يوم زايد للعمل الإنساني .. ومبادرة دعم السودان الشقيق

د. موزة العبار
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة.. في 19 من رمضان من كل عام، بيوم زايد للعمل الإنساني، وذلك للذكرى الـ 21 لرحيل المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وتعد الاحتفالية بهذا اليوم، تجسيداً لنهج الإمارات في عمل الخير والإحسان والعطاء المستدام السليم، وتعزيزاً لرسالتها في نشر السلام والمحبة بين الشعوب، الذي سلكه المؤسس الباني، مؤسس دولة الاتحاد، وباني نهضتها، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بمواقفه الإنسانية والأخلاقية المشرفة، وخاصة اهتمامه بتقديم المساعدات الإنسانية والدعم المادي والمعنوي واللوجستي الفوري في وقت الشدة والأزمات والنكبات والحروب والكوارث الطبيعية، للعديد من شعوب العالم الأكثر حاجة وعوزاً، في المجالات الصحية والتعليمية والإغاثية الضرورية الأخرى.

لقد استطاع زايد الخير أن يرسخ قيم الود والتسامح والعطاء في نهج وسياسة دولة الإمارات، الأمر الذي كان له الأثر الكبير، لجعلها تتبوأ المراتب الأولى إقليمياً، وتنافس بقوة عالمياً في سيادة القانون والعدالة الاجتماعية، في تقرير مشروع العدالة العالمي.

كان ذلك إيماناً وتفهماً منه، كونه حاكماً وقائداً ملهماً، لقيم الحق والعدل، وأن العدالة الاجتماعية تعد مبدأ أساسياً من مبادئ التعايش السلمي والتسامح بين الأمم، كونها أكثر من ضرورة أخلاقية، فهي أساس الاستقرار الوطني، والازدهار العالمي لشعوب الأرض.

وفي يوم زايد للعمل الإنساني، قدمت الإمارات مبادرة رائدة، تعكس حرصها على حشد الجهود الإقليمية والدولية لتقديم الدعم الإنساني اللازم للنازحين واللاجئين من السودان ودول الجوار.

وشاركت دولة الإمارات، بالتعاون مع عدد من الدول الصديقة، وممثلي المنظمات الدولية، في تنظيم زيارة إنسانية رفيعة المستوى إلى مخيم غوروم للاجئين في مدينة جوبا بجنوب السودان.

وذلك انطلاقاً من إيمان دولة الإمارات بأهمية بناء استجابة إقليمية ودولية واسعة النطاق، لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعانيها السودان، وتنسيق الجهود للحد من معاناة الشعب السوداني الشقيق، ومد يد العون للنازحين، ودعم المحتاجين في شتى أنحاء العالم.

وتواصل دولة الإمارات التزامها الراسخ بتقديم المساعدات لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق، وقدمت مؤخراً نحو 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات إلى 600.4 مليون دولار، منذ اندلاع الصراع. كما بلغ إجمالي قيمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات للشعب السوداني على مدار العقد الماضي، نحو 3.5 مليارات دولار.

لقد حظي المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتقدير دولي، نظير جهوده الإنسانية الخيرة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، تكريماً لدوره في تعزيز قيم السلام والتعايش، وتأكيد أهمية الحوار وسيلة لتجنب الصراعات، وإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية.

حيث نال الوثيقة الذهبية من جنيف عام 1985، واختير رجل العام في باريس 1988، كما منحته جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية عام 1993، الوسام الذهبي للتاريخ العربي 1995، من قِبل جمعية المؤرخين المغاربة.

لقد كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مدرسة في العطاء والإنسانية، أرست قيم الخير، وجعلت الإمارات نموذجاً عالمياً للعمل الإنساني. لقد عرف عن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أن نشأته الاجتماعية كان لها التأثير الأقوى والأهم في تكوين شخصيته القيادية الفذة..

إذ إنه لم يلتحق بالمدارس النظامية أو مؤسسات تعليمية أخرى..! ولكنه كان يستمد قيم الرجولة من مجلس والده ومعلمه، منذ الرابعة من عمره، ما جعله يكتسب فطنة وذكاء حاداً، يستمع وينصت للحوار، ويرد بصراحة وعفوية..

ولم يسبق أن رد محتاجاً. وكان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حافظاً للقرآن الكريم، وعندما تولى والده الشيخ سلطان بن زايد زمام الأمور، تميز بالشجاعة والجرأة وسرعة التصرف والحكمة.

ارتحل زايد الخير والعطاء عن عالمنا.. في وقت كانت الأمة العربية بأسرها في أمسّ الحاجة إلى سياسته الحكيمة، وفكره الناصح المشبع بقيم العدالة والعطاء والتسامح وحب الخير، مضى الرجل القامة، وبقيت ذكراه العطرة راسخة في أذهاننا، كالبصمة الخالدة إلى أبد الآبدين!



شريط الأخبار