تحررنا من متلازمة المحتال؟

الدكتورة وفاء الناخي
ماذا لو

من الطبيعي أن يكون لنا حوار مع ذواتنا في اليوم والليلة. غالباً ما نتحدث مع ذواتنا أثناء قيامنا بالأمور الحياتية، وفي كثير من الأحيان تمطر علينا الأفكار قبيل النوم.

تَعلُم تسخير الحوارات الذاتية بإيجابية أمر مهم، وخصوصاً مع الأفكار المنهمرة. المشكلة ليست في الحوارات الداخلية مع الذات، وإنما في المنحنى السلبي الذي قد تأخذه بعض الحوارات. عندما نكرر حواراتنا السلبية مع ذواتنا فنحن ننسج صورة سلبية عن أنفسنا والتي قد تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على أعمالنا أو علاقتنا مع الآخرين.

الفكرة تكمن في أن بعض الناجحين لا يرون نجاحاتهم بشكل موضوعي، وإنما يتطرفون في حساب عدد المرات التي فشلوا فيها مقارنة بنجاحاتهم، ويرون أنفسهم محتالين وأن نجاحاتهم غير حقيقية أو قد تكون أقل لمعاناً مقارنة بنجاحات غيرهم، والمشكلة الأخرى في ظنهم أنهم مهما أحرزوا من نجاحات وإنجازات قد تبدو لهم صغيرة ولا قيمة لها ولا تستحق الثناء أو التقدير.

تم دراسة هذه الظاهرة من قبل اختصاصيي علم النفس من أجل فهمها بشكل أعمق وسميت بظاهرة «متلازمة المحتال»، حيث يميل أصحاب الإنجازات إلى التقليل من استحقاقهم للنجاح والتقدير وعدم قبول الفرص التي تُعرض عليهم.

الوقوع في شراك هذه الظاهرة يفقد الشخص ثقته بنفسه مع مرور الوقت ويمنعه من الاستمرار في النجاحات والإنجازات أو حتى مشاركة أحلامه وطموحاته والتقدم لما يستحقه بشكل حقيقي. لا تستغرب إذا قلت لك إن العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين ومايا أنجلو الشاعرة والكاتبة الأمريكية الحاصلة على جائزة نوبل وغيرهما الكثير من الناجحين شعروا يوماً ما بأنهم محتالون وأن نجاحاتهم غير حقيقية وأنهم ليسوا قادرين على أداء وظائفهم كما يجب.

ماذا لو كنا أكثر شجاعة في دحض مخاوفنا وطلبنا المساعدة من المختصين متى ما ساورتنا الشكوك عن ذواتنا؟ ماذا لو أدركنا أن استسلامنا لمتلازمة المحتال يعني التنازل عن النجاحات التي من الممكن أن نحققها لنا ولمن حولنا؟