الامارات 7 - - ما الذي يجعل غالبية البشر يتسمون في العادة بالصدق والنزاهة ويحبون الحلال ويبغضون الحرام؟ سؤال أصاب العلماء والفلاسفة بالحيرة منذ فجر الإنسانية. الآن، يقول باحثون في بريطانيا إنهم توصلوا إلى السبب وراء ذلك.

فقد أجرى هؤلاء الباحثون دراسةً في كلية لندن الجامعية، أظهرت أن التفاعلات الجارية في مخ الإنسان تتم بشكلٍ أفضل، حينما تتماشى تصرفاته مع الأخلاق ولا تتسم بالغش والخداع.

وباستخدام أجهزةٍ لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، خَلُصَ الباحثون إلى أن جني أفراد عينة الدراسة لأموالٍ على حساب مشاعر الآخرين، لم يكن مُرضياً بشدة بالنسبة لغالبيتهم.


وأُجريت هذه الفحوص على الدماغ، خلال اتخاذ أفراد العينة قراراتٍ بشأن ما إذا كانوا سيُلحقون الألم بأنفسهم أو بالآخرين مقابل كسب بعض المال.
وشملت الدراسة 56 شخصاً تم تقسيمهم إلى 28 مجموعة ضمت كلٌ منها شخصيّن. وسُمح لكلٍ من هؤلاء بإعطاء صدمة كهربائية خفيفة إما لأنفسهم أو للشريك في المجموعة، واختيار مقابل مالي يحصلون عليه جراء ذلك.


ولاحظ الباحثون أن منطقةً بعينها في المخ تنشط، حينما يتخذ المبحوثون قراراتهم في هذا الصدد. وأشاروا إلى أن فحص الدماغ أظهر أن شبكة الاتصالات العصبية بداخله تكون أكثر نشاطاً حينما يحصل أفراد العينة على المال مقابل إيلام أنفسهم، مُقارنةً بما تكون عليه عندما ينجم المكسب عن إلحاق الألم بالغير.
ونقلت صحيفة «دَيلي تليغراف» البريطانية عن د. مولي كروكيت المعدة الرئيسية للدراسة قولها إن «شبكة من مناطق المخ تتولى تقييم الخيارات المتاحة أمام المرء حينما يتخذ قراراته.. ومن شأن (حصوله) على مكاسب غير مشروعة إثارة ردود فعل أقل قوة من جانب هذه الشبكة، وهو ما قد يفسر السبب الذي يحدو غالبية الناس إلى تفضيل عدم تحقيق أرباح» إذا ما كان ذلك سيؤدي إلى الإضرار بالآخرين.

وأضافت كروكيت بالقول إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن المال ليس بالجاذبية التي يتصورها الكثيرون.

الاتحاد