إنجازات شاهدة ومسيرة تمتلئ بالعطاء والإنجاز في الذكرى الأولى على رحيل فقيد الصحافة والإعلام د . عبدالله عمران تريم، هذا ما أكدته الورشة التي نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، في قاعة عبدالله عمران تريم، مساء أمس الأول، في مقر الاتحاد بمعسكر آل نهيان حول كتاب "ويستمر العطاء" الصادر عن دار "الخليج"، أدار الأمسية الشاعر حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، وتحدث فيها الكاتب والمفكر الدكتور يوسف الحسن عن علاقته بالراحل مستعرضاً شذرات من حياته وعطائه وانجازاته، حضر الأمسية عدد من الكتّاب والمهتمين .
وقال حبيب الصايغ: "إن الراحل الدكتور عبدالله عمران تريم شخصية استثنائية في تاريخ الإمارات، حمل على عاتقه مشروعاً وطنياً متكاملاً، جسّده في كتابته الموضوعية وانجازاته العملية التي قدّمها من خلال المناصب التي تولاها في حياته، وهنا تكمن أهمية جمع ما كتبه لكونه يمثّل كنزاً معرفياً يكثف ويختصر تجربته الطويلة العميقة، وإن كان لا يحيط بها" .
وأضاف: "ربطتني بالمرحوم علاقة في أوضاع مختلفة، فحينما كان وزيراً كنت وقتها أعمل صحفياً، وربطتني به علاقة وطيدة، وكنا حتى في الليلة الأخيرة نناقش موضوعاً سياسياً محلياً، واختلفت معه فيه، وتبيّن لي فيما بعد أنه كان صائباً فيما ذهب إليه" .
وأكد الصايغ أن الراحل كان يميّز في عمله ومسؤولياته التي تقلدها بين كونه صحفياً يمتلك مهنية عالية، وموقعه في المسؤولية، ولم يكن يسرّب أو يكشف أي موضوع سريّ يتعلق بمهامه ومسؤولياته، بل يحيط ذلك بسرية تامة، وينظر إليه من زاوية المسؤولية والأمانة .
وأوضح الصايغ أن استضافة الكاتب والمفكر الدكتور يوسف الحسن للحديث عن الراحل وتجربته القيّمة لم يأت من فراغ أو بمحض الصدفة، فقد كان صديقاً مقرباً منه، ورافقه في مختلف مسارات حياته العلمية والعملية .
وقدّم الدكتور يوسف الحسن ورقة استهلها بشكر اتحاد الكتّاب على مبادرته الكريمة للاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لرحيل الدكتور عبدالله عمران، وتأمّل سيرة علم من أعلام الإمارات والمنطقة، وشخصية مميزة كان لها إسهامها المعتبر في بلورة مشروع وطني له أبعاده الثقافية والعلمية والمؤسساتية، لافتاً إلى أن المجتمعات الحضارية تحرص دوماً، على الاحتفاء برموزها الوطنية، وكتّاب وأدباء هذه المجتمعات، لهم إسهامهم الكبير، في تمكين الجمهور من اكتشاف ذاته وروح مجتمعه، وفلسفته، ومن تواصل الأجيال، وتجذير قيم البذل والعطاء والمعرفة في المجتمع، وحفظ الذاكرة الجمعية .
وقال الحسن : "غادرنا منذ عام أخ وصديق عرفته ورافقته منذ نحو نصف قرن، نشطنا معاً كطلبة جامعة في مصر التي كانت رمز الشموخ في الأدب والعلم، ثم أسسنا، ومعنا المرحوم تريم عمران، أول جريدة يومية نظامية حديثة "الخليج"، ومجلة شهرية "الشروق" في عام ،1970 وعانينا معاً في أزمنة صعبة في كل مجالاتها، وكنا معاً حتى لحظة الرحيل" .
وأضاف: "عرفته كمبادر لا ينهزم أمام الفرقة والصعوبات، لا يتطرّق القنوط إلى صدره، كان صاحب عزيمة ورؤية، وإيمان كبير بقدرة أمته وشعبه على النهوض . أدرك مبكراً مخاطر التخلف والأمية، ومخاطر التمزق في المنطقة، فكان معلماً وتربوياً مسؤولاً، ومساهماً في تأسيس قضاء مستقل، ومؤسسات تعليمية، وبناء أجيال عارفة وعالمة ومشاركة ومسؤولة .
وأكد الحسن أن الراحل أثرى مجتمعه بحرمة الكلمة ومسؤوليتها، وأسس إعلاماً عصرياً وعلى قدر كبير من المهنية والمصداقية، أسهم في تنمية هوية ثقافية، وإغناء الشخصية الوطنية عبر الوعي بتاريخها وبأهمية ومشروعية الإنجاز والإبداع، واليوم نستذكر ونتأمل المعاني التي انطوت عليها مسيرته وكتاباته، ودوره في تحفيز المجتمع على الفعل الثقافي، وبناء مواطن منتج ومنفتح، نحتفي برسالة الإعلام النبيلة والوطنية والإنسانية المنفتحة على الفكر والرأي والمعرفة والآخر المغاير، وعلى الحس الشعبي، وشواغل الناس وهمومهم .
وأشار الحسن إلى أن الراحل كان وحدوياً في فكره وممارسته، بشّر بالاتحاد في منطقة الخليج منذ أن كان طالباً في الجامعة، وعمل باتجاه إنجازه، وضمان استمراره وحمايته، وتطويره، ورأى في رسالته الإعلامية، رديفاً وعضداً لهذا الاتحاد، كما كان عربياً يرى في هذه الأمة كل إمكانات النهوض، ومارس فضيلة التفكير والإبداع والنقد البناء، وإعادة الصدقية للأمل والتفاؤل، وتجاوز الصعب والمحن، وكان إنساناً حاملاً لقيم العمل والحرية والمسؤولية وحاضناً لكتّاب وأدباء، ضاقت عليهم أوطانهم، فرحّب بهم، وتفاعلت أقلامهم مع أقلام إماراتية فأينع هذا التفاعل غنى غير قليل، وستبقى ذكراه عطرة حيّة في وجدان كل من عرفه أو سمع عنه، وستذكره، وتريم، الأجيال .
رسالة الدكتوراه للراحل تناولت تأسيس الإمارات
تحدث الدكتور الحسن عن رسالة الراحل للدكتوراه التي تناول فيها تأسيس دولة الإمارات، وما سبق هذا التأسيس منذ عام ،1950 وما بعد التأسيس حتى عام ،1985 حيث كشف الراحل في هذه الرسالة التي نشرت في كتاب عام 1987 باللغة الإنجليزية، الكثير من القصص المنسية والمجهولة أو المطوية، المتعلقة بالدور البريطاني في الخمسينات والستينات، والصراعات والتنافس بين القوى الخارجية للسيطرة والهيمنة على المنطقة .
وأكد الحسن أن المقالات والافتتاحيات المنشورة في "الخليج" للمرحوم، وجمعت بين دفتي كتاب "ويستمر العطاء"، هي بعض من شواغل وهموم وطنية رئيسة، حيث تناول فيها على مستوى الشأن المحلي قضايا سياسية واقتصادية، وهي تحمل رؤية نقدية جريئة، ودعوة مستمرة للتوحيد الداخلي في شتى المجالات، كما تناولت في سنوات الثمانينات قضايا الدستور، وأمن الوطن والمواطن، والسياسات الإعلامية، والبيت المتوحد .
وخلص الحسن إلى أن الراحل كان صاحب فكر حر تقدمي إصلاحي، رؤية وطنية بمرجعية عربية وعمق عربي، وإدراك ووعي للمتغيرات .
المصدر:الخليج
وقال حبيب الصايغ: "إن الراحل الدكتور عبدالله عمران تريم شخصية استثنائية في تاريخ الإمارات، حمل على عاتقه مشروعاً وطنياً متكاملاً، جسّده في كتابته الموضوعية وانجازاته العملية التي قدّمها من خلال المناصب التي تولاها في حياته، وهنا تكمن أهمية جمع ما كتبه لكونه يمثّل كنزاً معرفياً يكثف ويختصر تجربته الطويلة العميقة، وإن كان لا يحيط بها" .
وأضاف: "ربطتني بالمرحوم علاقة في أوضاع مختلفة، فحينما كان وزيراً كنت وقتها أعمل صحفياً، وربطتني به علاقة وطيدة، وكنا حتى في الليلة الأخيرة نناقش موضوعاً سياسياً محلياً، واختلفت معه فيه، وتبيّن لي فيما بعد أنه كان صائباً فيما ذهب إليه" .
وأكد الصايغ أن الراحل كان يميّز في عمله ومسؤولياته التي تقلدها بين كونه صحفياً يمتلك مهنية عالية، وموقعه في المسؤولية، ولم يكن يسرّب أو يكشف أي موضوع سريّ يتعلق بمهامه ومسؤولياته، بل يحيط ذلك بسرية تامة، وينظر إليه من زاوية المسؤولية والأمانة .
وأوضح الصايغ أن استضافة الكاتب والمفكر الدكتور يوسف الحسن للحديث عن الراحل وتجربته القيّمة لم يأت من فراغ أو بمحض الصدفة، فقد كان صديقاً مقرباً منه، ورافقه في مختلف مسارات حياته العلمية والعملية .
وقدّم الدكتور يوسف الحسن ورقة استهلها بشكر اتحاد الكتّاب على مبادرته الكريمة للاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لرحيل الدكتور عبدالله عمران، وتأمّل سيرة علم من أعلام الإمارات والمنطقة، وشخصية مميزة كان لها إسهامها المعتبر في بلورة مشروع وطني له أبعاده الثقافية والعلمية والمؤسساتية، لافتاً إلى أن المجتمعات الحضارية تحرص دوماً، على الاحتفاء برموزها الوطنية، وكتّاب وأدباء هذه المجتمعات، لهم إسهامهم الكبير، في تمكين الجمهور من اكتشاف ذاته وروح مجتمعه، وفلسفته، ومن تواصل الأجيال، وتجذير قيم البذل والعطاء والمعرفة في المجتمع، وحفظ الذاكرة الجمعية .
وقال الحسن : "غادرنا منذ عام أخ وصديق عرفته ورافقته منذ نحو نصف قرن، نشطنا معاً كطلبة جامعة في مصر التي كانت رمز الشموخ في الأدب والعلم، ثم أسسنا، ومعنا المرحوم تريم عمران، أول جريدة يومية نظامية حديثة "الخليج"، ومجلة شهرية "الشروق" في عام ،1970 وعانينا معاً في أزمنة صعبة في كل مجالاتها، وكنا معاً حتى لحظة الرحيل" .
وأضاف: "عرفته كمبادر لا ينهزم أمام الفرقة والصعوبات، لا يتطرّق القنوط إلى صدره، كان صاحب عزيمة ورؤية، وإيمان كبير بقدرة أمته وشعبه على النهوض . أدرك مبكراً مخاطر التخلف والأمية، ومخاطر التمزق في المنطقة، فكان معلماً وتربوياً مسؤولاً، ومساهماً في تأسيس قضاء مستقل، ومؤسسات تعليمية، وبناء أجيال عارفة وعالمة ومشاركة ومسؤولة .
وأكد الحسن أن الراحل أثرى مجتمعه بحرمة الكلمة ومسؤوليتها، وأسس إعلاماً عصرياً وعلى قدر كبير من المهنية والمصداقية، أسهم في تنمية هوية ثقافية، وإغناء الشخصية الوطنية عبر الوعي بتاريخها وبأهمية ومشروعية الإنجاز والإبداع، واليوم نستذكر ونتأمل المعاني التي انطوت عليها مسيرته وكتاباته، ودوره في تحفيز المجتمع على الفعل الثقافي، وبناء مواطن منتج ومنفتح، نحتفي برسالة الإعلام النبيلة والوطنية والإنسانية المنفتحة على الفكر والرأي والمعرفة والآخر المغاير، وعلى الحس الشعبي، وشواغل الناس وهمومهم .
وأشار الحسن إلى أن الراحل كان وحدوياً في فكره وممارسته، بشّر بالاتحاد في منطقة الخليج منذ أن كان طالباً في الجامعة، وعمل باتجاه إنجازه، وضمان استمراره وحمايته، وتطويره، ورأى في رسالته الإعلامية، رديفاً وعضداً لهذا الاتحاد، كما كان عربياً يرى في هذه الأمة كل إمكانات النهوض، ومارس فضيلة التفكير والإبداع والنقد البناء، وإعادة الصدقية للأمل والتفاؤل، وتجاوز الصعب والمحن، وكان إنساناً حاملاً لقيم العمل والحرية والمسؤولية وحاضناً لكتّاب وأدباء، ضاقت عليهم أوطانهم، فرحّب بهم، وتفاعلت أقلامهم مع أقلام إماراتية فأينع هذا التفاعل غنى غير قليل، وستبقى ذكراه عطرة حيّة في وجدان كل من عرفه أو سمع عنه، وستذكره، وتريم، الأجيال .
رسالة الدكتوراه للراحل تناولت تأسيس الإمارات
تحدث الدكتور الحسن عن رسالة الراحل للدكتوراه التي تناول فيها تأسيس دولة الإمارات، وما سبق هذا التأسيس منذ عام ،1950 وما بعد التأسيس حتى عام ،1985 حيث كشف الراحل في هذه الرسالة التي نشرت في كتاب عام 1987 باللغة الإنجليزية، الكثير من القصص المنسية والمجهولة أو المطوية، المتعلقة بالدور البريطاني في الخمسينات والستينات، والصراعات والتنافس بين القوى الخارجية للسيطرة والهيمنة على المنطقة .
وأكد الحسن أن المقالات والافتتاحيات المنشورة في "الخليج" للمرحوم، وجمعت بين دفتي كتاب "ويستمر العطاء"، هي بعض من شواغل وهموم وطنية رئيسة، حيث تناول فيها على مستوى الشأن المحلي قضايا سياسية واقتصادية، وهي تحمل رؤية نقدية جريئة، ودعوة مستمرة للتوحيد الداخلي في شتى المجالات، كما تناولت في سنوات الثمانينات قضايا الدستور، وأمن الوطن والمواطن، والسياسات الإعلامية، والبيت المتوحد .
وخلص الحسن إلى أن الراحل كان صاحب فكر حر تقدمي إصلاحي، رؤية وطنية بمرجعية عربية وعمق عربي، وإدراك ووعي للمتغيرات .
المصدر:الخليج