الامارات 7 - - ما بدأ خلافاً صغيراً بين دول الخليج انتهى بقطع العلاقات وإجراءات عقابية متبادلة. يقول رياض قهوجي، مؤسس ومدير مركز إنيغما إن المواجهة الأخيرة بين قطر ولاعبين رئيسيين آخرين على الساحة العربية، وخصوصاً السعودية والإمارات، تشير إلى أن "المنطقة الرمادية" اضمحلت، وأن المنطقة تتجه إلى تصعيد في "الحرب على الإرهاب" وفي المواجهة ضد الطموحات التوسعية لإيران.
ويلفت الخبير في الشؤون الدفاعية إلى أن قطر الصغيرة الغنية بالغاز اضطلعت على مدى سنوات بدور حيّر مراقبين كثر. فمن جهة، تعتبر قطر عضواً في التحالف الذي تقوده السعودية والذي يحارب الحوثيين المدعومين من إيران الذين استولوا على اليمن قبل سنتين، ومن جهة أخرى تواصل الإشادة بطهران وإبراز دورها في استقرار المنطقة. كذلك، تدعم قطر قرارات مجلس التعاون الخليجي بإدانة الإخوان المسلمين من جهة، بينما توفر ملاذاً لكثير من الأعضاء المنفيين للتنظيم، وتواصل وسائل الإعلام النافذة التابعة لها دعم التنظيم وجماعات أخرى يعتبرها جيرانها متطرفة.
"منطقة رمادية"
وبذلك، نجحت الدوحة في التحرك في "منطقة رمادية"، حيث بقيت قوية وعضواً فاعلاً في مجلس التعاون الخليجي والتحالف الذي تتزعمه أمريكا لمحاربة الإرهاب، وفي الوقت نفسه اعتماد سياسات ومواقف تناقض أجندتهما. فقد أنشأت وسائل إعلامية نافذة ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية، وأشهرها الجزيرة، تستهدف أنظمة عربية، وتصف القوات الأمريكية في المنطقة بأنها محتلة وغازية، وتوفر منصة لجماعات متطرفة لعرض أجنداتها. وهي مولت إنشاء جماعات مسلحة في سوريا وليبيا هدفت إلى المشاركة في الحراك الوطني لإطاحة النظامين الديكتاتوريين هناك، وتحولت لاحقاً إلى جماعات متطرفة تابعة للقاعدة. ودفعت عشرات ملايين الدولارات لجماعات متطرفة سنية وشيعية بذريعة فديات لتحرير رهائن.
أمريكا ستحميهم
ويلفت قهوجي إلى أن قطر نجحت في النجاة بسياساتها في ظل الإدارة الأمريكية السابقة التي اعتمدت سياسات تهدئة مع إيران سعياً إلى توقيع اتفاق فيينا النووي. وكونها قاعدة للقيادة المركزية الأمريكية وللقاعدة الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط، تحركت الدوحة بثقة كبيرة، معتبرة أنه لا يمكن المساس بها. وغالباً ما أبلغ مسؤولون قطريون إلى ضيوفهم في لقاءات خاصة أن القوات الأمريكية في قطر ستحميهم من أي اعتداء أجنبي، وليس بالضرورة اعتداء أجنبياً، وإنما أيضاً من دول عربية.
خط أحمر
وبذلك، بدا الوجود العسكري الأمريكي في الدوحة جزءاً من أجندة البلاد لتوفير حام أجنبي لتمكينها من تبني سياسات تختارها. والمفارقة أنه عندما طلبت المملكة من الولايات المتحدة نقل قواعدها من المملكة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، سارعت قطر إلى استضافتها وحتى أنها بنت العديد من أموالها الخاصة.
ومع ذلك، حددت السعودية والإمارات حالياً خطاً أحمر، وهما تبدوان عازمتين على كبح جماح قطر، بعدما اكتسبتا زخماً من الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.
قمة الرياض
واستضافت الرياض الشهر الماضي قمة أمريكية-إسلامية، في الرحلة الخارجية الأولى لترامب. وشهدت القمة إقامة علاقات قوية مع واشنطن وولادة ناتو عربي-إسلامي سيساعد الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، كذلك، انتقد إعلان القمة الخطط التوسعية لإيران وتعهد التحرك لمواجهتها. وتدل التحركات ضد قطر على أن السعودية ستكون أكثر حزماً في خطواتها ضد إيران والجماعات المتطرفة التي صنفتها مع حلفائها على أنها إرهابية مثل الإخوان المسلمين.
ضغط مكثف
وخلافاً للمرات السابقة التي قطعت فيها دول عربية العلاقات مع قطر، يقول قهوجي إن الضغط على قطر سيكون مكثفاً هذه المرة، والمواجهة ستتخذ شكل حرب تجارية واقتصادية وتجارية قوية ستضغط على الإمارة الصغيرة بقوة، وخصوصاً في أوقات اقتصادية صعبة. ومن المرجح أن يواجه أمير قطر ضغطاً مكثفاً داخلياً ويزيد تهديداته، علماً أن لقطر تاريخاً من الانقلابات والشيخ حمد بن خليفة وصل إلى السلطة بانقلاب على والده عام 1995. وقد نقل الشيخ حمد السلطة إلى ابنه الشيخ تميم في يونيو (2013) في خطوة غير مألوفة أثارت تساؤلات لا تزال بلا أجوية. ومع ذلك، يعتقد مسؤولون قطريون وخليجيون أن الشيخ حمد لا يزال الحاكم في الظل.
24
ويلفت الخبير في الشؤون الدفاعية إلى أن قطر الصغيرة الغنية بالغاز اضطلعت على مدى سنوات بدور حيّر مراقبين كثر. فمن جهة، تعتبر قطر عضواً في التحالف الذي تقوده السعودية والذي يحارب الحوثيين المدعومين من إيران الذين استولوا على اليمن قبل سنتين، ومن جهة أخرى تواصل الإشادة بطهران وإبراز دورها في استقرار المنطقة. كذلك، تدعم قطر قرارات مجلس التعاون الخليجي بإدانة الإخوان المسلمين من جهة، بينما توفر ملاذاً لكثير من الأعضاء المنفيين للتنظيم، وتواصل وسائل الإعلام النافذة التابعة لها دعم التنظيم وجماعات أخرى يعتبرها جيرانها متطرفة.
"منطقة رمادية"
وبذلك، نجحت الدوحة في التحرك في "منطقة رمادية"، حيث بقيت قوية وعضواً فاعلاً في مجلس التعاون الخليجي والتحالف الذي تتزعمه أمريكا لمحاربة الإرهاب، وفي الوقت نفسه اعتماد سياسات ومواقف تناقض أجندتهما. فقد أنشأت وسائل إعلامية نافذة ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية، وأشهرها الجزيرة، تستهدف أنظمة عربية، وتصف القوات الأمريكية في المنطقة بأنها محتلة وغازية، وتوفر منصة لجماعات متطرفة لعرض أجنداتها. وهي مولت إنشاء جماعات مسلحة في سوريا وليبيا هدفت إلى المشاركة في الحراك الوطني لإطاحة النظامين الديكتاتوريين هناك، وتحولت لاحقاً إلى جماعات متطرفة تابعة للقاعدة. ودفعت عشرات ملايين الدولارات لجماعات متطرفة سنية وشيعية بذريعة فديات لتحرير رهائن.
أمريكا ستحميهم
ويلفت قهوجي إلى أن قطر نجحت في النجاة بسياساتها في ظل الإدارة الأمريكية السابقة التي اعتمدت سياسات تهدئة مع إيران سعياً إلى توقيع اتفاق فيينا النووي. وكونها قاعدة للقيادة المركزية الأمريكية وللقاعدة الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط، تحركت الدوحة بثقة كبيرة، معتبرة أنه لا يمكن المساس بها. وغالباً ما أبلغ مسؤولون قطريون إلى ضيوفهم في لقاءات خاصة أن القوات الأمريكية في قطر ستحميهم من أي اعتداء أجنبي، وليس بالضرورة اعتداء أجنبياً، وإنما أيضاً من دول عربية.
خط أحمر
وبذلك، بدا الوجود العسكري الأمريكي في الدوحة جزءاً من أجندة البلاد لتوفير حام أجنبي لتمكينها من تبني سياسات تختارها. والمفارقة أنه عندما طلبت المملكة من الولايات المتحدة نقل قواعدها من المملكة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، سارعت قطر إلى استضافتها وحتى أنها بنت العديد من أموالها الخاصة.
ومع ذلك، حددت السعودية والإمارات حالياً خطاً أحمر، وهما تبدوان عازمتين على كبح جماح قطر، بعدما اكتسبتا زخماً من الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.
قمة الرياض
واستضافت الرياض الشهر الماضي قمة أمريكية-إسلامية، في الرحلة الخارجية الأولى لترامب. وشهدت القمة إقامة علاقات قوية مع واشنطن وولادة ناتو عربي-إسلامي سيساعد الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، كذلك، انتقد إعلان القمة الخطط التوسعية لإيران وتعهد التحرك لمواجهتها. وتدل التحركات ضد قطر على أن السعودية ستكون أكثر حزماً في خطواتها ضد إيران والجماعات المتطرفة التي صنفتها مع حلفائها على أنها إرهابية مثل الإخوان المسلمين.
ضغط مكثف
وخلافاً للمرات السابقة التي قطعت فيها دول عربية العلاقات مع قطر، يقول قهوجي إن الضغط على قطر سيكون مكثفاً هذه المرة، والمواجهة ستتخذ شكل حرب تجارية واقتصادية وتجارية قوية ستضغط على الإمارة الصغيرة بقوة، وخصوصاً في أوقات اقتصادية صعبة. ومن المرجح أن يواجه أمير قطر ضغطاً مكثفاً داخلياً ويزيد تهديداته، علماً أن لقطر تاريخاً من الانقلابات والشيخ حمد بن خليفة وصل إلى السلطة بانقلاب على والده عام 1995. وقد نقل الشيخ حمد السلطة إلى ابنه الشيخ تميم في يونيو (2013) في خطوة غير مألوفة أثارت تساؤلات لا تزال بلا أجوية. ومع ذلك، يعتقد مسؤولون قطريون وخليجيون أن الشيخ حمد لا يزال الحاكم في الظل.
24