تأثير الصدفية على الأوعية الدموية وصحة الأعضاء التناسلية

الامارات 7 - من أحد التأثيرات الجسدية المباشرة التي قد يسببها مرض الصدفية هي الإصابة بتصلب الشرايين، وهو ما قد يؤثر على الأوعية الدموية في الحوض. تلعب الأوعية الدموية دورًا أساسيًا في توفير تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وهو ما يعد أساسيًا لحدوث الانتصاب عند الرجل. مع تصلب الشرايين، يتعرض تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية للانخفاض، مما قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب أو صعوبة الحفاظ عليه. يعاني مرضى الصدفية من ضعف تدفق الدم إلى الأوعية الدموية بسبب الالتهابات المزمنة التي قد تؤدي إلى تصلب الأوعية وتضييقها. هذا الأمر يزيد من احتمالية تدهور الصحة الجنسية لدى المرضى بشكل عام.

الاختلالات الهرمونية نتيجة للصدفية
بالإضافة إلى التأثيرات الجسدية، يمكن أن تساهم الصدفية في تغييرات هرمونية تؤثر على الصحة الجنسية. يُعد التستوستيرون من الهرمونات الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على الرغبة الجنسية والأداء الجنسي عند الرجال. من المعروف أن مرضى الصدفية معرضون لانخفاض مستوى التستوستيرون، مما يؤدي إلى تراجع الرغبة الجنسية وضعف الأداء الجنسي. يتسبب انخفاض التستوستيرون في تراجع مستويات الطاقة والقدرة على الانتصاب، مما يعزز من المشكلات الجنسية مثل العجز الجنسي أو ضعف الانتصاب.

إلى جانب ذلك، فإن الصدفية قد تؤدي أيضًا إلى زيادة مستويات هرمون الإستراديول، وهو نوع من الإستروجين. قد يساهم ارتفاع مستوى الإستراديول في التقليل من مستوى التستوستيرون بشكل غير مباشر، مما يؤدي إلى اختلال توازن الهرمونات في الجسم. هذا التوازن الهرموني غير المستقر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جنسية أخرى، مثل انخفاض الدافع الجنسي وزيادة خطر الإصابة بمشاكل الانتصاب.

التأثيرات النفسية الناجمة عن الصدفية على الحياة الجنسية
لا تقتصر آثار الصدفية على الجوانب الجسدية فقط، بل تمتد أيضًا إلى الجوانب النفسية، التي تلعب دورًا أساسيًا في الصحة الجنسية. يشعر العديد من مرضى الصدفية بالخجل بسبب مظهر جلدهم، خصوصًا إذا كانت البقع الجلدية تظهر في مناطق حساسة. هذا الخجل يؤدي إلى تراجع الثقة بالنفس، مما قد يؤدي إلى تجنب الجماع أو القلق الدائم بشأن كيفية تأثير مرضهم على الشريك. من جهة أخرى، فإن هذا التوتر النفسي قد يزيد من المشاعر المرتبطة بالاكتئاب والقلق، وهو ما يسهم في تدهور الرغبة الجنسية.

الشعور بالرفض أو القلق من الانتقادات أو نظرات الشريك قد يزيد من حجم الضغط النفسي، وبالتالي يؤثر على الأداء الجنسي. عندما تتراكم هذه المشاعر السلبية، يمكن أن يدخل المريض في حلقة مفرغة من انخفاض الرغبة الجنسية، مما يزيد من تدهور العلاقة الزوجية.

العوامل المؤثرة الأخرى التي تساهم في تدهور الحياة الجنسية
تتعدد العوامل الأخرى التي تسهم في التأثيرات السلبية على الحياة الجنسية للأشخاص المصابين بالصدفية، حيث تشمل العوامل التالية:

الأدوية المستخدمة لعلاج الصدفية
قد تكون الأدوية التي يستخدمها مرضى الصدفية لعلاج أعراض المرض أحد الأسباب المؤدية إلى الضعف الجنسي. فبعض الأدوية، مثل الأدوية البيولوجية أو الستيرويدات القشرية، قد تؤثر على مستويات الهرمونات وتسبب آثارًا جانبية تؤثر على الرغبة الجنسية. قد تكون الأدوية المستخدمة في العلاج مسؤولًا عن تقليل مستوى الطاقة أو زيادة التوتر، مما يؤدي إلى تدهور الصحة الجنسية.

الألم المزمن وعدم الراحة
الصدفية تسبب ألمًا مزمنًا، خاصة في المناطق المصابة مثل الأعضاء التناسلية. هذا الألم قد يتسبب في تراجع الدافع الجنسي، حيث يعاني المصاب من صعوبة في ممارسة النشاط الجنسي بسبب الألم أو التهيج الناتج عن الاتصال الجنسي. الألم المستمر قد يؤدي أيضًا إلى تجنب العلاقة الحميمة بشكل كامل، مما يؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية.

الدور الأساسي للتدخل الطبي والدعم النفسي
من المهم أن يسعى مرضى الصدفية إلى العلاج الطبي والنفسي في نفس الوقت لتحسين الصحة الجنسية. يساعد العلاج الطبي في السيطرة على الأعراض الجسدية للمرض، مثل التهابات الجلد وتهيج الأعضاء التناسلية، مما يسهم في تقليل الألم والراحة خلال الجماع. علاوة على ذلك، يجب على المرضى التحدث مع أطبائهم حول الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولونها، خاصة إذا كانت تؤثر على الرغبة الجنسية أو القدرة الجنسية.

من الناحية النفسية، يعد الدعم العاطفي من الشريك عنصرًا رئيسيًا في التخفيف من آثار الصدفية على الحياة الجنسية. التفاهم والحديث المفتوح بين الزوجين حول التحديات الجنسية قد يعزز الثقة ويقلل من مشاعر الخجل. العلاج النفسي أو الاستشارات الزوجية يمكن أن تساعد أيضًا في التغلب على الضغوط النفسية المرتبطة بالمرض.

الاستراتيجيات الوقائية والتغييرات في نمط الحياة
من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، يمكن لمرضى الصدفية تحسين صحتهم العامة والجنسية. الحفاظ على نظام غذائي متوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل مستويات التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل يمكن أن يحسن الحالة الجسدية والنفسية بشكل عام. قد تساعد هذه التغييرات في دعم صحة الأوعية الدموية وتحسين مستويات الطاقة، مما يعزز القدرة الجنسية.

التعاون مع المتخصصين في الرعاية الصحية
من المهم أن يتم التعاون مع الفريق الطبي المتخصص لمعالجة تأثيرات الصدفية على الصحة الجنسية. ينبغي أن يتلقى المرضى الدعم الطبي المناسب للتعامل مع جميع جوانب المرض، بما في ذلك إدارة الأعراض الجسدية وتوفير استراتيجيات لتحسين الأداء الجنسي.



شريط الأخبار