الإكزيما خارجية المنشأ: الأعراض والعلاج

الامارات 7 - الإكزيما خارجية المنشأ: الأعراض والعلاج

تعدّ الإكزيما خارجية المنشأ من الأنواع التي تتطور كرد فعل من جهاز المناعة عندما يتعرض الجلد لبعض المواد المهيّجة. هذه المواد قد تتراوح بين مواد كيميائية في مستحضرات التجميل أو المنظفات، أو حتى المواد الطبيعية مثل بعض أنواع الأطعمة أو النباتات. يمكن أن تصيب هذه الإكزيما أي شخص، ويظهر تأثيرها بشكل مختلف من شخص لآخر بناءً على حساسية الجلد والمناعة الخاصة بالفرد. وتتفرع الإكزيما خارجية المنشأ إلى نوعين رئيسيين: التحسس التلامسي التحسسي والتحسس التلامسي التسممي.

التحسس التلامسي التحسسي

يحدث هذا النوع من الإكزيما عندما يتلامس الجلد مع مادة مهيّجة لفترة طويلة أو بشكل متكرر. هذه المواد قد تكون مواد كيميائية موجودة في مستحضرات العناية بالبشرة، الصابون، أو العطور، ويمكن أن تشمل أيضًا المواد الموجودة في الأقمشة أو المنتجات الصناعية. رد الفعل التحسسي يحدث نتيجة تحفيز جهاز المناعة، حيث يتم تحديد هذه المواد باعتبارها مسببة للمشاكل، مما يسبب التهيج والاحمرار في الجلد.

الأعراض الرئيسية لهذا النوع من الإكزيما تشمل:

الاحمرار والتورم: يبدأ الجلد في الاحمرار تدريجيًا ويظهر عليه تورم خفيف.

الحكة الشديدة: الحكة هي السمة الأكثر وضوحًا لهذا النوع من الإكزيما، حيث يحاول الجلد مقاومة تأثير المهيّج عن طريق التفاعل مع جهاز المناعة.

البثور الصغيرة: قد تظهر بثور صغيرة مليئة بالسوائل نتيجة الالتهاب، وقد تتسبب في تقرحات في الجلد إذا تم خدشها.

التقشر والجفاف: بعد التورم، قد يتعرض الجلد للجفاف والتقشر، مما يسبب الشعور بعدم الراحة.

التحسس التلامسي التسممي

يعد هذا النوع من التحسس أكثر شدة، ويظهر أعراضه بسرعة أكبر بعد ملامسة المادة المهيّجة. يكون رد الفعل في هذه الحالة سريعًا، وعادة ما يحدث فورًا أو في غضون ساعات قليلة بعد الاتصال المباشر مع المادة المحفزة. يسبب التحسس التلامسي التسممي تفاعلًا قويًا بين الجهاز المناعي والمادة المهيّجة، مما يؤدي إلى التهاب حاد في الجلد.

الأعراض التي قد تظهر نتيجة التحسس التلامسي التسممي تشمل:

طفح جلدي شديد: يظهر الطفح الجلدي على شكل بقع حمراء أو حبوب مؤلمة.

الحكة الشديدة والألم: يمكن أن تكون الحكة شديدة للغاية لدرجة أنها تتسبب في إزعاج يومي، كما قد يشعر الشخص بألم أو حرق في الجلد.

تورم شديد: قد يتورم الجلد في المنطقة المصابة بشكل ملحوظ، ويزداد التأثير مع مرور الوقت.

تفشي التقرحات: في بعض الحالات، يمكن أن يتطور التحسس التلامسي التسممي إلى تقرحات قد تؤدي إلى نزيف أو تسرب صديد إذا تعرضت للتهيج الشديد أو الخدش المستمر.

الأسباب المحتملة للإكزيما خارجية المنشأ

تتنوع العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالإكزيما خارجية المنشأ، ومن أبرز هذه الأسباب:

المواد الكيميائية: تعتبر المواد الكيميائية مثل المنظفات المنزلية، العطور، وبعض المستحضرات التجميلية من أبرز العوامل المهيّجة.

مستحضرات العناية بالبشرة: قد تحتوي بعض مستحضرات التجميل أو منتجات العناية بالبشرة على مواد مهيّجة تؤدي إلى تحفيز رد فعل تحسسي من جهاز المناعة.

الأطعمة أو النباتات: قد تتسبب بعض الأطعمة أو النباتات مثل التوابل أو بعض أنواع الفاكهة في تفاعل تحسسي عند ملامستها للجلد.

المواد الصناعية: تشمل بعض الأقمشة أو الملابس التي تحتوي على ألوان أو مواد صناعية قد تساهم في تهيج الجلد.

الحساسية الموسمية: قد تزيد الفصول أو التقلبات الجوية من تأثير بعض المواد المهيّجة مثل حبوب اللقاح أو الأتربة، مما يسبب التهابًا جلديًا.

تشخيص الإكزيما خارجية المنشأ

يعتمد تشخيص الإكزيما خارجية المنشأ بشكل رئيسي على الفحص السريري من قبل الطبيب، الذي يقوم بمراجعة التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك العوامل التي قد تكون أثرت على الجلد. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار حساسية الجلد (اختبار اللصقة) الذي يتم من خلاله تحديد المسبب المحدد للإصابة، وهو اختبار يساعد في تحديد المواد الكيميائية أو المنتجات التي تثير رد الفعل التحسسي.

طرق العلاج والتعامل مع الإكزيما خارجية المنشأ

إدارة الإكزيما خارجية المنشأ تتطلب تحديد المسبب الرئيس للعلاج، والتقليل من التعرض له قدر الإمكان. يمكن أن تشمل طرق العلاج ما يلي:

العلاج بالكورتيكوستيرويدات الموضعية: يستخدم الأطباء الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب والتهيج، وتساعد هذه الأدوية في تخفيف الأعراض بشكل سريع.

مضادات الهيستامين: تعمل مضادات الهيستامين على تقليل الحكة والتهيج الناجم عن التحسس، وقد تكون مفيدة في الحالات التي يصاحبها رد فعل شديد.

المستحضرات المرطبة: تساعد الكريمات والمرطبات في إعادة ترطيب الجلد المتضرر من الإكزيما، مما يقلل من الجفاف ويعزز الشفاء.

الابتعاد عن المواد المهيّجة: من أهم خطوات العلاج هي تحديد المسببات التي تؤدي إلى التحسس، مثل المواد الكيميائية أو المنتجات التي تحتوي على مواد عطرية أو مهيّجة، ومن ثم تجنبها تمامًا.

العلاج الضوئي: في الحالات المستعصية، قد يقترح الطبيب العلاج باستخدام الأشعة فوق البنفسجية لتقليل الالتهابات.

نصائح للتعامل مع الإكزيما خارجية المنشأ

تجنب المهيّجات: من الضروري تجنب المواد التي قد تسبب التحسس. التأكد من مكونات المنتجات التي يتم استخدامها على الجلد أمر أساسي.

الترطيب المستمر: الحفاظ على ترطيب الجلد يمكن أن يحسن من وظيفة حاجز الجلد ويقلل من حدوث التهيج.

الاستحمام بماء فاتر: يجب تجنب الماء الساخن الذي قد يؤدي إلى تفاقم الجفاف، واختيار الماء الفاتر والمواد الخفيفة.

ارتداء ملابس قطنية: الملابس القطنية تسمح للجلد بالتنفس وتقلل من التهيج الناجم عن الاحتكاك.

الخاتمة

الإكزيما خارجية المنشأ هي حالة تتطلب اهتمامًا وعناية خاصة لتحديد المسبب والعلاج بشكل مناسب. مع العلاج الصحيح وتجنب المواد المهيّجة، يمكن تخفيف الأعراض والسيطرة على الحالة بشكل فعال.



شريط الأخبار