إيلون ماسك في مواجهة OpenAI .. معركة قضائية تهز عرش الذكاء الاصطناعي

الامارات 7 - في أحدث فصول الصراع المتصاعد بين قطبي الذكاء الاصطناعي، تقدّمت شركة OpenAI بطلب رسمي إلى محكمة اتحادية في سان فرانسيسكو، تدعو فيه إلى وقف ما وصفته بـ"الهجمات غير العادلة وغير القانونية" التي يشنها الملياردير إيلون ماسك ضدها، في سياق دعوى قضائية رفعتها الشركة ضده يوم الأربعاء 9 أبريل 2025.


وجاء في الوثائق المقدّمة للمحكمة أن ماسك، المؤسس الشريك لـOpenAI، "جعل من إسقاط الشركة هدفًا له"، بحسب تعبير الشركة، التي طالبت المحكمة بمحاسبته على أي أضرار لحقت بها نتيجة لتصرفاته، مؤكدة أن تحركاته تأتي بدافع شخصي وتضرّ بالتنافسية، متناقضةً مع الرسالة الأساسية التي تأسست من أجلها OpenAI.

من شريك مؤسس إلى خصم معلن

إيلون ماسك، الذي شارك في تأسيس OpenAI في أواخر عام 2015 إلى جانب سام ألتمان وغريغ بروكمان وآخرين، كان قد غادر الشركة بعد نشوء خلافات داخلية حول آلية السيطرة على إدارة المنظمة وتوجهاتها. وبعد مغادرته، بدأت OpenAI في تسريع تطوير تقنياتها، وأطلقت لاحقًا تطبيق ChatGPT الذي جعلها في صدارة مشهد الذكاء الاصطناعي، بعد أن جمعت مليارات الدولارات من الاستثمارات بقيادة ألتمان.

في أغسطس من العام الماضي، رفع ماسك دعوى قضائية ضد OpenAI وألتمان وبروكمان، متهمًا إياهم بالتخلي عن ميثاق الشركة غير الربحي، وتقديم المصالح التجارية على حساب "المصلحة العامة"، كما كان مخططًا عند تأسيسها.

OpenAI ترد: عرض مزيف وادعاءات كاذبة

وفي ردّها القانوني الأخير، وصفت OpenAI الدعوى بأنها محاولة لعرقلة تقدم الشركة لمصالح ماسك الخاصة، مشيرة إلى أن محاولته لشراء أصول المنظمة غير الربحية المالكة للشركة مقابل 97 مليار دولار كانت "مزيفة"، وتهدف فقط للتشويش على عملية إعادة هيكلة الشركة، لا أكثر ، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وأضافت الشركة في ملفها: "ماسك يروج لمزاعم كاذبة بأن OpenAI تخطط للتحول إلى كيان ربحي بالكامل، في حين أن الواقع هو أننا نعمل على إعادة هيكلة نحو شركة ذات منفعة عامة (PBC)، توازن بين الربح والمسؤولية الاجتماعية."

رد ماسك: مجلس الإدارة تجاهل عرضًا جديًا

في المقابل، قال مارك توبيروف، محامي ماسك، إن عرض موكله كان جادًا وواقعيًا، وإنه لو أن مجلس إدارة OpenAI درسه بجدية، لكان أدرك حجمه ونيته، معتبرًا أن رفض العرض يكشف عن مصالح خفية تتعارض مع روح الشفافية التي تدعيها OpenAI.

تحركات من خارج الساحة القانونية

ولم تتوقف التوترات عند الساحة القضائية، ففي يوم تقديم الملف ذاته، وجّه تحالف من قادة منظمات غير ربحية ونقابات وجمعيات خيرية التماسًا إلى المدعي العام في كاليفورنيا، روب بونتا، يطالبون فيه بالتحقيق في خطوة OpenAI لتحويل نفسها إلى شركة ذات منفعة عامة. هذه الخطوة اعتُبرت من البعض محاولة للالتفاف على أهداف الشركة الأصلية كمؤسسة غير ربحية.

تحديات قانونية

يُذكر أن هذه القضية تأتي وسط تحديات قانونية أخرى تواجهها OpenAI، من ضمنها دعوى قضائية من صحيفة نيويورك تايمز تتهم فيها الشركة وشريكتها مايكروسوفت بانتهاك حقوق النشر في تدريب أنظمتها على محتوى الصحيفة. وقد نفت الشركتان هذه الادعاءات.

معركة رؤى أم صراع نفوذ؟

ما بين اتهامات ماسك، وخطوات OpenAI الدفاعية، وتحقيقات قانونية محتملة، يبدو أن النزاع يتجاوز مجرد خلاف قانوني، ليشكّل صراعًا أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي ومَن يملك حق توجيه بوصلته. فهل ستحسم المحكمة هذه المعركة، أم أن الفصل القادم سيكتب في ساحات أخرى؟



شريط الأخبار