لماذا يعاني كبار السن من الهلوسة؟ الأسباب الخفية وراء الأوهام الحسية

الامارات 7 - قد يبدو الأمر غريبًا عندما يبدأ أحد كبار السن في رؤية أشخاص غير موجودين أو سماع أصوات لا تصدر عن مصدر حقيقي. إلا أن الهلوسة عند كبار السن ليست دائمًا علامة على اضطراب نفسي، بل قد تكون عرضًا لحالة طبية مؤقتة أو مزمنة تحتاج إلى تشخيص دقيق. فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة يساعد على التعامل معها بطريقة فعالة ودون إثارة القلق للمريض أو أسرته.

تأثير الهذيان على الإدراك
يعد الهذيان من الحالات الشائعة التي تصيب كبار السن بعد العمليات الجراحية أو عند الإصابة بعدوى، مثل التهاب المسالك البولية. في هذه الحالة، يصبح الدماغ غير قادر على معالجة المعلومات بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تشوش في الإدراك قد يتطور إلى هلوسات بصرية أو سمعية. هذه الحالة غالبًا ما تكون مؤقتة، لكنها تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة لمنع حدوث مضاعفات.

مرض ألزهايمر والتغيرات الدماغية
يعد ألزهايمر أحد الأسباب الرئيسية للهلوسة لدى كبار السن، حيث يؤدي إلى تدهور في الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات الحسية. نتيجة لذلك، قد يرى المصاب أشياء غير موجودة أو يسمع أصواتًا وهمية، وقد يصعب إقناعه بأن ما يراه أو يسمعه ليس حقيقيًا.

الخرف وأمراض التنكس العصبي
أنواع أخرى من الخرف، مثل خرف أجسام ليوي، قد تسبب هلوسات بصرية واضحة، حيث قد يرى الشخص حيوانات أو أشخاصًا غير موجودين. الخرف الجبهي الصدغي قد يؤدي أيضًا إلى تغييرات في طريقة تفسير المصاب للواقع، مما يجعله يتفاعل مع أشياء غير موجودة.

تأثير الأدوية والتفاعلات الدوائية
قد تؤدي بعض الأدوية التي يتناولها كبار السن لعلاج أمراض مزمنة، مثل أدوية ضغط الدم أو مضادات الاكتئاب، إلى آثار جانبية تشمل الهلوسة. التفاعلات بين عدة أدوية قد تزيد من هذه الأعراض، خاصة عند تناول جرعات غير مناسبة أو عند حدوث تغيرات في وظائف الكلى والكبد، مما يؤثر على تخلص الجسم من الأدوية بفعالية.

اضطرابات النوم وتأثيرها على الدماغ
قلة النوم، الأرق المزمن، أو النوم غير المنتظم يمكن أن يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى تشوش في الإدراك، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للهلوسة. كبار السن الذين يعانون من اضطرابات النوم قد يجدون أنفسهم يرون أو يسمعون أشياء غير موجودة خاصة عند الاستيقاظ المفاجئ أو في اللحظات التي تسبق النوم مباشرة.

التهابات الجسم والاضطرابات الصحية
بعض الالتهابات التي تصيب كبار السن، مثل التهاب المسالك البولية أو الالتهابات الرئوية، قد تؤدي إلى اضطرابات عقلية تشمل الهلوسة. في هذه الحالات، قد يظهر الارتباك الذهني والهلاوس بشكل مفاجئ، خاصة إذا كان الالتهاب مصحوبًا بارتفاع درجة الحرارة أو اضطراب في مستوى الأكسجين في الدم.

نقص الفيتامينات وسوء التغذية
التغذية غير المتوازنة قد تؤثر على وظائف الدماغ، حيث يؤدي نقص بعض الفيتامينات، مثل فيتامين B12، إلى اضطرابات عصبية قد تشمل الهلوسة. كبار السن الذين يعانون من فقدان الشهية أو مشاكل في امتصاص العناصر الغذائية يكونون أكثر عرضة لهذه المشكلة.

العزلة الاجتماعية والضغط النفسي
العيش في عزلة لفترات طويلة قد يؤدي إلى خلق أوهام حسية، حيث قد يبدأ الدماغ في تعويض غياب التفاعل البشري من خلال خلق أصوات أو مشاهد غير حقيقية. القلق والاكتئاب المزمن قد يلعبان دورًا أيضًا في ظهور الهلوسات، خاصة عند كبار السن الذين يشعرون بالوحدة.

ضعف الحواس والتفسير الخاطئ للمؤثرات الخارجية
تراجع حاسة السمع أو البصر مع تقدم العمر قد يؤدي إلى تفسير خاطئ للإشارات الحسية. قد يرى الشخص ظلالًا تتحرك في الظلام أو يسمع أصواتًا ضعيفة ويعتقد أنها أصوات حقيقية، مما يؤدي إلى الشعور بوجود أشخاص غير موجودين بالفعل.

الجفاف وعدم توازن السوائل في الجسم
عدم شرب كميات كافية من الماء قد يؤثر على وظائف الدماغ، حيث يؤدي الجفاف إلى اضطرابات في الوعي تشمل الارتباك والهلوسة. كبار السن الذين لا يشربون كميات كافية من السوائل معرضون بشكل أكبر لهذه الحالة.

السكتات الدماغية والتلف العصبي
عند تعرض الشخص لسكتة دماغية، قد تتأثر الأجزاء المسؤولة عن الرؤية أو السمع، مما قد يؤدي إلى الهلوسة. في بعض الحالات، قد تحدث الهلوسة بسبب تلف في مراكز الإدراك، حتى لو لم يكن هناك فقدان واضح للذاكرة أو الحركة.

كيف يمكن التعامل مع الهلوسة عند كبار السن؟
التعامل مع الهلوسة يبدأ بفهم السبب الكامن وراءها، حيث يجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج المناسب. قد يكون الحل في تعديل الأدوية، تحسين نمط النوم، توفير بيئة اجتماعية داعمة، أو معالجة أي مشكلة صحية تؤثر على الإدراك. الهدوء والتعامل بلطف مع الشخص المصاب يساعدان على تقليل القلق والتوتر المرتبطين بهذه الأعراض، مما يسهم في تحسين جودة حياته.



شريط الأخبار