-شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام أمس، في «واحة الكرامة» بأبوظبي، فعالية «يوم الشهيد».
فقد شهد الفعالية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة.
كما شهد الفعالية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس جهاز أمن الدولة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار قادة القوات المسلحة ووزارة الداخلية، وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة، وأسر الشهداء وذويهم، وجمع من المدعوين.
وفور وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، إلى واحة الكرامة، أقيمت المراسم الخاصة بهذه الفعالية، حيث توجه أصحاب السمو الشيوخ إلى نصب الشهيد، وعزفت الموسيقا العسكرية، وتم إطلاق إحدى وعشرين طلقة مدفعية، فيما حلق فوق سماء الواحة عدد من طائرات سلاح الجو الإماراتي، تحية لشهداء العز والكرامة، ووضع أصحاب السمو الشيوخ أكاليل من الزهور على النصب، وفاءً، وعرفاناً بتضحيات شهدائنا الأبرار، بعدها عزفت موسيقا السلام الوطني لدولة الإمارات.
تكريم ذوي الشهداء
وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، بتكريم ذوي الشهداء وعددهم 18 شهيداً، بتسليمهم «وسام الشهيد»، تقديراً واعتزازاً بتضحيات الشهداء، وعطائهم في سبيل أداء الواجب الوطني.
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، قد ألقى كلمة أمام الحضور قال فيها: «في تاريخ الأمم والشعوب لحظات فخر واعتزاز وأيام مضيئة في مسيرتها الحضارية، واليوم هو أحد تلك اللحظات البراقة في تاريخ الإمارات.. ففي هذا اليوم يعبر أبناء الوطن عما تفيض به نفوسهم من مشاعر الحب والوفاء والإكبار تجاه أبناء وطنهم، بما قدموه من أعمال جليلة، وتضحيات غالية، لتكون راية الوطن عالية خفاقة في الساحات والميادين كافة».
وأضاف سموه أن الوفاء تجلى في أعمق صوره عندما كتب شهداء الوطن بدمائهم الزكية حكاية عز ورفعة، ودونوا رسالة حب للوطن تجلت مظاهرها في ميادين الواجب والحق، وشكلت قيم الشجاعة والبسالة والانتماء والولاء منطلقا لهم في مواقفهم النبيلة للذود عن حمى الوطن، ونصرة الحق، ورفع الظلم، ولعل رمزية قصة استشهاد البطل سالم سهيل خميس أول شهيد في تاريخ الإمارات الحديث، بما تحمله من دلالات وأبعاد وطنية، مع تضحيات إخوته الآخرين، ماثلة أمامنا ومحفورة في وجداننا، إلا أن تاريخنا حافل بقصص البطولات، فآباؤنا وأجدادنا لم يقفوا مكتوفي الأيدي في وجه الطامعين، بل قاوموا وقاتلوا وضحوا بأرواحهم من أجل حرية هذه الأرض، فالوفاء للوطن عند الإماراتي أغلى قيمة في منظومته الاجتماعية، وهي القيمة العليا التي نتوارثها.
قلوب مفعمة بالافتخار
وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان: «في مثل هذا اليوم من كل عام، نلتقي قيادة وشعباً، بقلوب مفعمة بالافتخار والاعتزاز، مستحضرين المواقف المشرفة لصفوة من أبناء شعبنا البررة الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة، مسطرين أروع صور التفاني والإقدام والتضحية، صور كللت هاماتنا جميعاً بالعز والفخر، وأوقدت في نفوس شعبنا الأبي روحاً وطنية جديدة، وأظهرت معدن أبناء الوطن الطيب وأصالتهم ويقظتهم وحسهم الوطني، فأتت مواقفهم أكثر صلابة وتلاحماً، فوقفوا خلف راية الوطن وقيادته الحكيمة».
وأضاف سموه أنه يحق لنا في هذا اليوم أيضاً أن نفخر بأهلنا، أسر الشهداء، ليس فقط لأنهم قدموا لهذا الوطن أبطالًا عظماء يقدرون قيمة الوطن، ويعرفون معنى التضحية من أجله، وإنما أيضاً لأنهم نجحوا في تنشئة أبنائهم، أبناء الإمارات على قيم الوفاء والانتماء، ولهذا فإننا نضعهم في مكانة عالية، تقديراً واعتزازاً بما قدموه لخدمة وطننا الغالي.
وقال سموه: «ستظل سيرة كل شهيد من شهداء الوطن قصة بطولية تروى، يخلدها التاريخ، وتمجدها الأجيال، وتأخذ منها العبر ومعاني الوفاء والتضحية، لقد رحلوا عنا بأجسادهم، وظلت أرواحهم الطاهرة ساكنة فينا، نستلهم من إرادتهم الحية عزيمة لا تتزحزح، ومن وفائهم عشقاً أزلياً لتراب الوطن، ومن شجاعتهم نستمد القوة والإصرار لمواصلة خطاهم لرفعة الوطن وعزته. وخاطب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أسر الشهداء قائلًا: « أقول لأسر الشهداء، إن هؤلاء ليسوا أبناءكم أنتم فقط، بل أبناء كل بيت في الإمارات. كلنا لنا حق فيهم، كلنا نفتقدهم، وكلنا نفخر بهم.. هؤلاء هم أنبل من أنجبت الإمارات، ولهذا فإنه من حقهم علينا أن نروي قصص بطولاتهم للأجيال القادمة، ونتحدث عنهم بكل فخر». وأشار سموه إلى أنه عندما استشهد أبناؤنا كانوا يؤدون واجبهم الأخلاقي، فوقفوا مع الشقيق والصديق لإغاثة الملهوف، وبسط السلام، ورفع الظلم ورد العدوان، وتلك هي قيمنا الأصيلة التي غرسها زايد الخير في هذه الأرض الكريمة، فتجذرت في نفوس أبناء الوطن، وجسدوها تضحيات جليلة ومآثر خالدة.
واختتم سموه الكلمة بالقول: «احتفاؤنا بيوم الشهيد ليس احتفاء بالرحيل، بل بالخلود بديمومة أرواح طاهرة عند رب عظيم كريم، وبمواقف البطولة التي ستبقى في ذاكرة هذا الوطن العظيم، الذي سيبقى مديناً لرجال عظام، أبناء زايد وغرس يده الكريمة.. إننا اليوم نشعر بأرواحهم تظلل سماءنا، وستبقى أسماؤهم راية فخر شامخة ترفرف على سوارينا، وتقول: كلنا نفديك، بالدم نرويك، نفديك بالأرواح يا وطن».
بعدها، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، بتفقد واحة الكرامة التي تضم ميدان الفخر ونصب الشهيد وجناح الشرف، حيث استمعوا من الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء، إلى شرح حول مكونات الواحة، حيث يتميز ميدان الفخر بمساحته الواسعة، ويتخذ شكلاً دائرياً، ويحيط به مدرج كبير يتسع لنحو 1200 شخص، كما يوجد في منتصف الميدان بركة دائرية بعمق 15 ملم، فيما يتكون نصب الشهيد من 31 لوحاً من ألواح الألمنيوم الضخمة التي يستند كل منها إلى الآخر، رمزاً للوحدة والتكاتف والتضامن. واختتم أصحاب السمو الشيوخ جولتهم في جناح الشرف الذي يضم أسماء 196 شهيداً من أبناء الإمارات البواسل الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، نقشت أسماؤهم على قوالب حديدية مصهورة من قطع المركبات والآليات العسكرية التي استخدمها حماة الوطن في ميادين الشرف والواجب.
وقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، عن فخرهم واعتزازهم بشهداء الوطن الذين قدموا حياتهم الغالية في سبيل رفعة الوطن وإعلاء شأنه بين الدول والأمم، مؤكدين أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ستخلد سير وبطولات هذه الكوكبة في وجدان وتاريخ الإمارات، لتأخذ منها الأجيال المقبلة قيماً عظيمة في الانتماء والوفاء والبذل والتضحية التي جُبل عليها أبناء هذه الأرض، وورثوها من الآباء والأجداد.
كما حيا سموهم أسر الشهداء التي قدمت لنا هذه النماذج الوطنية المخلصة من شباب الإمارات الذين تحلوا بالتفاني والبذل والعطاء، مشيرين إلى أن وقفتهم المشرفة خلف أبنائهم والفخر بهم، وبما قدموه لوطنهم محل اعتزاز وتقدير قيادة وشعب الإمارات، مؤكدين أن هذه الأسر هي أهم مكتسبات الوطن في مسيرته نحو العلا والرفعة والمجد.
وام
فقد شهد الفعالية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة.
كما شهد الفعالية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس جهاز أمن الدولة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار قادة القوات المسلحة ووزارة الداخلية، وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة، وأسر الشهداء وذويهم، وجمع من المدعوين.
وفور وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، إلى واحة الكرامة، أقيمت المراسم الخاصة بهذه الفعالية، حيث توجه أصحاب السمو الشيوخ إلى نصب الشهيد، وعزفت الموسيقا العسكرية، وتم إطلاق إحدى وعشرين طلقة مدفعية، فيما حلق فوق سماء الواحة عدد من طائرات سلاح الجو الإماراتي، تحية لشهداء العز والكرامة، ووضع أصحاب السمو الشيوخ أكاليل من الزهور على النصب، وفاءً، وعرفاناً بتضحيات شهدائنا الأبرار، بعدها عزفت موسيقا السلام الوطني لدولة الإمارات.
تكريم ذوي الشهداء
وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، بتكريم ذوي الشهداء وعددهم 18 شهيداً، بتسليمهم «وسام الشهيد»، تقديراً واعتزازاً بتضحيات الشهداء، وعطائهم في سبيل أداء الواجب الوطني.
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، قد ألقى كلمة أمام الحضور قال فيها: «في تاريخ الأمم والشعوب لحظات فخر واعتزاز وأيام مضيئة في مسيرتها الحضارية، واليوم هو أحد تلك اللحظات البراقة في تاريخ الإمارات.. ففي هذا اليوم يعبر أبناء الوطن عما تفيض به نفوسهم من مشاعر الحب والوفاء والإكبار تجاه أبناء وطنهم، بما قدموه من أعمال جليلة، وتضحيات غالية، لتكون راية الوطن عالية خفاقة في الساحات والميادين كافة».
وأضاف سموه أن الوفاء تجلى في أعمق صوره عندما كتب شهداء الوطن بدمائهم الزكية حكاية عز ورفعة، ودونوا رسالة حب للوطن تجلت مظاهرها في ميادين الواجب والحق، وشكلت قيم الشجاعة والبسالة والانتماء والولاء منطلقا لهم في مواقفهم النبيلة للذود عن حمى الوطن، ونصرة الحق، ورفع الظلم، ولعل رمزية قصة استشهاد البطل سالم سهيل خميس أول شهيد في تاريخ الإمارات الحديث، بما تحمله من دلالات وأبعاد وطنية، مع تضحيات إخوته الآخرين، ماثلة أمامنا ومحفورة في وجداننا، إلا أن تاريخنا حافل بقصص البطولات، فآباؤنا وأجدادنا لم يقفوا مكتوفي الأيدي في وجه الطامعين، بل قاوموا وقاتلوا وضحوا بأرواحهم من أجل حرية هذه الأرض، فالوفاء للوطن عند الإماراتي أغلى قيمة في منظومته الاجتماعية، وهي القيمة العليا التي نتوارثها.
قلوب مفعمة بالافتخار
وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان: «في مثل هذا اليوم من كل عام، نلتقي قيادة وشعباً، بقلوب مفعمة بالافتخار والاعتزاز، مستحضرين المواقف المشرفة لصفوة من أبناء شعبنا البررة الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة، مسطرين أروع صور التفاني والإقدام والتضحية، صور كللت هاماتنا جميعاً بالعز والفخر، وأوقدت في نفوس شعبنا الأبي روحاً وطنية جديدة، وأظهرت معدن أبناء الوطن الطيب وأصالتهم ويقظتهم وحسهم الوطني، فأتت مواقفهم أكثر صلابة وتلاحماً، فوقفوا خلف راية الوطن وقيادته الحكيمة».
وأضاف سموه أنه يحق لنا في هذا اليوم أيضاً أن نفخر بأهلنا، أسر الشهداء، ليس فقط لأنهم قدموا لهذا الوطن أبطالًا عظماء يقدرون قيمة الوطن، ويعرفون معنى التضحية من أجله، وإنما أيضاً لأنهم نجحوا في تنشئة أبنائهم، أبناء الإمارات على قيم الوفاء والانتماء، ولهذا فإننا نضعهم في مكانة عالية، تقديراً واعتزازاً بما قدموه لخدمة وطننا الغالي.
وقال سموه: «ستظل سيرة كل شهيد من شهداء الوطن قصة بطولية تروى، يخلدها التاريخ، وتمجدها الأجيال، وتأخذ منها العبر ومعاني الوفاء والتضحية، لقد رحلوا عنا بأجسادهم، وظلت أرواحهم الطاهرة ساكنة فينا، نستلهم من إرادتهم الحية عزيمة لا تتزحزح، ومن وفائهم عشقاً أزلياً لتراب الوطن، ومن شجاعتهم نستمد القوة والإصرار لمواصلة خطاهم لرفعة الوطن وعزته. وخاطب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أسر الشهداء قائلًا: « أقول لأسر الشهداء، إن هؤلاء ليسوا أبناءكم أنتم فقط، بل أبناء كل بيت في الإمارات. كلنا لنا حق فيهم، كلنا نفتقدهم، وكلنا نفخر بهم.. هؤلاء هم أنبل من أنجبت الإمارات، ولهذا فإنه من حقهم علينا أن نروي قصص بطولاتهم للأجيال القادمة، ونتحدث عنهم بكل فخر». وأشار سموه إلى أنه عندما استشهد أبناؤنا كانوا يؤدون واجبهم الأخلاقي، فوقفوا مع الشقيق والصديق لإغاثة الملهوف، وبسط السلام، ورفع الظلم ورد العدوان، وتلك هي قيمنا الأصيلة التي غرسها زايد الخير في هذه الأرض الكريمة، فتجذرت في نفوس أبناء الوطن، وجسدوها تضحيات جليلة ومآثر خالدة.
واختتم سموه الكلمة بالقول: «احتفاؤنا بيوم الشهيد ليس احتفاء بالرحيل، بل بالخلود بديمومة أرواح طاهرة عند رب عظيم كريم، وبمواقف البطولة التي ستبقى في ذاكرة هذا الوطن العظيم، الذي سيبقى مديناً لرجال عظام، أبناء زايد وغرس يده الكريمة.. إننا اليوم نشعر بأرواحهم تظلل سماءنا، وستبقى أسماؤهم راية فخر شامخة ترفرف على سوارينا، وتقول: كلنا نفديك، بالدم نرويك، نفديك بالأرواح يا وطن».
بعدها، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، بتفقد واحة الكرامة التي تضم ميدان الفخر ونصب الشهيد وجناح الشرف، حيث استمعوا من الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء، إلى شرح حول مكونات الواحة، حيث يتميز ميدان الفخر بمساحته الواسعة، ويتخذ شكلاً دائرياً، ويحيط به مدرج كبير يتسع لنحو 1200 شخص، كما يوجد في منتصف الميدان بركة دائرية بعمق 15 ملم، فيما يتكون نصب الشهيد من 31 لوحاً من ألواح الألمنيوم الضخمة التي يستند كل منها إلى الآخر، رمزاً للوحدة والتكاتف والتضامن. واختتم أصحاب السمو الشيوخ جولتهم في جناح الشرف الذي يضم أسماء 196 شهيداً من أبناء الإمارات البواسل الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، نقشت أسماؤهم على قوالب حديدية مصهورة من قطع المركبات والآليات العسكرية التي استخدمها حماة الوطن في ميادين الشرف والواجب.
وقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، عن فخرهم واعتزازهم بشهداء الوطن الذين قدموا حياتهم الغالية في سبيل رفعة الوطن وإعلاء شأنه بين الدول والأمم، مؤكدين أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ستخلد سير وبطولات هذه الكوكبة في وجدان وتاريخ الإمارات، لتأخذ منها الأجيال المقبلة قيماً عظيمة في الانتماء والوفاء والبذل والتضحية التي جُبل عليها أبناء هذه الأرض، وورثوها من الآباء والأجداد.
كما حيا سموهم أسر الشهداء التي قدمت لنا هذه النماذج الوطنية المخلصة من شباب الإمارات الذين تحلوا بالتفاني والبذل والعطاء، مشيرين إلى أن وقفتهم المشرفة خلف أبنائهم والفخر بهم، وبما قدموه لوطنهم محل اعتزاز وتقدير قيادة وشعب الإمارات، مؤكدين أن هذه الأسر هي أهم مكتسبات الوطن في مسيرته نحو العلا والرفعة والمجد.
وام