«الباريسي» يطفئ حرب النجوم بـ «الرشوة الحلال» !

الامارات 7 - - خرجت إدارة نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان لتؤكد إن خلاف إدينسون كافاني والبرازيلي نيمار الباحث عن عرش النجومية المطلقة في النادي الباريسي قد انتهى، وهذا ما تناقلته وكالات الأنباء والصحف العالمية، إلا أن بعض المصادر العالمية لم تكتف بالخبر المعلن رسمياً، دون البحث عن خلفياته وتفاصيله وأسراره، وهو ما أسفر عن مفاجآت جديدة تدور في فلك الحقيقة التي أصبحت راسخة عن فسلفة الإدارة القطرية، والتي تقوم في الأساس على مبدأ «الرشوة الحلال»، وشراء كل شيء بالمال.

صحيح أنه لا يوجد في الثقافة العربية والإسلامية ما يسمى بال«الرشوة الحلال» أو «الرشوة المشروعة» ولكنه مفهوم جديد أبدع القطريون في اختراعه، وتطبيقه بمعايير واضحة هم من وضعوا أسسها، فالحقيقة وراء اتفاقية المصالحة التي تم إبرامها بين نيمار وكافاني بعد تفجر الخلاف بينهما على تسديد ركلة جزاء «على الهواء مباشرة»، وتشابكهما في غرفة الملابس عقب المباراة، هو أن الإدارة القطرية التي تدير النادي الباريسي لم تجد حلاً سوى منح هؤلاء النجوم مزيداً من المال لشراء صمتهم، والتأكيد عليهم بعدم الدخول في مصادمات أخرى من شأنها الإساءة لصورة النادي حول العالم.


وكشفت مصادر صحفية إسبانية وإنجليرية نقلاً عن مصادر فرنسية، أن نيمار حصل على وعد بأن يحصل على مليون يورو في حال كان الأكثر صناعة للأهداف في نهاية الموسم الجاري، وهو ما ترى إدارة البي إس جي إنه حل عملي لمنعه من الأداء الفردي والأنانية، والرغبة في تسديد ركلات الجزاء، والتي تقرر منحها لكافاني بصورة نهائية، وفي الوقت ذاته يستمر كافاني في طريقه للحصول على لقب هداف الدوري، ومن ثم يحصل على المليون يورو التي تضعها إدارة النادي في عقده دون أن يعلم أحداً أي تفاصيل عن هذا البند.
والشاهد في الأمر أن الإدارة القطرية لا تملك القدرة على تسيير أمور النادي بطريقة احترافية، بل هي تلجأ إلى الحل الأكثر سهولة، وربما هو الحل الأوحد الذي تعرفه، وهو دفع الأموال من «تحت الطاولة»، أي بطريقة سرية، وهو ما يعتقد القطريون إنه «رشوة مشروعة»، تكراراً لما حدث في ملف مونديال 2022، حيث تم شراء الأصوات بطريقة غير مباشرة عن طريق إبرام اتفاقيات والدخول في مشروعات كبيرة مع الدول التي أتى منها غالبية من يصوتون على ملف المونديال، ومنها على سبيل المثال منح تايلاند الغاز بأسعار منخفضة مقابل الحصول على صوت ممثل البلد الآسيوي في الفيفا عام 2010.


نيمـار رئيســاً
النجم البرازيلي نيمار صاحب «صفقة القرن» واللاعب الأغلى في تاريخ كرة القدم بعد انتقاله من البارسا لصفوف البي إس جي، يشعر بأنه النجم الأول والأوحد في صفوف النادي الباريسي، وهو ما دفعه للدخول في مناوشات مع كافاني لتسديد ركلة الجزاء الشهيرة التي تسبت في تفجر الأوضاع في النادي، ويسيطر هذا الشعور على نيمار لأنه يدرك جيداً أنه أكبر من الكيان الكروي الذي يلعب له، وهو ما لم يكن يحدث في تجربته الكروية الناجحة مع برشلونة.

وبلغ نيمار حداً من الغرور والشعور بالنجومية المطلقة لا يمكن تخيله، فقد أشارت الصحافة الباريسية إلى أن طلب من إدارة النادي بيع كافاني في يناير المقبل، معلناً في الغرف المغلقة إنه لن يتمكن من اللعب بجواره بأريحية في الفترة المقبلة، وبعد أن تدخلت إدارة البي إس لحل الخلاف بمنطق «الرشوة المشروعة» فسوف يعود كلاهما للعب معاً من جديد، إلا أن ذلك لا يكفي لصنع ما يسمى بـ«روح الفريق». و«نيمار البارسا» كان نموذجاً للالتزام مع رفاق دربه في النادي على الأقل، صحيح أنه دخل في مناوشات متعددة مع لاعبي الأندية المنافسة، ولكنه لم يختلف يوماً مع نجوم برشلونة، وعلى رأسهم النجم الأكبر ليونيل ميسي، فقد اعترف نيمار من اليوم الأول لانتقاله للبارسا بأنه جاء ليتعلم من ميسي، وفي المقابل استقبله النجم الأرجنتيني بالترحاب، بل إنه كان يمنحه بعض ركلات الجزاء ليسددها لكي تتعزز ثقته في نفسه، ولكي يشعر الجميع بروح الفريق الواحد، وعلى العكس من ذلك في البي إس جي الذي يملك مجموعة من النجوم، لا يجمعهم سوى الدخل المالي الكبيرة والعقود الضخمة، إلا أن روح الفريق غائبة لأسباب تتعلق بعدم شعور اللاعبين بعراقة النادي، وقد ذهبت الصحافة الإسبانية وتحديداً الكتالونية إلى هذا التفسير بعد تفجر الأوضاع بين نيمار وكافاني.



شريط الأخبار