الامارات 7 - -بعد أيام قليلة من الإعلان عن الاتفاق التاريخي على إقامة جسر الملك سلمان، فوق مياه البحر الأحمر للربط بين مصر والسعودية، بدأت التسريبات عن امتعاض وتحركات إسرائيلية مُرشحة للتنامي في الفترة القادمة لوقف المشروع وتعطيله، حسب وكالة سبوتنيك الروسية التي نقلت أن مصادر إسرائلية بدأت في التحرك بهذا الاتجاه.
وأوضحت الوكالة أن الإذاعة الإسرائيلية، سارعت بعد الإعلان عن إقامة الجسر، إلى نقل تأكيد بعض المصادر الإسرائيلية أن "تل أبيب تعتبر بناء جسر فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة يمثل تهديداً استراتيجياً لها لأنه يُعرّض حرية الملاحة من وإلى منفذها البحري الجنوبي للخطر".
دفع اقتصادي
ورغم أن الجسر الذي سيربط تيران بسيناء، ومن المنتظر أن يمتد على مسافة تفوق 30 كيلومتراً للربط المباشر بين البلدين، ما يعني دفعاً قوياً وهائلاً لحركة التبادل والتجاري والسياحي والصناعي بين البلدين، لا ينتقص من أي حقوق إسرائيلية مزعومة، إلا أن الملاحظ أن الامتعاض الإسرائيلي الجديد، سريعاً ما وجد طريقه إلى بعض وسائل الإعلام الدولية، وإلى الإعلام الإخواني.
وفي هذا السياق قالت صحيفة لوموند الفرنسية الجمعة مثلاً، إن المشروع "القديم الجديد لإقامة جسر بين السعودية ومصر، ليس جديداً، ويرجع إلى 1982 تاريخ إقامة جسر بين السعودية والبحرين، وانطلقت الدراسات الأولية في 1988 لإقامة جسر يمتد على مسافة 50 كيلومتراً للربط بين رأس حامد في منطقة تبوك شمال غرب السعودية، ورأس نصراني في جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية".
وأضافت الصحيفة أن "المشروع لم ينطلق رغم كل الدراسات بسبب المخاوف من تأثيراته البيئية السلبية على الحياة البحرية في المنطقة".
حياة بحرية
ومن جهتها قالت إذاعة فرنسا الدولية، إن مشروع الجسر "يُثير الشكوك خاصة بسبب مسافته التي من المنتظر أن تمتد 32 كيلومتراً، والذي يجب أن يكون من الارتفاع بما لا يُعيق حركة الملاحة البحرية، وفي منطقة يصل عُمقها أحياناً إلى كيلومتر كاملٍ".
وأضافت الإذاعة الفرنسية "إلى جانب الكلفة الضخمة والصعوبات التقنية، يُواجه المشروع مُشكلةً بيئيةً هامةً، فكيف يُمكن إنجازه دون المساس بالثروة البيئية الهائلة في هذه المنطقة؟".
تقرير إخواني
وفي الوقت الذي بدأت فيه هذه الحملة، انخرط موقع حزب الإخوان المسلمين من جهته السبت، وبعد محاولة السطو على فكرة المشروع نفسه ونسبه إلى المعزول محمد مرسي، أو على الأقل الإشارة إلى تفكيره في إحياء فكرته، في العزف على الوتر الإسرائيلي، قائلاً: "يرى مراقبون أن هناك عدداً من العراقيل السياسية والجغرافية تعوق إنشاء الجسر البري، فعلى صعيد العراقيل الجغرافية، تُعد المنطقة من أكثر المناطق النشطة زلزالياً في العالم، وقد يتعرض أي جسر يُبنى فيها إلى خطر الزلازل المدمرة، حيث تُسمّى بالوادي المتصدع الكبير نظراً للزلازل التي تسجل فيها".
وأردف التقرير في تبرير للموانع التي يُمكنها إضفاء الشرعية على هذا الموقف الغريب: "على صعيد العراقيل السياسية، وبالإضافة إلى الخوف من التأثير على السياحة في شرم الشيخ، فإن الجسر سيُبنى فوق مضيق تيران، الذي يعد من أهم المضائق المائية الاستراتيجية للأردن وإسرائيل، والمنفذ البحري الوحيد للأردن وإسرائيل على البحر الأحمر، كما أن دوريات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تنشط في هذه المضائق لضمان حرية الملاحة" كل ذلك دون تفسير منطقي لكيفية عرقلة الجسر بين مصر والسعودية المزعومة لحرية الملاحة، أو النفاذ إلى الميناءين الإسرائيلي، أيلات والأردني العقبة.
ميزة استراتيجية
وفي تحليل استراتيجي نقلته وكالة سبوتنيك الروسية عن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، قال الدبلوماسي المصري، إن الجسر بين السعودية ومصر "سيحرم إسرائيل من ميزة استراتيجية هامة تتعلق بالفصل بين الدول العربية شرقاً وغرباً والذي تعتبره جزء من أمنها الجغرافي".
وأضاف هريدي في تحليله تعليقاً على مدى تهديد الجسر المنتظر لإسرائيل ومصالحها أو أمنها، أن "إسرائيل كعادتها تُحاول استغلال أي فرصة للاستفادة القصوى، إسرائيل منذ نشأتها، وأحد أبعاد أمنها الجغرافي يقوم على الفصل بين المشرق والمغرب العربيين، وبين مصر والسعودية وسوريا والعراق والأردن ولبنان".
وأوضح أنه إذا أُقيم "الجسر فإنه سيحرم إسرائيل هذه الميزة الاستراتيجية التي تمتعت بها منذ قيامها في 1948".
معاهدة السلام
وبسؤاله عن قُدرة إسرائيل على وقف إقامة الجسر، قال هريدي إن "مصر إحدى الدولتين التي سيمر بهما الجسر، وإسرائيل وقعت معاهدة سلام مع مصر، وبالتالي فإن أي تهديد باستخدام القوة، أو أي استخدام فعلي للقوة ضد المشروع، يعتبر إخلالاً جسيماً من جانبها بمعاهدة السلام مع مصر".24
وأوضحت الوكالة أن الإذاعة الإسرائيلية، سارعت بعد الإعلان عن إقامة الجسر، إلى نقل تأكيد بعض المصادر الإسرائيلية أن "تل أبيب تعتبر بناء جسر فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة يمثل تهديداً استراتيجياً لها لأنه يُعرّض حرية الملاحة من وإلى منفذها البحري الجنوبي للخطر".
دفع اقتصادي
ورغم أن الجسر الذي سيربط تيران بسيناء، ومن المنتظر أن يمتد على مسافة تفوق 30 كيلومتراً للربط المباشر بين البلدين، ما يعني دفعاً قوياً وهائلاً لحركة التبادل والتجاري والسياحي والصناعي بين البلدين، لا ينتقص من أي حقوق إسرائيلية مزعومة، إلا أن الملاحظ أن الامتعاض الإسرائيلي الجديد، سريعاً ما وجد طريقه إلى بعض وسائل الإعلام الدولية، وإلى الإعلام الإخواني.
وفي هذا السياق قالت صحيفة لوموند الفرنسية الجمعة مثلاً، إن المشروع "القديم الجديد لإقامة جسر بين السعودية ومصر، ليس جديداً، ويرجع إلى 1982 تاريخ إقامة جسر بين السعودية والبحرين، وانطلقت الدراسات الأولية في 1988 لإقامة جسر يمتد على مسافة 50 كيلومتراً للربط بين رأس حامد في منطقة تبوك شمال غرب السعودية، ورأس نصراني في جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية".
وأضافت الصحيفة أن "المشروع لم ينطلق رغم كل الدراسات بسبب المخاوف من تأثيراته البيئية السلبية على الحياة البحرية في المنطقة".
حياة بحرية
ومن جهتها قالت إذاعة فرنسا الدولية، إن مشروع الجسر "يُثير الشكوك خاصة بسبب مسافته التي من المنتظر أن تمتد 32 كيلومتراً، والذي يجب أن يكون من الارتفاع بما لا يُعيق حركة الملاحة البحرية، وفي منطقة يصل عُمقها أحياناً إلى كيلومتر كاملٍ".
وأضافت الإذاعة الفرنسية "إلى جانب الكلفة الضخمة والصعوبات التقنية، يُواجه المشروع مُشكلةً بيئيةً هامةً، فكيف يُمكن إنجازه دون المساس بالثروة البيئية الهائلة في هذه المنطقة؟".
تقرير إخواني
وفي الوقت الذي بدأت فيه هذه الحملة، انخرط موقع حزب الإخوان المسلمين من جهته السبت، وبعد محاولة السطو على فكرة المشروع نفسه ونسبه إلى المعزول محمد مرسي، أو على الأقل الإشارة إلى تفكيره في إحياء فكرته، في العزف على الوتر الإسرائيلي، قائلاً: "يرى مراقبون أن هناك عدداً من العراقيل السياسية والجغرافية تعوق إنشاء الجسر البري، فعلى صعيد العراقيل الجغرافية، تُعد المنطقة من أكثر المناطق النشطة زلزالياً في العالم، وقد يتعرض أي جسر يُبنى فيها إلى خطر الزلازل المدمرة، حيث تُسمّى بالوادي المتصدع الكبير نظراً للزلازل التي تسجل فيها".
وأردف التقرير في تبرير للموانع التي يُمكنها إضفاء الشرعية على هذا الموقف الغريب: "على صعيد العراقيل السياسية، وبالإضافة إلى الخوف من التأثير على السياحة في شرم الشيخ، فإن الجسر سيُبنى فوق مضيق تيران، الذي يعد من أهم المضائق المائية الاستراتيجية للأردن وإسرائيل، والمنفذ البحري الوحيد للأردن وإسرائيل على البحر الأحمر، كما أن دوريات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تنشط في هذه المضائق لضمان حرية الملاحة" كل ذلك دون تفسير منطقي لكيفية عرقلة الجسر بين مصر والسعودية المزعومة لحرية الملاحة، أو النفاذ إلى الميناءين الإسرائيلي، أيلات والأردني العقبة.
ميزة استراتيجية
وفي تحليل استراتيجي نقلته وكالة سبوتنيك الروسية عن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، قال الدبلوماسي المصري، إن الجسر بين السعودية ومصر "سيحرم إسرائيل من ميزة استراتيجية هامة تتعلق بالفصل بين الدول العربية شرقاً وغرباً والذي تعتبره جزء من أمنها الجغرافي".
وأضاف هريدي في تحليله تعليقاً على مدى تهديد الجسر المنتظر لإسرائيل ومصالحها أو أمنها، أن "إسرائيل كعادتها تُحاول استغلال أي فرصة للاستفادة القصوى، إسرائيل منذ نشأتها، وأحد أبعاد أمنها الجغرافي يقوم على الفصل بين المشرق والمغرب العربيين، وبين مصر والسعودية وسوريا والعراق والأردن ولبنان".
وأوضح أنه إذا أُقيم "الجسر فإنه سيحرم إسرائيل هذه الميزة الاستراتيجية التي تمتعت بها منذ قيامها في 1948".
معاهدة السلام
وبسؤاله عن قُدرة إسرائيل على وقف إقامة الجسر، قال هريدي إن "مصر إحدى الدولتين التي سيمر بهما الجسر، وإسرائيل وقعت معاهدة سلام مع مصر، وبالتالي فإن أي تهديد باستخدام القوة، أو أي استخدام فعلي للقوة ضد المشروع، يعتبر إخلالاً جسيماً من جانبها بمعاهدة السلام مع مصر".24