الامارات 7 - في الأيام الأخيرة، كشفت التقارير الصادرة عن الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث «يونيتار»، تدميراً واسع النطاق، ونهباً للمواقع والكنوز الأثرية في سوريا، وحجم الأضرار يتجاوز إلى حد كبير ما حصل من إضرار في العراق بعد غزوه واحتلاله من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.
وسوريا موطن أول المجتمعات الزراعية المستقرة في العالم. واثنتان من أكبر مدنها، هما دمشق وحلب، تعدان بين المدن المأهولة الأقدم في العالم، إذا لم تكن أقدمها على الإطلاق. ولدى سوريا واحدة من أطول وأغنى الثقافات التاريخية في العالم، بعد أن كانت مهد العديد من الحضارات، مع وجود ستة مواقع ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو»، للتراث العالمي، وستة أخرى مرشحة للإدراج على لائحة المنظمة.
وهناك ما لا يقل عن 3 آلاف موقع أثري يقع عدد كبير منها على طول ضفاف نهر الفرات في شرق سوريا. ونظرا لكثرتها والفقر في سوريا ووضع البلاد المنبوذ في العقود الأخيرة، فإن عددا قليلا من تلك المواقع تم حفره بدقة، لكنها تعرضت للسرقة من قبل جميع الأطراف المتصارعة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.
أدلة دامغة
و«يونيتار» قارن المواقع الأثرية والثقافية، في الأشهر الماضية، مستخدما صور الأقمار الصناعية المتاحة تجاريا، مع صور سابقة لهذه المواقع، ووجد أن 24 موقعا تم تدميرها بالكامل، و189 أصيبت بأضرار شديدة ومتوسطة، بالإضافة إلى 77 موقعا ربما تعرضت للضرر.
ومواقع التراث العالمي الستة كلها تضررت أثناء الحرب الأهلية، ومن بينها مأذنة المسجد الأموي في حلب، والسوق الأسطوري للمدينة، الذي يعد أكبر سوق تاريخي مظلل في العالم.
وفي عدد من الحالات، لجأ مسلحون للاختباء وراء قلعة الحصن وقلعة المضيق وقلعة حلب نفسها، فقامت القوات الحكومية لاحقا بقصفها في مطاردة ساخنة. وبشكل مماثل، معارك ضارية تم خوضها في أرجاء «المدن المنسية» والتي هي عبارة عن 700 بلدة يونانية رومانية قديمة مهجورة قرب حلب.
واحتلال المواقع الأثرية من قبل الجيش وعمليات التخييم وحركة مواد البناء سببت أيضا أضراراً واسعة النطاق. ومواقع التراث العالمي كتدمر وبوصرا عانت من تلك الإجراءات التي قامت بها القوات الحكومية، إلى جانب معاناتها من النهب والحفريات غير القانونية.
ويفيد تقرير الجمعية الأميركية لتقدم العلوم بأن أربعة من مواقع الـ «يونيسكو» تعرضت لأضرار واسعة النطاق وثلاثة تم نهبها. ويقول معدو التقرير إن النهب «يبدو انه ازداد خلال السنة الماضية».
في أفاميا، المدينة القديمة المرشحة للإدراج على لائحة الـ «يونيسكو»، تم حفر ألوف الحفر من قبل اللصوص. ووفقاً لمايكل دانتي أستاذ الآثار في جامعة بوسطن، فإن التقرير يضيف أدلة جديدة إلى أن النهب في الحرب الأهلية وصل مستوى «غير مسبوق عمليا» في التاريخ المعاصر.
ويعتقد بشكل واسع أن «داعش» دمر الكنوز التاريخية في العراق سوريا، بما في ذلك الكنائس والمساجد والمزارات الدينية التي لا تتفق مع تفسيره المتشدد للإسلام. وتتحدث وسائل الإعلام الغربية بشكل روتيني عن عشرات الملايين من الدولارات التي كسبتها الجماعة من النهب وبيع القطع الأثرية لتمويل نشاطاتها.
لكن هذه التقديرات تبقى مثار جدل محتدم، على الرغم من وجود أدلة لا تقبل الجدل على الضرر الجسيم الذي أحدثه تنظيم «داعش».
المصدر:البيان
وسوريا موطن أول المجتمعات الزراعية المستقرة في العالم. واثنتان من أكبر مدنها، هما دمشق وحلب، تعدان بين المدن المأهولة الأقدم في العالم، إذا لم تكن أقدمها على الإطلاق. ولدى سوريا واحدة من أطول وأغنى الثقافات التاريخية في العالم، بعد أن كانت مهد العديد من الحضارات، مع وجود ستة مواقع ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو»، للتراث العالمي، وستة أخرى مرشحة للإدراج على لائحة المنظمة.
وهناك ما لا يقل عن 3 آلاف موقع أثري يقع عدد كبير منها على طول ضفاف نهر الفرات في شرق سوريا. ونظرا لكثرتها والفقر في سوريا ووضع البلاد المنبوذ في العقود الأخيرة، فإن عددا قليلا من تلك المواقع تم حفره بدقة، لكنها تعرضت للسرقة من قبل جميع الأطراف المتصارعة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.
أدلة دامغة
و«يونيتار» قارن المواقع الأثرية والثقافية، في الأشهر الماضية، مستخدما صور الأقمار الصناعية المتاحة تجاريا، مع صور سابقة لهذه المواقع، ووجد أن 24 موقعا تم تدميرها بالكامل، و189 أصيبت بأضرار شديدة ومتوسطة، بالإضافة إلى 77 موقعا ربما تعرضت للضرر.
ومواقع التراث العالمي الستة كلها تضررت أثناء الحرب الأهلية، ومن بينها مأذنة المسجد الأموي في حلب، والسوق الأسطوري للمدينة، الذي يعد أكبر سوق تاريخي مظلل في العالم.
وفي عدد من الحالات، لجأ مسلحون للاختباء وراء قلعة الحصن وقلعة المضيق وقلعة حلب نفسها، فقامت القوات الحكومية لاحقا بقصفها في مطاردة ساخنة. وبشكل مماثل، معارك ضارية تم خوضها في أرجاء «المدن المنسية» والتي هي عبارة عن 700 بلدة يونانية رومانية قديمة مهجورة قرب حلب.
واحتلال المواقع الأثرية من قبل الجيش وعمليات التخييم وحركة مواد البناء سببت أيضا أضراراً واسعة النطاق. ومواقع التراث العالمي كتدمر وبوصرا عانت من تلك الإجراءات التي قامت بها القوات الحكومية، إلى جانب معاناتها من النهب والحفريات غير القانونية.
ويفيد تقرير الجمعية الأميركية لتقدم العلوم بأن أربعة من مواقع الـ «يونيسكو» تعرضت لأضرار واسعة النطاق وثلاثة تم نهبها. ويقول معدو التقرير إن النهب «يبدو انه ازداد خلال السنة الماضية».
في أفاميا، المدينة القديمة المرشحة للإدراج على لائحة الـ «يونيسكو»، تم حفر ألوف الحفر من قبل اللصوص. ووفقاً لمايكل دانتي أستاذ الآثار في جامعة بوسطن، فإن التقرير يضيف أدلة جديدة إلى أن النهب في الحرب الأهلية وصل مستوى «غير مسبوق عمليا» في التاريخ المعاصر.
ويعتقد بشكل واسع أن «داعش» دمر الكنوز التاريخية في العراق سوريا، بما في ذلك الكنائس والمساجد والمزارات الدينية التي لا تتفق مع تفسيره المتشدد للإسلام. وتتحدث وسائل الإعلام الغربية بشكل روتيني عن عشرات الملايين من الدولارات التي كسبتها الجماعة من النهب وبيع القطع الأثرية لتمويل نشاطاتها.
لكن هذه التقديرات تبقى مثار جدل محتدم، على الرغم من وجود أدلة لا تقبل الجدل على الضرر الجسيم الذي أحدثه تنظيم «داعش».
المصدر:البيان