبير على نفسيتهم وشخصيتهم، حيث إن الحب والدعم النفسي يلعبان دوراً مهماً في تطويرهم. لكن العيش في بيئة خالية من الدفء والاحترام، وبدلاً من ذلك يتعرض الطفل للعداء والتهديدات والطلبات الغير معقولة، يمكن أن يؤثر سلباً على تطورهم النفسي.

تشير الدراسات إلى أن هناك علاقة طويلة الأمد بين مشاكل الصحة النفسية التي يعاني منها الوالدين وتأثيرها على الأطفال. على سبيل المثال، يعرض الأطفال الذين يعاني آباؤهم من اضطرابات القلق لمخاطر مرتفعة لتطوير اضطرابات القلق بنسبة تصل إلى أربع إلى ست مرات أكثر من الأطفال الذين لا يواجهون هذه الظروف. وبالمثل، يتعرض الأطفال الذين يعاني آباؤهم من الاكتئاب لمخاطر أكبر بثلاث إلى أربع مرات لتطوير الاكتئاب.

تتنوع آثار الإساءة النفسية التي يتعرض لها الأطفال من الوالدين وتشمل التوتر المستمر، فقدان التركيز، زيادة العدوانية، الشعور بالكآبة، وحتى الانتحار في بعض الحالات. وتظهر هذه الآثار غالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتؤثر سلبًا على تطور الطفل ونموه النفسي والاجتماعي. لذا، من الضروري العمل على توعية الأهالي وتوفير الدعم والمساعدة اللازمة لهم لضمان بيئة صحية وداعمة لنمو أطفالهم بشكل سليم ومتوازن.