الامارات 7 - مفهوم التنشئة ينطلق من الافتراض أن الطفل يولد على طبيعته، ولكن بعد ولادته، يقع عبء تكوينه وتنميته على عاتق أسرته، حيث تلعب الأسرة دوراً أساسياً في توجيه سلوكياته وقيمه. تُعتبر الأسرة نقطة الانطلاق الأولى للطفل في التفاعل مع المجتمع وتحديد هويته وقيمه. وعلى الرغم من أن هناك جهات أخرى تؤثر في تنشئته مثل المدرسة والمجتمع، فإن دور الأسرة يظل الأهم والأبرز في هذا السياق.

تعبر التنشئة عن المرجعية التي يستند إليها الفرد في تفاعله مع بيئته الداخلية والمجتمع المحيط، وتشمل مفاهيم صواب يجب اتباعها وأخرى خاطئة يجب تجاهلها. تتضمن هذه المفاهيم العادات والتقاليد المجتمعية التي يجب على الفرد اتباعها.

تأتي أهمية الأسرة ودورها في التنشئة من خلال إحساس الفرد بالانتماء والاستقرار داخل وحدته الأسرية، مما ينعكس إيجاباً على تعاملاته مع الآخرين وقدرته على تحمل المسؤولية. كما تقوم الأسرة بتعليم الفرد قيم وقواعد تساعده على التكيف مع المجتمع، مثل الالتزام واحترام الوقت.

تختلف طبيعة التنشئة باختلاف نوع الأسرة التي ينتمي إليها الفرد، سواء كانت أسرة واحدة لوالدين فقط، أو أسرة نواة، أو أسرة ممتدة، وتتأثر تجارب التنشئة بطبيعة هذه الأسرة.

تشمل أنواع التنشئة مراحل مختلفة في حياة الفرد، بدءًا من التنشئة الابتدائية حيث يكتسب الطفل المفاهيم الأولية من خلال ملاحظة الأبوين وتقليدهم، وصولاً إلى مرحلة تنشئة الكبار التي تعتبر فترة تعديل السلوك وتكييف الفرد مع المجموعات التي ينتمي إليها.

بشكل عام، يمكن القول إن التنشئة تمثل عملية دائمة لا تنحصر في فترة زمنية محددة، حيث يستمر الفرد في تعلم وتطوير ذاته طوال حياته بمختلف الطرق والمصادر.