نقص فيتامين د وتأثيره على المزاج

الامارات 7 - نقص فيتامين د وتأثيره على المزاج

عند نقص فيتامين "د" في الجسم، قد يواجه الشخص عدة مشاكل صحية ونفسية. أحد أبرز هذه التأثيرات هو تغيّر المزاج والشعور بالحزن المستمر أو الاكتئاب. في الواقع، أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة من فيتامين "د" هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بأولئك الذين لديهم مستويات طبيعية من هذا الفيتامين.

تفسير ذلك يكمن في دور فيتامين "د" في تنظيم مستوى السيروتونين في الدماغ. السيروتونين هو أحد النواقل العصبية المرتبطة بتحسين المزاج والشعور بالراحة. عندما تكون مستويات فيتامين "د" منخفضة، قد ينخفض مستوى السيروتونين في الدماغ، مما يؤدي إلى تقلبات المزاج وزيادة احتمالية الشعور بالحزن والقلق.

أعراض نقص فيتامين د على الصحة النفسية

الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين "د" قد يظهر عليهم عدد من الأعراض النفسية والجسدية. على مستوى الحالة المزاجية، قد يشعر الشخص بالحزن المستمر أو يكون أكثر عرضة للاكتئاب. كما يمكن أن يعاني من القلق الدائم أو يتعامل مع ضغوط الحياة بشكل غير فعال. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأعراض الجسدية مثل التعب المستمر، وأوجاع الجسم، وصعوبة في التركيز.

قد تشمل الأعراض النفسية الأخرى التي قد تشير إلى نقص فيتامين "د":

الشعور بالاكتئاب أو فقدان الأمل
تقلبات مزاجية حادة
نقص الطاقة والرغبة في النشاط
صعوبة في التركيز أو التفكير بوضوح
الفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين د

بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة لنقص فيتامين "د" من غيرهم. الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تفتقر إلى ضوء الشمس المباشر لجزء كبير من العام، مثل المناطق الشمالية الباردة، هم أكثر عرضة لهذا النقص. كما أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة الذين لديهم مستويات أعلى من الميلانين في الجلد، والذي يقلل قدرة الجلد على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، هم أيضًا معرضون أكثر لنقص فيتامين "د". علاوة على ذلك، الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في الأماكن المغلقة أو الذين يتبعون نظامًا غذائيًا فقيرًا في الفيتامينات قد يكونون عرضة لهذا النقص.

كيفية الوقاية والعلاج

الوقاية من نقص فيتامين "د" سهلة نسبيًا ويمكن تحقيقها من خلال بعض التعديلات في نمط الحياة. أهم الطرق التي يمكن من خلالها زيادة مستويات فيتامين "د" تشمل:

التعرض لأشعة الشمس: إن التعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 10-30 دقيقة يوميًا كافٍ لتحفيز الجسم على إنتاج كميات كافية من فيتامين "د".
اتباع نظام غذائي غني بفيتامين "د": يمكن الحصول على فيتامين "د" من الأطعمة مثل الأسماك الدهنية، صفار البيض، والحليب المدعم.
مكملات فيتامين "د": في بعض الحالات، وخاصة إذا كان الشخص يعيش في مكان ذو ضوء شمسي محدود أو إذا كان يعاني من نقص شديد، قد يُوصى باستخدام مكملات فيتامين "د" بعد استشارة الطبيب.
تأثير نقص فيتامين د على الحياة اليومية

النقص المستمر لفيتامين "د" يمكن أن يؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية. ليس فقط من الناحية النفسية، بل من حيث القدرة على العمل، التركيز، وأداء الأنشطة اليومية. الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين "د" قد يشعرون بتعب مستمر، مما يؤثر سلبًا على إنتاجيتهم وحياتهم الاجتماعية. في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يؤدي النقص الحاد إلى مشاكل صحية أخرى مثل هشاشة العظام وضعف الجهاز المناعي.

إن نقص فيتامين "د" لا يؤثر فقط على العظام أو جهاز المناعة، بل يمتد تأثيره إلى الصحة النفسية. من خلال الاهتمام بمستويات هذا الفيتامين في الجسم، يمكن الوقاية من العديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والحزن المستمر. لذلك، من الضروري أن نكون على دراية بأعراض نقص فيتامين "د" وكيفية الوقاية منه، من خلال التغذية السليمة، التعرض لأشعة الشمس، أو استخدام المكملات الغذائية.



شريط الأخبار