الامارات 7 - تعرض منجم سان خوسيه في تشيلي لانهيار مفاجئ، أدى إلى احتجاز 33 عاملاً في حفرة سحيقة، عمقها 700 متر.. حيث مكثوا فيها لنحو ثلاثة أشهر! تحمّل رئيس العمال المسؤولية، وعكف مع فريقه على «خطة إنقاذ» لحياتهم، كُتِب لها النجاح. في الأزمات، هناك من يبحث عن كبش فداء، لكن القيادي الشجاع من يحتمل المسؤولية ثم يحاسب. الانهيار الذي وقع عام 2010، أدى إلى دوي هائل، أغلق ممرات الهروب، وترك العمال قابعين في باطن الأرض.. وتجمهر آلاف الصحافيين لنقل يوميات خطة الإنقاذ التي تابعها أهالي العمال في معسكر أقيم بجانب المنجم، وهم يرون مراحل إنقاذ الناس على ثلاث دفعات: الأقوياء بدنياً وصحياً، والضعفاء، والمرضى، فبدأوا برفعهم تباعاً، بحسب الحالة الصحية، عن طريق كبسولة معدنية متصلة برافعة.
المفارقة أن منجم سان خوسيه، مثل كثير من البلدان والمؤسسات، كان القائمون عليه يتجاهلون مؤشرات الخطر، حيث شهد حوادث وفاة سابقة، وسجلت بحقه 42 غرامة، لخرقه قواعد السلامة في السنوات الثماني التي سبقت الانهيار الكبير، وقد أغلق عام 2007، بسبب دعوى قضائية لوفاة أحد العمال، لكن وسائل إعلامية قالت إن الشركة تجاهلت كل تلك التحذيرات، مستغلة العمال البسطاء الباحثين عن لقمة العيش والهروب من شبح البطالة.
وهذا ما حدث في بلدان عديدة، تجاهلت مؤشرات الخطر، مثل إسبانيا، عندما عانت مصارفها من أزمة حادة في شح السيولة والركود الاقتصادي وتخلف السداد، لينقذها الاتحاد الأوروبي بحزمة اقتصادية بلغت 41 مليار يورو عام 2008، ثم تعافت بعد ستة أعوام، رغم الاحتجاجات على السياسات التقشفية. كانت اليونان كذلك على شفير الإفلاس، بعد بلوغ العجز نحو 13 % من الناتج المحلي، وهو أربعة أضعاف المسموح به في منطقة اليورو (3 %)! فهرعت لترتدي قناع الأكسجين الاقتصادي نفسه، حيث ضخ الأوروبيون في أوصال اقتصادها نحو 240 مليار يورو.
في عام 1997، كادت شركة أبل أن تفلس، لولا تدخل مستثمرين، وإعادة ستيف جوبز إلى دفة القيادة، والتركيز على الابتكار، الذي غيّر وجه الهواتف في التاريخ على نحو غير مسبوق.. صارت لاحقاً صاحبة أكبر قيمة سوقية في العالم، تجاوزت 3 تريليونات دولار.
خطة الإنقاذ دليل على وقوع أزمة كبرى، لم يستعد لها بشكل جيد.. ولذلك، درسنا في علم الاقتصاد مؤشرات عديدة تنذر بقدوم الخطر، وكذلك الحال في البورصات، وفي سلوكيات الناس المالية، وفي أداء الشركات والمنظمات.
وإذا وقع الفأس بالرأس، حانت ساعة «خطة الإنقاذ»، التي تتكون من تحليل للوضع الراهن (حجم المشكلة وأبعادها، وأسبابها، وتحليل الموارد المتاحة)، بعدها توضع الأهداف والخطط بدقة، ثم ندخل مرحلة التنفيذ. وما أكثر من حاولوا حل مشكلة، لكنهم خلقوا مشكلة أعظم من سابقتها، لأنهم لم يتأنوا في تحليل الوضع، واستيعاب تداعيات القرارات المتسرعة، والأهداف الهلامية.
المفارقة أن منجم سان خوسيه، مثل كثير من البلدان والمؤسسات، كان القائمون عليه يتجاهلون مؤشرات الخطر، حيث شهد حوادث وفاة سابقة، وسجلت بحقه 42 غرامة، لخرقه قواعد السلامة في السنوات الثماني التي سبقت الانهيار الكبير، وقد أغلق عام 2007، بسبب دعوى قضائية لوفاة أحد العمال، لكن وسائل إعلامية قالت إن الشركة تجاهلت كل تلك التحذيرات، مستغلة العمال البسطاء الباحثين عن لقمة العيش والهروب من شبح البطالة.
وهذا ما حدث في بلدان عديدة، تجاهلت مؤشرات الخطر، مثل إسبانيا، عندما عانت مصارفها من أزمة حادة في شح السيولة والركود الاقتصادي وتخلف السداد، لينقذها الاتحاد الأوروبي بحزمة اقتصادية بلغت 41 مليار يورو عام 2008، ثم تعافت بعد ستة أعوام، رغم الاحتجاجات على السياسات التقشفية. كانت اليونان كذلك على شفير الإفلاس، بعد بلوغ العجز نحو 13 % من الناتج المحلي، وهو أربعة أضعاف المسموح به في منطقة اليورو (3 %)! فهرعت لترتدي قناع الأكسجين الاقتصادي نفسه، حيث ضخ الأوروبيون في أوصال اقتصادها نحو 240 مليار يورو.
في عام 1997، كادت شركة أبل أن تفلس، لولا تدخل مستثمرين، وإعادة ستيف جوبز إلى دفة القيادة، والتركيز على الابتكار، الذي غيّر وجه الهواتف في التاريخ على نحو غير مسبوق.. صارت لاحقاً صاحبة أكبر قيمة سوقية في العالم، تجاوزت 3 تريليونات دولار.
خطة الإنقاذ دليل على وقوع أزمة كبرى، لم يستعد لها بشكل جيد.. ولذلك، درسنا في علم الاقتصاد مؤشرات عديدة تنذر بقدوم الخطر، وكذلك الحال في البورصات، وفي سلوكيات الناس المالية، وفي أداء الشركات والمنظمات.
وإذا وقع الفأس بالرأس، حانت ساعة «خطة الإنقاذ»، التي تتكون من تحليل للوضع الراهن (حجم المشكلة وأبعادها، وأسبابها، وتحليل الموارد المتاحة)، بعدها توضع الأهداف والخطط بدقة، ثم ندخل مرحلة التنفيذ. وما أكثر من حاولوا حل مشكلة، لكنهم خلقوا مشكلة أعظم من سابقتها، لأنهم لم يتأنوا في تحليل الوضع، واستيعاب تداعيات القرارات المتسرعة، والأهداف الهلامية.