الامارات 7 - - في تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، حذر جوناثان شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمحلل السابق لتمويل الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، من تمويل قطر للجماعات الإرهابية في ليبيا التي مزقتها الحرب، لافتاً إلى أن رعاية قطر للإرهابيين والمتطرفين من الأسباب الرئيسية للأزمة الدبلوماسية الراهنة بين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر.
يستهل شانزر تقريره بالإشارة إلى انضمام حكومة شرق ليبيا إلى الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) في قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر خلال شهر يونيو(حزيران) الماضي حيث أكد محمد الديري وزير الخارجية الليبي أن الدوحة "تؤوي الإرهاب"، وتعكس هذه الخطوة الشكاوى القائمة منذ فترة طويلة من قبل القوات المعتدلة في ليبيا إزاء رعاية قطر للمتطرفين في البلد التي مزقته الحرب. ومع أن تدخل قطر في ليبيا لا يحظى بتغطية إعلامية كافية، فإنه يُعد أحد الأسباب الرئيسية وراء الأزمة الدبلوماسية الحالية ما بين الدول الأربع وقطر.
حرب بالوكالة
وينوه التقرير إلى أنه منذ انتفاضة 2011 باتت ليبيا أرضاً خصبة لحرب بالوكالة بين فصائل متعددة. وتدعم الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وكذلك دول الخليج الأخرى الحكومة التي تتخذ من شرق ليبيا مقراً لها والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، بينما تدعم قطر وتركيا جماعة الأخوان المسلمين لترسيخ نظام إسلامي متشدد في ليبيا. ومؤخراً بات المؤتمر الوطني العام يتخذ من طرابلس مقراً له.
وبحسب التقارير الصحفية، ترسل قطر كميات هائلة من الأسلحة والأموال النقدية إلى الميليشيات الإرهابية المتشددة التي تقاتل الحكومة المدعومة من الغرب في ليبيا. وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة في مارس(آذار) 2013 إلى أن قطر انتهكت حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في عامي 2011 و2012 من خلال "توفير المواد العسكرية للقوات الثورية عن طريق تنظيم عدد كبير من الرحلات الجوية وتسليم مجموعة من الأسلحة والذخائر".
تمويل الجماعات الإرهابية
وينقل تقرير نيوزويك عن جريدة "المصري اليوم" المصرية أن الدوحة قدمت أكثر من 750 مليون يورو (ما يعادل 890 مليون دولار) للجماعات المتطرفة في ليبيا منذ 2011، ويعتقد المسؤولون العرب أن هذه المساعدات تصل إلى غرب ليبيا من خلال شركة طيران تجارية يتم تمويلها من قبل قطر.
ويقول التقرير: "ولكن الدول العربية لا تشعر بالقلق إزاء دعم قطر للجماعات الإسلامية المتنوعة فحسب، وإنما بسبب تعمد قطر تقديم التمويل المباشر إلى أسوأ أشكال الجماعات الإرهابية المتشددة، ويبدو أنهم على حق في الشعور بالاستياء والقلق".
وينقل التقرير عن الباحث كريستيان كوتس أولريتشن من معهد بيكر للسياسة العامة قوله: "وطدت قطر روابط وثيقة مع قادة الميليشيات الإرهابية المتشددة في ليبيا مثل عبد الحكيم بلحاج الذي تولى من قبل رئاسة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة (إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وسبق أن فرضت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ضدها عقوبات)، وكذلك رئاسة جماعة لواء طرابلس في 2011".
روابط مشبوهة
وسبق لبلحاج أن التقى أسامة بن لادن مرتين، واعتقلته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في 2004، بيد أن بلحاج أطلق حزب الوطن في 2012، ويقول المسؤولون العرب إنه حافظ على علاقات وثيقة مع الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وحصل على دعم مستمر من قطر. وعلاوة على ذلك، يشدد أولريتشن على الصلة بين قطر وإسماعيل الصلابي زعيم إحدى الميليشيات المتمردة المدعومة بشكل جيد "كتيبة راف الله السحاتي"، ويُشتبه على نحو واسع أن قطر تقوم بتسليح وتمويل ميليشيات الصلابي لدرجة أن الموارد السخية المفاجئة التي حصلت عليها هذه الميليشيات في 2011 قد اكسبتها لقب "فيراري 17".
ويوضح التقرير أن إسماعيل الصلابي هو شقيق رجل الدين الليبي البارز على الصلابي القريب من أمير قطر، وبحسب أحد المصادر المصرية فهو يتمتع أيضاً بعلاقة وثيقة مع الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، الأمر الذي يردده مسؤولون عرب على دراية بالوضع في ليبيا.
ثالوث الإرهاب
وقدم الجيش الوطني الليبي، خلال مؤتمر صحفي عقده في الثامن من شهر يونيو )حزيران( الماضي، دليلاً على الدور "الخبيث" الذي تلعبه قطر في ليبيا، لافتاً إلى دعم الجنرال سالم علي الجربوعي من الاستخبارات العامة القطرية لتنظيم القاعدة وداعش والإخوان المسلمين من خلال تحويل 8 مليار دولار من البنك الوطني التونسي القطري إلى بنك الإسكان بمحافظة تطاوين في جنوب تونس. وبحسب الجيش الوطني الليبي، دعمت قطر اغتيال كبار المسؤولين، وعمدت إلى تسهيل تدريب الميليشيات المتطرفة لحماس، كما ساعدت في نقل المتطرفين الليبيين إلى سوريا، فضلاً عن نشر الوحدات العسكرية في ليبيا.
ويشير التقرير إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي خلال الأسبوع الماضي والتي مفادها أن قطر وتركيا والسودان هم ثالوث الإرهاب في ليبيا، كما أن عدداً من الطائرات القطرية تهبط بانتظام في ليبيا خلال 2017 لدعم الجماعات الإرهابية.
ويختتم كاتب التقرير قائلاً: "يبدو أن أزمة ليبيا لن يتم حلها في وقت قريب، وكذلك أزمة الخليج مع قطر، ولكن وقف تدخل قطر في ليبيا من شأنه أن يقود على الأرجح إلى حل الأزمتين بصورة أسهل".
24
يستهل شانزر تقريره بالإشارة إلى انضمام حكومة شرق ليبيا إلى الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) في قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر خلال شهر يونيو(حزيران) الماضي حيث أكد محمد الديري وزير الخارجية الليبي أن الدوحة "تؤوي الإرهاب"، وتعكس هذه الخطوة الشكاوى القائمة منذ فترة طويلة من قبل القوات المعتدلة في ليبيا إزاء رعاية قطر للمتطرفين في البلد التي مزقته الحرب. ومع أن تدخل قطر في ليبيا لا يحظى بتغطية إعلامية كافية، فإنه يُعد أحد الأسباب الرئيسية وراء الأزمة الدبلوماسية الحالية ما بين الدول الأربع وقطر.
حرب بالوكالة
وينوه التقرير إلى أنه منذ انتفاضة 2011 باتت ليبيا أرضاً خصبة لحرب بالوكالة بين فصائل متعددة. وتدعم الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وكذلك دول الخليج الأخرى الحكومة التي تتخذ من شرق ليبيا مقراً لها والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، بينما تدعم قطر وتركيا جماعة الأخوان المسلمين لترسيخ نظام إسلامي متشدد في ليبيا. ومؤخراً بات المؤتمر الوطني العام يتخذ من طرابلس مقراً له.
وبحسب التقارير الصحفية، ترسل قطر كميات هائلة من الأسلحة والأموال النقدية إلى الميليشيات الإرهابية المتشددة التي تقاتل الحكومة المدعومة من الغرب في ليبيا. وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة في مارس(آذار) 2013 إلى أن قطر انتهكت حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في عامي 2011 و2012 من خلال "توفير المواد العسكرية للقوات الثورية عن طريق تنظيم عدد كبير من الرحلات الجوية وتسليم مجموعة من الأسلحة والذخائر".
تمويل الجماعات الإرهابية
وينقل تقرير نيوزويك عن جريدة "المصري اليوم" المصرية أن الدوحة قدمت أكثر من 750 مليون يورو (ما يعادل 890 مليون دولار) للجماعات المتطرفة في ليبيا منذ 2011، ويعتقد المسؤولون العرب أن هذه المساعدات تصل إلى غرب ليبيا من خلال شركة طيران تجارية يتم تمويلها من قبل قطر.
ويقول التقرير: "ولكن الدول العربية لا تشعر بالقلق إزاء دعم قطر للجماعات الإسلامية المتنوعة فحسب، وإنما بسبب تعمد قطر تقديم التمويل المباشر إلى أسوأ أشكال الجماعات الإرهابية المتشددة، ويبدو أنهم على حق في الشعور بالاستياء والقلق".
وينقل التقرير عن الباحث كريستيان كوتس أولريتشن من معهد بيكر للسياسة العامة قوله: "وطدت قطر روابط وثيقة مع قادة الميليشيات الإرهابية المتشددة في ليبيا مثل عبد الحكيم بلحاج الذي تولى من قبل رئاسة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة (إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وسبق أن فرضت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ضدها عقوبات)، وكذلك رئاسة جماعة لواء طرابلس في 2011".
روابط مشبوهة
وسبق لبلحاج أن التقى أسامة بن لادن مرتين، واعتقلته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في 2004، بيد أن بلحاج أطلق حزب الوطن في 2012، ويقول المسؤولون العرب إنه حافظ على علاقات وثيقة مع الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وحصل على دعم مستمر من قطر. وعلاوة على ذلك، يشدد أولريتشن على الصلة بين قطر وإسماعيل الصلابي زعيم إحدى الميليشيات المتمردة المدعومة بشكل جيد "كتيبة راف الله السحاتي"، ويُشتبه على نحو واسع أن قطر تقوم بتسليح وتمويل ميليشيات الصلابي لدرجة أن الموارد السخية المفاجئة التي حصلت عليها هذه الميليشيات في 2011 قد اكسبتها لقب "فيراري 17".
ويوضح التقرير أن إسماعيل الصلابي هو شقيق رجل الدين الليبي البارز على الصلابي القريب من أمير قطر، وبحسب أحد المصادر المصرية فهو يتمتع أيضاً بعلاقة وثيقة مع الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، الأمر الذي يردده مسؤولون عرب على دراية بالوضع في ليبيا.
ثالوث الإرهاب
وقدم الجيش الوطني الليبي، خلال مؤتمر صحفي عقده في الثامن من شهر يونيو )حزيران( الماضي، دليلاً على الدور "الخبيث" الذي تلعبه قطر في ليبيا، لافتاً إلى دعم الجنرال سالم علي الجربوعي من الاستخبارات العامة القطرية لتنظيم القاعدة وداعش والإخوان المسلمين من خلال تحويل 8 مليار دولار من البنك الوطني التونسي القطري إلى بنك الإسكان بمحافظة تطاوين في جنوب تونس. وبحسب الجيش الوطني الليبي، دعمت قطر اغتيال كبار المسؤولين، وعمدت إلى تسهيل تدريب الميليشيات المتطرفة لحماس، كما ساعدت في نقل المتطرفين الليبيين إلى سوريا، فضلاً عن نشر الوحدات العسكرية في ليبيا.
ويشير التقرير إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي خلال الأسبوع الماضي والتي مفادها أن قطر وتركيا والسودان هم ثالوث الإرهاب في ليبيا، كما أن عدداً من الطائرات القطرية تهبط بانتظام في ليبيا خلال 2017 لدعم الجماعات الإرهابية.
ويختتم كاتب التقرير قائلاً: "يبدو أن أزمة ليبيا لن يتم حلها في وقت قريب، وكذلك أزمة الخليج مع قطر، ولكن وقف تدخل قطر في ليبيا من شأنه أن يقود على الأرجح إلى حل الأزمتين بصورة أسهل".
24