الامارات 7 - للغوص في عوالم الحب شعور مختلف، لا يشعر به إلا من تذوق طعم القهوة الدافئة في ذلك المقهى الإنجليزي، وسهِر أمام المدفأة والحطب، في لحظة شوق وحنين للحظات تمضي كالريح العاصفة.
وفي زمن كثرت فيه الحروب والمآسي والثورات، وانهمرت فيه الدماء كالمطر، تشتت الحب وتبعثر على صفحات الحياة، ليعود مع الكاتبة مريم الزعابي في روايتها «فالنتين»، باعثاً مساحات من الأمل، وتاركاً لقلوبنا متنفساً نستعيد من خلاله لحظات مليئة بالحياة والشغف والجنون.
أكثر من صراع تخلل صفحات الرواية، وغاص بين ثناياها، وعلاقات متشابكة رسمت الأحداث وأشبعتها إلى درجة التخمة، وحيرة جعلت الأبطال يقفون على مفترق طرق، ليختاروا النهاية السعيدة حالمين بغدٍ مشرق.
«البيان» حلَّقت مع مريم الزعابي، في إصدارها الجديد، الذي غزته الرومانسية من كل جانب، وعزفت معها على أوتار روايتها «فالنتين» التي لم تتخوف من ردود أفعال المجتمع حولها، كونها لا تمس جوانب غير مباحة، طامحة في الوصول إلى جوائز البوكر ونوبل وغيرها. وتؤكد في الحوار معها، أن شخصياتها خيالية ولكنها دوما تشم رائحتها وترسمها وتتخيلها، قبل كتابتها.
روايتك مليئة بالحب، ومغمورة بعطر العاطفة والمشاعر، لمن كتبتها؟
لم أكتبها لشخصٍ معين، ولكن لجميع العُشاق في زمننا هذا، فهي مُناسبة لكل مكان وزمان، تتغنى بالحب ومعانيه، وتنطق بأحاسيسه الجميلة، وكان هدفي منها البحث عن الحب في الحضارات وتطوره في الأديان السماوية، وتسليط الضوء عليه والتعلم منه في زمن سادته الحروب والمآسي.
تخوف
هل تخوفت من رد فعل المجتمع حول روايتك بكل ما فيها من مشاعر وحب؟
لم أخف من ردة فعل من حولي، لأن الرواية لا تمس أشياء غير مُباحة، كما أنها ليست إباحية، وبعد قراءتها سيتوصل القارئ إلى رمزيات أشرتُ إليها من خلال الرواية وسيتقبل فكرتها.
العيب
ككاتبة إماراتية، لأي مدى يتقبل مجتمعك الحديث عن الحب، وهل خفت من رد فعل من حولك على الرواية؟
لا أستطيع الحكم، حاليا على تقبل المجتمع الإماراتي للرواية. فنحن في الإمارات تربينا على عادات وتقاليد لا تُحبذ فكرة أن تتحدث الفتاة الإماراتية عن الحب وتصفه بالمثالي والكامل..
وهذه ثقافة نسميها في مجتمعنا ثقافة «العيب والمنقود»، وهي لا تسمح لنا بالتحدث عن الحب ووصفه. ولكننا كبشر، لو نظرنا إلى أنفسنا، سنرى الحب يُغلفنا ويُطوقنا من كل جانب. وقد تعلمنا الحب من مُعلمنا الأول وهو الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم)، من خلال حبه الشديد لزوجاته، وحبه لصحابته وحبهم له، إذاً فالحب موجود ولا نستطيع إخفاءه أبداً.
برأيك، هل الخوف من المجتمع يقتل الإبداع لدى الكاتبة المرأة؟
في هذا الوقت، لا يوجد خوف من إبداع المرأة في الإمارات، فهي اليوم حاضرة في جميع المحافل الأدبية من روايات وقصص وأشعار، وليس هناك من يستطيع قتل إبداعها.
من خلال وصفك لشخصيات الرواية في المقدمة، يبدو أنك على علاقة وثيقة بها، هل هي شخصيات حقيقية أم خيالية؟
الشخصيات مستوحاة من الخيال، وأي تشابه لأسماء أبطالها مع الشخصيات في الواقع، فهو مجرد صدفة، لا أكثر ولا أقل.
تسلسل
مواقف كثيرة رسمها قلمك بكل دقة، فتحولت لصور مرئية، وكأننا نراها، هل ترسمين الموقف قبل كتابته، أم تتسلسل معك الأحداث وتتكشف شيئا فشيئا؟
قبل البدء في الكتابة، أضع لكل شخصية سماتها من حيث الأطباع والصفات الجسمانية والنفسية التي تلعب دوراً كبيراً في تقريب كل شخصية من القارئ، وأرسمها وأتخيل تفاصيلها وأشم رائحتها..
كما أضع لنفسي أسئلة وأجيب عنها، ما يجعل حقيقة الشخصية تتضح من موقف إلى آخر، ثم أتخيلها في مكان ما، وأرسم ذلك المكان والزمان وكل ما أشعر به، وأضع بعد ذلك الألوان والتوقيت الزمني، وأحسب كم تستغرق مدة الحوار. وبهذا تتكشف أمامي وأمام القارئ كل التفاصيل، فأصيغ قصتي وفقاً لحصيلة المعلومات التي جمعتها، ما يُشعر القارئ بأنه يعيش القصة وكأنه يُشاهدها أمامه.
كم استغرقت كتابة روايتك، وما المشاعر التي عشتها أثناء كتابتها؟
استغرقت كتابة الرواية عاماً واحداً، إذ أطلقت العنان لقلمي في 2013 حتى وضعت النقطة الأخيرة. أما الأساسيات فوضعتها في 2012، بعد أن اخترت الشخصيات ورسمتها على الورق بجميع صفاتها،..
وبهذا أبصرت «فالنتين» النور في عام 2014. أما عن المشاعر التي عشتها أثناء الكتابة، فتنوعت بين الحب وعنفوانه، حيث تقمصت دور كل شخصية لأوصل القارئ للنشوة الإبداعية التي يبحث عنها، وهذا أمر ضروري، فخلق جو الرواية، وإيصال ما أريد من أفكار وانطباعات وغيرها، يعد إنجازاً مهماً.
رومانسية
روايتك تنبض عشقاً ورومانسية، هل يعكس ذلك جوانب شخصيتك الحقيقية؟
جميعنا يحمل في دواخله رومانسية يُخبئها متى أراد، ويظهرها متى شاء، وبالنسبة إلي فأنا إنسانة حنونة وحازمة نوعا ما، ولا أخفي بأن الرومانسية تحتل جزءاً من شخصيتي، ولكني أخفيها الآن ولا أفضل البوح بها.
ما هدفك من روايتك، وما الذي أردتِ توصيله من خلالها؟
أردت أن أوصل الإحساس بالحب، ولأبين أنه متعارف عليه منذ الأزل، ولا يزال هذا الحب يُغذي العقول والقلوب ولن يتوقف أبداً، وفيه درجات وأنواع تختلف حسب حيثيات الحدث..
فلا بد من وجود هدف من وراء كل رواية تُكتب، وهذا الهدف إما أن يكون سلبياً أو إيجابياً، فالأهداف هي من يلعب دوراً في رفع مستوى الرواية أو خفضه، وعلى كل كاتب أن يضع هدفه قبل الكتابة، والرسالة التي يود إيصالها للقارئ بعد ذلك.
ما جديدك في عالم الكتابة؟
هناك رواية ستبصر النور قريباً، وهي بعنوان «غيداء»، تمتاز باختلافها المطلق عن «فالنتين»، إذ أتناول فيها قضية اللاجئين الفلسطينيين، والبحث عن الحرية خلف الأسوار المغلقة. وهنا أعود ثانية إلى الرواية السياسية نوعاً ما بعد «بالأحمر فقط»، التي تناولت عدة موضوعات اجتماعية وسياسية.
طموحاتك...؟
أطمح للوصول إلى جوائز عالمية كالبوكر ونوبل وغيرهما، وخطوتي المستقبلية إكمال دراساتي العُليا.
همسات دافئة وسط الجليد تتغنى بالثقافات والحضارات
تروي الكاتبة مريم الزعابي، في 196 صفحة ضمن روايتها «فالنتين»، قصصا وحكايات مليئة بالحب، متخمة بالأحاسيس والمشاعر، رومانسية إلى حدود السماء، ينهمر فيها العشق كهمسات دافئة وسط أجواء لندن الباردة، بطلها «يوم الحب»، ومفهومها أكبر من العلاقة بين الشاب والفتاة..
ومغزاها تسليط الضوء على طقوس الحب في مختلف الأديان، وكيفية التعبير عنه في مختلف الدول والثقافات. والهدف منها ليس التغني بالحب فقط، ولكن نشر الثقافة والتشجيع على قراءة تاريخ الأديان السماوية وتاريخ الحضارات.
أبطال الرواية الأساسيون، هم: زاهي عبدالوهاب -طبيب أمراض القلب، جولي- عازفة البيانو في أحد المطاعم، الصحافية مادلين. ولكل منهم قصة تتشابك أحداثها مع الآخر، ويتداخل فيها الجنون مع المشاعر الرقيقة، ما يلامس شغاف القلب ويحلق بالقارئ في عوالم مختلفة.
ألف يوم
أهدت الكاتبة روايتها إلى جميع العاشقين، وفي مقدمتها قالت: في يوم الحب سنقضي جميعنا في زورق جميل.. يجوب بنا عباب البحر.. وسنشعر بالسعادة لأننا جميعاً نمتلك بجوارنا حباً حقيقياً ولا نمتلك خيالا.. يوم الحب ألف يوم في حياة العاشقين.. وألف يوم في حياة الأزواج.. فإنه يوم مولد الحب الحقيقي بين جميع المتحابين".
إشباع
رسمت الكاتبة في مقدمة روايتها تفاصيل الشخصيات بكل أبعادها، النفسية والجسمانية والحياتية والمهنية، كما لم تغض النظر عن أعمار الأبطال، ما يجعل القارئ يرى أمامه شخصيات مرسومة بدقة، فيقرأ من خلال لون عيون البطلة وبشرتها تفاصيل الحكاية، وتتسلسل أمامه الأحداث بكل سلاسة، فيربط بين ملامح الشخصيات والمواقف، ليجد إشباعاً متكاملاً.
يعزف زاهي طبيب أمراض القلب على أوتار العشق، فتهيم بحبه مادلين وبعدها جولي، ويتوالى وقع الأحداث بكل ما فيه من حرارة ولهفة، وما بين موت وفراق، تتخلله أشعار وقصائد تبعث الروح في الجسد، وتوقظ الحنين في القلب.
صراع طبيب أمراض القلب بين حبيبته مادلين التي راحت ضحية الحرب الأهلية في بيروت، وبين زوجته جولي التي أثارتها الغيرة من روح الحبيبة السابقة، تخلل أحداث الرواية، كما رسم صراع الثقافات والأديان المختلفة أحداثها، لاسيما أن زواج الطبيب المسلم زاهي من جولي المسيحية، واعتناق كل منهما لفكر منبعث من نشأته، ظل هاجساً أسفر عن طلاقهما، ليعودا بعد ذلك إلى بعضهما البعض، بعد فراق دام أربع سنوات.
المصدر: دارين شبير من البيان
وفي زمن كثرت فيه الحروب والمآسي والثورات، وانهمرت فيه الدماء كالمطر، تشتت الحب وتبعثر على صفحات الحياة، ليعود مع الكاتبة مريم الزعابي في روايتها «فالنتين»، باعثاً مساحات من الأمل، وتاركاً لقلوبنا متنفساً نستعيد من خلاله لحظات مليئة بالحياة والشغف والجنون.
أكثر من صراع تخلل صفحات الرواية، وغاص بين ثناياها، وعلاقات متشابكة رسمت الأحداث وأشبعتها إلى درجة التخمة، وحيرة جعلت الأبطال يقفون على مفترق طرق، ليختاروا النهاية السعيدة حالمين بغدٍ مشرق.
«البيان» حلَّقت مع مريم الزعابي، في إصدارها الجديد، الذي غزته الرومانسية من كل جانب، وعزفت معها على أوتار روايتها «فالنتين» التي لم تتخوف من ردود أفعال المجتمع حولها، كونها لا تمس جوانب غير مباحة، طامحة في الوصول إلى جوائز البوكر ونوبل وغيرها. وتؤكد في الحوار معها، أن شخصياتها خيالية ولكنها دوما تشم رائحتها وترسمها وتتخيلها، قبل كتابتها.
روايتك مليئة بالحب، ومغمورة بعطر العاطفة والمشاعر، لمن كتبتها؟
لم أكتبها لشخصٍ معين، ولكن لجميع العُشاق في زمننا هذا، فهي مُناسبة لكل مكان وزمان، تتغنى بالحب ومعانيه، وتنطق بأحاسيسه الجميلة، وكان هدفي منها البحث عن الحب في الحضارات وتطوره في الأديان السماوية، وتسليط الضوء عليه والتعلم منه في زمن سادته الحروب والمآسي.
تخوف
هل تخوفت من رد فعل المجتمع حول روايتك بكل ما فيها من مشاعر وحب؟
لم أخف من ردة فعل من حولي، لأن الرواية لا تمس أشياء غير مُباحة، كما أنها ليست إباحية، وبعد قراءتها سيتوصل القارئ إلى رمزيات أشرتُ إليها من خلال الرواية وسيتقبل فكرتها.
العيب
ككاتبة إماراتية، لأي مدى يتقبل مجتمعك الحديث عن الحب، وهل خفت من رد فعل من حولك على الرواية؟
لا أستطيع الحكم، حاليا على تقبل المجتمع الإماراتي للرواية. فنحن في الإمارات تربينا على عادات وتقاليد لا تُحبذ فكرة أن تتحدث الفتاة الإماراتية عن الحب وتصفه بالمثالي والكامل..
وهذه ثقافة نسميها في مجتمعنا ثقافة «العيب والمنقود»، وهي لا تسمح لنا بالتحدث عن الحب ووصفه. ولكننا كبشر، لو نظرنا إلى أنفسنا، سنرى الحب يُغلفنا ويُطوقنا من كل جانب. وقد تعلمنا الحب من مُعلمنا الأول وهو الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم)، من خلال حبه الشديد لزوجاته، وحبه لصحابته وحبهم له، إذاً فالحب موجود ولا نستطيع إخفاءه أبداً.
برأيك، هل الخوف من المجتمع يقتل الإبداع لدى الكاتبة المرأة؟
في هذا الوقت، لا يوجد خوف من إبداع المرأة في الإمارات، فهي اليوم حاضرة في جميع المحافل الأدبية من روايات وقصص وأشعار، وليس هناك من يستطيع قتل إبداعها.
من خلال وصفك لشخصيات الرواية في المقدمة، يبدو أنك على علاقة وثيقة بها، هل هي شخصيات حقيقية أم خيالية؟
الشخصيات مستوحاة من الخيال، وأي تشابه لأسماء أبطالها مع الشخصيات في الواقع، فهو مجرد صدفة، لا أكثر ولا أقل.
تسلسل
مواقف كثيرة رسمها قلمك بكل دقة، فتحولت لصور مرئية، وكأننا نراها، هل ترسمين الموقف قبل كتابته، أم تتسلسل معك الأحداث وتتكشف شيئا فشيئا؟
قبل البدء في الكتابة، أضع لكل شخصية سماتها من حيث الأطباع والصفات الجسمانية والنفسية التي تلعب دوراً كبيراً في تقريب كل شخصية من القارئ، وأرسمها وأتخيل تفاصيلها وأشم رائحتها..
كما أضع لنفسي أسئلة وأجيب عنها، ما يجعل حقيقة الشخصية تتضح من موقف إلى آخر، ثم أتخيلها في مكان ما، وأرسم ذلك المكان والزمان وكل ما أشعر به، وأضع بعد ذلك الألوان والتوقيت الزمني، وأحسب كم تستغرق مدة الحوار. وبهذا تتكشف أمامي وأمام القارئ كل التفاصيل، فأصيغ قصتي وفقاً لحصيلة المعلومات التي جمعتها، ما يُشعر القارئ بأنه يعيش القصة وكأنه يُشاهدها أمامه.
كم استغرقت كتابة روايتك، وما المشاعر التي عشتها أثناء كتابتها؟
استغرقت كتابة الرواية عاماً واحداً، إذ أطلقت العنان لقلمي في 2013 حتى وضعت النقطة الأخيرة. أما الأساسيات فوضعتها في 2012، بعد أن اخترت الشخصيات ورسمتها على الورق بجميع صفاتها،..
وبهذا أبصرت «فالنتين» النور في عام 2014. أما عن المشاعر التي عشتها أثناء الكتابة، فتنوعت بين الحب وعنفوانه، حيث تقمصت دور كل شخصية لأوصل القارئ للنشوة الإبداعية التي يبحث عنها، وهذا أمر ضروري، فخلق جو الرواية، وإيصال ما أريد من أفكار وانطباعات وغيرها، يعد إنجازاً مهماً.
رومانسية
روايتك تنبض عشقاً ورومانسية، هل يعكس ذلك جوانب شخصيتك الحقيقية؟
جميعنا يحمل في دواخله رومانسية يُخبئها متى أراد، ويظهرها متى شاء، وبالنسبة إلي فأنا إنسانة حنونة وحازمة نوعا ما، ولا أخفي بأن الرومانسية تحتل جزءاً من شخصيتي، ولكني أخفيها الآن ولا أفضل البوح بها.
ما هدفك من روايتك، وما الذي أردتِ توصيله من خلالها؟
أردت أن أوصل الإحساس بالحب، ولأبين أنه متعارف عليه منذ الأزل، ولا يزال هذا الحب يُغذي العقول والقلوب ولن يتوقف أبداً، وفيه درجات وأنواع تختلف حسب حيثيات الحدث..
فلا بد من وجود هدف من وراء كل رواية تُكتب، وهذا الهدف إما أن يكون سلبياً أو إيجابياً، فالأهداف هي من يلعب دوراً في رفع مستوى الرواية أو خفضه، وعلى كل كاتب أن يضع هدفه قبل الكتابة، والرسالة التي يود إيصالها للقارئ بعد ذلك.
ما جديدك في عالم الكتابة؟
هناك رواية ستبصر النور قريباً، وهي بعنوان «غيداء»، تمتاز باختلافها المطلق عن «فالنتين»، إذ أتناول فيها قضية اللاجئين الفلسطينيين، والبحث عن الحرية خلف الأسوار المغلقة. وهنا أعود ثانية إلى الرواية السياسية نوعاً ما بعد «بالأحمر فقط»، التي تناولت عدة موضوعات اجتماعية وسياسية.
طموحاتك...؟
أطمح للوصول إلى جوائز عالمية كالبوكر ونوبل وغيرهما، وخطوتي المستقبلية إكمال دراساتي العُليا.
همسات دافئة وسط الجليد تتغنى بالثقافات والحضارات
تروي الكاتبة مريم الزعابي، في 196 صفحة ضمن روايتها «فالنتين»، قصصا وحكايات مليئة بالحب، متخمة بالأحاسيس والمشاعر، رومانسية إلى حدود السماء، ينهمر فيها العشق كهمسات دافئة وسط أجواء لندن الباردة، بطلها «يوم الحب»، ومفهومها أكبر من العلاقة بين الشاب والفتاة..
ومغزاها تسليط الضوء على طقوس الحب في مختلف الأديان، وكيفية التعبير عنه في مختلف الدول والثقافات. والهدف منها ليس التغني بالحب فقط، ولكن نشر الثقافة والتشجيع على قراءة تاريخ الأديان السماوية وتاريخ الحضارات.
أبطال الرواية الأساسيون، هم: زاهي عبدالوهاب -طبيب أمراض القلب، جولي- عازفة البيانو في أحد المطاعم، الصحافية مادلين. ولكل منهم قصة تتشابك أحداثها مع الآخر، ويتداخل فيها الجنون مع المشاعر الرقيقة، ما يلامس شغاف القلب ويحلق بالقارئ في عوالم مختلفة.
ألف يوم
أهدت الكاتبة روايتها إلى جميع العاشقين، وفي مقدمتها قالت: في يوم الحب سنقضي جميعنا في زورق جميل.. يجوب بنا عباب البحر.. وسنشعر بالسعادة لأننا جميعاً نمتلك بجوارنا حباً حقيقياً ولا نمتلك خيالا.. يوم الحب ألف يوم في حياة العاشقين.. وألف يوم في حياة الأزواج.. فإنه يوم مولد الحب الحقيقي بين جميع المتحابين".
إشباع
رسمت الكاتبة في مقدمة روايتها تفاصيل الشخصيات بكل أبعادها، النفسية والجسمانية والحياتية والمهنية، كما لم تغض النظر عن أعمار الأبطال، ما يجعل القارئ يرى أمامه شخصيات مرسومة بدقة، فيقرأ من خلال لون عيون البطلة وبشرتها تفاصيل الحكاية، وتتسلسل أمامه الأحداث بكل سلاسة، فيربط بين ملامح الشخصيات والمواقف، ليجد إشباعاً متكاملاً.
يعزف زاهي طبيب أمراض القلب على أوتار العشق، فتهيم بحبه مادلين وبعدها جولي، ويتوالى وقع الأحداث بكل ما فيه من حرارة ولهفة، وما بين موت وفراق، تتخلله أشعار وقصائد تبعث الروح في الجسد، وتوقظ الحنين في القلب.
صراع طبيب أمراض القلب بين حبيبته مادلين التي راحت ضحية الحرب الأهلية في بيروت، وبين زوجته جولي التي أثارتها الغيرة من روح الحبيبة السابقة، تخلل أحداث الرواية، كما رسم صراع الثقافات والأديان المختلفة أحداثها، لاسيما أن زواج الطبيب المسلم زاهي من جولي المسيحية، واعتناق كل منهما لفكر منبعث من نشأته، ظل هاجساً أسفر عن طلاقهما، ليعودا بعد ذلك إلى بعضهما البعض، بعد فراق دام أربع سنوات.
المصدر: دارين شبير من البيان