عالية الكعبي .. أول إماراتية تعمل «وكيل نيابة»

الامارات 7 - -زاولت عالية الكعبي مهنة وكيلة نيابة لتصبح لاحقاً أول إماراتية تمتهن هذه المهنة وتمثل نموذجاً لتمكين المرأة في السلطة النيابية. درست في جامعة الإمارات تخصص الشريعة والقانون وتعمل حالياً مديرةً لنيابة الأسرة في أبوظبي.

هناء الحمادي (أبوظبي)

نجاح وتميز عالية الكعبي، لم يكن وليد الصدفة، فقد كان وراءهما الكثير من الداعمين لنجاحها، كما أن البيئة المحفزة التي عاشتها كان لها دور كبير في ذلك، فوالدها آمن بضرورة تعليم الفتاة لتصل إلى أعلى الدرجات العلمية، واستطاعت من خلال إرشاداته ونصائحه السير على طريق التميز وتحقيق طموحها، ليستمر هذا التحفيز والدعم بعد زواجها وتستكمل المسيرة، فزوجها كان له الفضل الكبير والأول في توجهها للعمل في النيابة، بل هو من استخرج أوراق التعيين لالتحاقها بالسلطة النيابية، وكل ذلك كان في بلد يؤمن بدور المرأة باعتبارها نصف المجتمع، وبالطبع لم يكن من الممكن العمل في السلطة القضائية لولا الإرادة السياسية لقيادة الوطن في تمكين المرأة للعمل في هذا المجال، كل تلك العوامل اجتمعت لتفتح أمام الكعبي الفرصة لدخول السلك القضائي كأول سيدة تعمل وكيل نيابة.


تحديات
الدخول في مجال السلطة القضائية بالنسبة للكعبي، لم يكن مفروشاً بالورود، فالجميع يرى أنها مهنة ذكورية وتحتاج إلى الصرامة والحزم والشدة، والمرأة بطبيعتها الأنثوية لا يمكن أن تعمل بها، ولذلك كان هناك رفض كبير ممن تقابلهم، فقدرة وكيل النيابة وأداؤه أمر يتوقف عليه مصير ومستقبل أشخاص وعائلات، والغالبية من المتعاملين كانوا متشككين في قدرتها على الأداء الصحيح للعمل، عن ذلك تقول «كنت أقرأ هذا التردد بعيون من يتعاملون معي حتى من لا يعبر صراحة عن ذلك، لقد كان كل يوم جديد وكل مهمة لي هي تحد وإرادة، أو كما يقولون «حياة أو موت»، بمعنى أني كنت مقتنعة بالتغلب على الأمر، فالفشل غير مسموح، كنت أدرك أن أي ثغرة في أدائي سوف يتم تضخيمها لتكون دليلاً على عدم صلاحية المرأة للعمل بالسلطة القضائية، لكن بعد أن أثبت قدراتي ونجاحي في العمل تغير الوضع تماماً، وقد اعتاد الجمهور على التعامل مع المرأة في السلطة القضائية سواء كوكيل نيابة أو قاضي، بل وأصبحت محل ثقة.

أوائل الإمارات

هذا التميز هيأ لوكيل النيابة الكعبي أن تحصل على تكريم في مبادرة «أوائل الإمارات» ضمن 44 شخصية وطنية أسهمت وتميزت في مجالات عديدة، وعن ذلك تقول «تلقيت خبر ترشيحي في المبادرة باتصال من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، في أوائل الإمارات فئة «أول امرأة تعمل كوكيل نيابة في الإمارات»، وقد صمتت لبرهة لتسترجع تلك اللحظات السعيدة، وتصف فرحتها، وتقول «لا أدعي أنها كانت مفاجأة، فقد اعتدنا من قيادتنا على الدعم والمؤازرة لكل شخص يعمل بإخلاص، ولكن رغم أنني لم أفاجأ إلا أنني شعرت وكأنني ألامس الشمس فخراً وعزاً بأنني ابنة هذه القيادة التي تكاد تعرف كل فرد من شعبها وأداءه وما يقوم به، وكنت فخورة لأنني استطعت أن أكون عند حسن ظن قيادتي ومجتمعي بي.

مسؤولية عظيمة


وأضافت « كوني أول إماراتية أعمل وكيل نيابة، لاشك أنها مسؤولية قبل كل شيء، بل مسؤولية عظيمة، فعندما تكون الأول، فإن نجاحك سيكون شمعة تضيء لكل من هم خلفك ويفتح لهم الأبواب تباعاً، في حين أن الفشل سيؤدي إلى تراجع الجميع خطوات إلى الخلف، ولهذا فإن الريادة مع كل ما تحمله من مجد شخصي، إلا أنها تتطلب تحمل مشاق ومسؤوليات لا تحصى. موضحة «أشعر بالتقدير نحو دولتي ليس فقط لأنها كرمتني، ولكن لأنها وفرت لي سبل النجاح وذللت لي كافة الصعوبات، وزودتني بأدوات النجاح حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن».
تحقيق الحلم

وتتمنى الكعبي من جيل اليوم أن يحلم ويؤمن بقدراته ويسعى لتحقيق أهدافه، فأروع الإنجازات تكون على بعد خطوات من كل منّا، لذلك البداية يجب أن تكون بالطموح والثقة بالنفس، مع الأخذ بالأسباب من علم وجهد مخلص، وبعد ذلك سيرون كيف ستأتي النجاحات تباعاً، وكيف سيأخذهم الوصول إلى القمة نحو طموح وقمة أعلى. متفائلة بأن يكون أبناؤها من المتميزين في المجالات التي يجدون أنفسهم مبدعين بها، وتقول «لا أفرض على أبنائي أي توجه، وأؤمن بأن شغف المرء بما يقوم به هو العامل الأول لنجاحه وتميزه فيه».

تكريم جديد

تقول عالية الكعبي «في لحظة تكريمي قفز بداخلي سؤال حول التكريم القادم وموضوعه، كنت أفكر ماهو السبيل الذي علي أن أسلكه اعتباراً من الآن لكي أقف ثانية على هذا المسرح، فلحظة النجاح والتميز لها مذاق خاص يصعب على من عاشها أن يكتفي بها.

طموحات المستقبل

تعترف الكعبي بأن طموحاتها لا حدود لها، فأبناء الإمارات تعلموا من القيادة الطموح والتميز، بحيث لا يتوقف طموحها عند مرحلة أو نقطة ما، بل هو أسلوب حياة وممارسة يومية نعيشها في كل لحظة مجددين طموحنا نحو قمم جديدة مع كل شروق شمس يوم جديد.

بين العمل والأسرة

برغم مسؤولية الكعبي نحو عملها كوكيل نيابة، إلا أنها استطاعت أن توائم بين الوظيفة والمسؤولية الأسرية، مبينة أن المرأة التي تحب عملها نجدها متميزة في الجانب الأسري، وهناك عامل أساسي في قدرة المرأة على النجاح في هذه المواءمة وهو تفهم الأسرة والزوج بشكل خاص لطبيعة عمل زوجته، وتوضح أنه لا يمكن للمرأة أن تنجح وتتميز دون وجود رجل متفهم وداعم لها، ومؤمن بقدراتها ونجاحها.