الامارات 7 - - بعد ثلاث سنوات على ظهور داعش على الساحة الدولية إثر استيلائه على مساحات واسعة من العراق وسوريا، حققت حملة مقاومة التنظيم تقدماً كبيراً، وإن يكن لا يزال مبكراً الجزم بنهاية وشيكة وقاضية للتنظيم.
هذا هو رأي كولين كلارك، عالم سياسي لدى مؤسسة "راند" غير النفعية ولا الحزبية، وزميل بارز لدى المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي الذي يقول في مقال في مجلة "فورين أفيرز" إن العالم يشهد اليوم انحطاطاً، بل تحول داعش من تنظيم متمرد، ذي معاقل ثابتة، إلى شبكة إرهابية سرية متناثرة عبر المنطقة والعالم.
من إقليمي إلى دولي
وتمكنت قوات أمنية عراقية من طرد مقاتلي داعش إلى خارج مدن رئيسية استولوا عليها سابقاً، كالفلوجة والرمادي وتلعفر، ومؤخراً من الموصل، التي شكلت قاعدة هامة لعمليات الإرهابيين خلال السنوات الثلاث ونصف الأخيرة. وعبر الحدود مع سوريا، تزعم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً بأنها استعادت قرابة %80 من الرقة، قلب خلافته المزعومة.
ومن جهة ثانية، خاضت، خلال الأسابيع الأخيرة، قوات عسكرية روسية وسورية موالية لنظام الرئيس بشار الأسد معارك من أجل تحرير دير الزور، معقل قديم لداعش في سوريا. وقد استفاد التنظيم من قرب المدينة الاستراتيجي من الحدود العراقية، لجعلها محطة لتهريب قوات وتعزيزات إلى المقاتلين.
زخم عسكري
ولا شك، برأي كلارك، في امتلاك مجموعة القوى التي تحارب داعش الزخم العسكري حالياً. فقد قضت ضربات جوية أمريكية على أهداف لداعش كان يتخندق فيها مقاتلون لم يجدوا سبيلاً للهرب. وبحسب آندرو كروفت، جنرال أمريكي" أصبحت قيادة داعش مقسمة وأقل قوة وأكثر تباعداً".
ووردت أيضاً تقارير عن حالات انشقاق وصراع داخلي في صفوف داعش، فضلاً عن انهيار معنويات في صفوف التنظيم، في ظل فشل مشروعه لبناء دولة.
تكتيكات جديدة
ويلفت الباحث لاضطرار داعش لتغيير استراتيجيته وتكتيكاته، ولكنه يعمل أيضاً على الإعداد للمرحلة المقبلة من الصراع. وهو يتحول من تنظيم متمرد إلى تنظيم إرهابي، فحسب.
ويعرف عن المنظمات المتمردة أنها قادرة على الاستيلاء على مناطق، وممارسة سلطة على سكان، والعمل علناً كوحدات مسلحة تنشر قواتها وتنفذ عمليات ضد خصومها، وهو ما يعجز عنه إرهابيون يشنون هجمات بواسطة أعضاء يعملون ضمن خلايا صغيرة، ونادراً ما يتمسكون بمناطق، وإن فعلوا، فذلك يحصل لمدة قصيرة.
أقل تمركزاً وأكثر انتشاراً
ونتيجة من هذا التحول، بحسب كلارك، يصبح العنف الذي سيمارسه داعش أقل تمركزاً وأكثر انتشاراً. وسوف يواصل التنظيم، في المستقبل المنظور، العمل سراً في مناطق صحراوية في شرق سوريا وغرب العراق، معتمداً على تكتيكات رجال العصابات، كعمليات القنص ونصب الكمائن، وهجمات الكر والفر، والسيارات المفخخة، وعمليات الاغتيال.
اقتلاع دائم
ويرى كلارك أن اقتلاعاً دائماً لداعش من المنطقة لن يتحقق سوى بالتعاون بين قوات أمنية محلية قادرة، ومن بينها قوات عسكرية وشرطية مؤهلة للعمل وسط جيوب ذات غالبية سنية في العراق وسوريا.
ويشير الباحث إلى غياب تلك النوعية من الوحدات في سوريا، فيما تتسم نظيرتها في العراق بكونها طائفية بطبيعتها، وهي لذلك نادراً ما ستكون فعالة في المدى المنظور، وقد يكون لها أثر عكسي على المدى البعيد.
ويرجح أن يواصل داعش استخدام وسائل تواصل مشفرة لتوجيه أنصاره لشن هجمات خارجية، ما يتطلب تعاوناً أمنياً بين مختلف الحكومات، وتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب.
ويدعو الباحث جهات أمنية دولية ومحلية لرفع مستوى تبادل المعلومات فيما بينها من أجل محاربة التطرف أينما كان.24
هذا هو رأي كولين كلارك، عالم سياسي لدى مؤسسة "راند" غير النفعية ولا الحزبية، وزميل بارز لدى المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي الذي يقول في مقال في مجلة "فورين أفيرز" إن العالم يشهد اليوم انحطاطاً، بل تحول داعش من تنظيم متمرد، ذي معاقل ثابتة، إلى شبكة إرهابية سرية متناثرة عبر المنطقة والعالم.
من إقليمي إلى دولي
وتمكنت قوات أمنية عراقية من طرد مقاتلي داعش إلى خارج مدن رئيسية استولوا عليها سابقاً، كالفلوجة والرمادي وتلعفر، ومؤخراً من الموصل، التي شكلت قاعدة هامة لعمليات الإرهابيين خلال السنوات الثلاث ونصف الأخيرة. وعبر الحدود مع سوريا، تزعم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً بأنها استعادت قرابة %80 من الرقة، قلب خلافته المزعومة.
ومن جهة ثانية، خاضت، خلال الأسابيع الأخيرة، قوات عسكرية روسية وسورية موالية لنظام الرئيس بشار الأسد معارك من أجل تحرير دير الزور، معقل قديم لداعش في سوريا. وقد استفاد التنظيم من قرب المدينة الاستراتيجي من الحدود العراقية، لجعلها محطة لتهريب قوات وتعزيزات إلى المقاتلين.
زخم عسكري
ولا شك، برأي كلارك، في امتلاك مجموعة القوى التي تحارب داعش الزخم العسكري حالياً. فقد قضت ضربات جوية أمريكية على أهداف لداعش كان يتخندق فيها مقاتلون لم يجدوا سبيلاً للهرب. وبحسب آندرو كروفت، جنرال أمريكي" أصبحت قيادة داعش مقسمة وأقل قوة وأكثر تباعداً".
ووردت أيضاً تقارير عن حالات انشقاق وصراع داخلي في صفوف داعش، فضلاً عن انهيار معنويات في صفوف التنظيم، في ظل فشل مشروعه لبناء دولة.
تكتيكات جديدة
ويلفت الباحث لاضطرار داعش لتغيير استراتيجيته وتكتيكاته، ولكنه يعمل أيضاً على الإعداد للمرحلة المقبلة من الصراع. وهو يتحول من تنظيم متمرد إلى تنظيم إرهابي، فحسب.
ويعرف عن المنظمات المتمردة أنها قادرة على الاستيلاء على مناطق، وممارسة سلطة على سكان، والعمل علناً كوحدات مسلحة تنشر قواتها وتنفذ عمليات ضد خصومها، وهو ما يعجز عنه إرهابيون يشنون هجمات بواسطة أعضاء يعملون ضمن خلايا صغيرة، ونادراً ما يتمسكون بمناطق، وإن فعلوا، فذلك يحصل لمدة قصيرة.
أقل تمركزاً وأكثر انتشاراً
ونتيجة من هذا التحول، بحسب كلارك، يصبح العنف الذي سيمارسه داعش أقل تمركزاً وأكثر انتشاراً. وسوف يواصل التنظيم، في المستقبل المنظور، العمل سراً في مناطق صحراوية في شرق سوريا وغرب العراق، معتمداً على تكتيكات رجال العصابات، كعمليات القنص ونصب الكمائن، وهجمات الكر والفر، والسيارات المفخخة، وعمليات الاغتيال.
اقتلاع دائم
ويرى كلارك أن اقتلاعاً دائماً لداعش من المنطقة لن يتحقق سوى بالتعاون بين قوات أمنية محلية قادرة، ومن بينها قوات عسكرية وشرطية مؤهلة للعمل وسط جيوب ذات غالبية سنية في العراق وسوريا.
ويشير الباحث إلى غياب تلك النوعية من الوحدات في سوريا، فيما تتسم نظيرتها في العراق بكونها طائفية بطبيعتها، وهي لذلك نادراً ما ستكون فعالة في المدى المنظور، وقد يكون لها أثر عكسي على المدى البعيد.
ويرجح أن يواصل داعش استخدام وسائل تواصل مشفرة لتوجيه أنصاره لشن هجمات خارجية، ما يتطلب تعاوناً أمنياً بين مختلف الحكومات، وتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب.
ويدعو الباحث جهات أمنية دولية ومحلية لرفع مستوى تبادل المعلومات فيما بينها من أجل محاربة التطرف أينما كان.24