تأثير مرض الصدفية على الحياة الزوجية: عوامل وأسباب تتداخل بين الجسد والنفس

الامارات 7 - تعد الصدفية مرضًا مزمنًا يصيب الجلد والجهاز المناعي، وتظهر عادةً على شكل بقع حمراء مغطاة بقشور فضية. ورغم أن الصدفية غالبًا ما تكون غير معدية، فإن تأثيراتها النفسية والجسدية قد تكون عميقة. العلاقة بين مرض الصدفية والزواج تتأثر بعدة عوامل، بعضها يتعلق بالمرض نفسه والبعض الآخر يتعلق بالظروف الخارجية التي يعيش فيها المريض. من المهم فهم هذه العوامل حتى يمكن للزوجين التكيف والتعامل مع تحديات الحياة الزوجية التي قد تنشأ نتيجة لهذا المرض.

تضرر مظهر الجلد عند المريض
من أبرز العوامل التي تؤثر في الحياة الزوجية هو مظهر الجلد المتضرر. يظهر مرض الصدفية في أماكن قد تكون مرئية، مثل الوجه، اليدين، أو مناطق حساسة مثل الأعضاء التناسلية. وهذا قد يؤدي إلى شعور المريض بالإحراج والقلق بشأن مظهره أمام شريكه. عندما يكون الجلد مصابًا بتقشير أو التهابات مرئية، قد يشعر المريض بعدم الراحة من الظهور بهذا الشكل أمام الشريك، مما يؤدي إلى تجنب الجماع أو التواصل الجسدي. هذا التأثير النفسي الناتج عن مظهر الجلد المصاب يمكن أن يؤدي إلى عزلة عاطفية، وبالتالي تأثر العلاقة الزوجية.

انخفاض الدافع الجنسي لدى المريض
الصدفية لا تقتصر فقط على تأثيرها الجسدي بل تمتد إلى الجانب النفسي أيضًا. يعاني العديد من مرضى الصدفية من انخفاض في الرغبة الجنسية بسبب التوتر النفسي أو القلق المرتبط بمظهر الجسد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الألم أو الحكة التي ترافق الأعراض قد تجعل المريض يتجنب النشاط الجنسي، مما يؤثر في العلاقة الحميمة مع الزوج. علاوة على ذلك، قد يشعر بعض المرضى بالقلق بشأن قدرة شريكهم على تقبل حالتهم الصحية، وهو ما يزيد من انعدام الرغبة في ممارسة الجماع.

الانزعاج من تقشير الجلد أو العلاج الموضعي
في حالات معينة من الصدفية، يتعرض الجلد لحكة شديدة أو تقشير يؤدي إلى شعور بعدم الراحة المستمر. هذا الأمر يمكن أن يجعل المرضى يتجنبون الاحتكاك الجسدي، خاصة خلال الجماع. العلاج الموضعي الذي يُستخدم للحد من الأعراض قد يسبب أيضًا إزعاجًا، حيث تكون بعض الأدوية ذات قوام دهني أو قد تتسبب في جفاف البشرة. كما أن تأثيرات الأدوية قد تشمل تهيج الجلد أو ظهور بقع ملونة على سطح الجلد، ما يزيد من قلق المرضى بشأن شكلهم الجسدي في أثناء الجماع.

أسلوب الحياة غير الصحي
إلى جانب الأعراض الجسدية والنفسية التي يسببها مرض الصدفية، قد يتأثر أسلوب حياة المريض بشكل عام، مما ينعكس على حالته الصحية النفسية والجسدية. على سبيل المثال، الخمول والكسل قد يكونان نتيجة مباشرة للصدفية عندما يشعر المريض بالإرهاق بسبب الأعراض المستمرة. كما أن تجاهل النشاط البدني يمكن أن يزيد من احتمالية تفشي الأعراض ويؤثر في صحة القلب والأوعية الدموية، ما يؤدي إلى تأثيرات غير مباشرة على الحياة الجنسية. التغذية السيئة والتوتر النفسي المستمر قد يسهمان أيضًا في تفاقم الحالة، مما يزيد من شعور المريض بالإحباط ويؤثر في العلاقة الزوجية بشكل سلبي.

الإصابة ببعض الأمراض المزمنة
من المعروف أن مرض الصدفية مرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم. هذه الأمراض المزمنة قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض الجسدية للصدفية، مما يزيد من التأثير السلبي على الحياة الزوجية. على سبيل المثال، مرض السكري قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب لدى الرجال، في حين أن ارتفاع ضغط الدم قد يسبب انخفاضًا في الدورة الدموية في الأعضاء التناسلية، مما يؤثر في القدرة الجنسية. الإصابة بأمراض مزمنة تجعل من الصعب التعامل مع التأثيرات الجسدية والنفسية للصدفية، مما يزيد من التحديات في العلاقة الزوجية.

التأثير العاطفي على العلاقة الزوجية
بالإضافة إلى التأثير الجسدي، فإن الأمراض المزمنة الناتجة عن الصدفية أو المعقدة معها قد تؤدي إلى مشاعر القلق والاكتئاب لدى المريض. الشعور بالعجز عن التعامل مع المرض يمكن أن يساهم في فقدان الثقة بالنفس، ما يؤثر في العلاقة مع الشريك. في بعض الحالات، قد يشعر المريض بالابتعاد عن شريكه، سواء كان ذلك بسبب انعدام الرغبة الجنسية أو بسبب مشاعر الخجل أو القلق حول تأثير المرض على العلاقة.

التواصل بين الزوجين كعامل مساعد
من الأمور المهمة التي يمكن أن تساعد الزوجين في التغلب على التأثيرات السلبية للصدفية على حياتهم الجنسية هي التواصل المفتوح والصريح. من الضروري أن يعبر كل طرف عن مشاعره واحتياجاته الصحية والجنسية بشكل صريح. بهذه الطريقة، يمكن للزوجين العمل معًا على إيجاد حلول عملية للتعامل مع التحديات التي يسببها المرض. يمكن أن يكون الدعم العاطفي والتفهم بين الزوجين أساسيين في تخفيف تأثيرات الصدفية على العلاقة الزوجية.

التدخلات العلاجية والوقائية
من المهم أن يحصل مرضى الصدفية على العناية الطبية اللازمة لإدارة حالتهم، حيث أن العلاج المنتظم يمكن أن يساعد في تقليل شدة الأعراض وتحسين نوعية الحياة بشكل عام. هناك العديد من العلاجات المتاحة التي قد تشمل الأدوية الموضعية، العلاجات البيولوجية أو العلاج بالضوء، التي يمكن أن تقلل من انتشار الأعراض وتحسن مظهر الجلد بشكل تدريجي. في حالات خاصة، قد يساعد العلاج النفسي أو الاستشارات الزوجية في معالجة الآثار النفسية التي يعاني منها المريض.

مرض الصدفية لا يؤثر فقط على الجلد، بل يمتد تأثيره إلى الحياة الزوجية والنشاط الجنسي. تتداخل العوامل الجسدية والنفسية لتشكل تحديات معقدة للمريض وزوجه، ولكن من خلال العلاج المناسب والتواصل المفتوح، يمكن التغلب على العديد من هذه التحديات. من المهم أن يدرك الزوجان أن الصدفية لا يجب أن تكون عقبة أمام حياة جنسية صحية وعلاقة زوجية سعيدة، بل يمكن التغلب عليها بالوعي المشترك والدعم المتبادل.



شريط الأخبار