الامارات 7 - في تقرير حديث نشره موقع انفو باي، الأرجنتيني، إن البريد الالكتروني لوزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، المثير للجدل بسبب الأزمة التي أثارها في الكونغرس الأمريكي، كشف تحذيرات من خطة لحزب الله منذ 2011، حول سعيه لإحداث قاعدة عمليات سرية، للتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية، في كامل القارة الأمريكية الجنوبية، انطلاقاً من كوبا.
وأكد الموقع أنه استقى معلوماته مباشرة من الصحافي سيدني بلومنتال، المقرب من المتسابقة للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، التي نقلت بدورها حسب الموقع الأرجنتيني خلاصة التحذيرات الأمنية إلى الأجهزة المتخصصة في الدول المعنية والتي بادرت إلى رفع درجة الاستنفار والاحتياطات الأمنية حول السفارات الغربية الكبرى، في عدة عواصم أمريكية لاتينية، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، والمصالح الإسرائيلية، إلى جانب بنوك وفضاءات تجارية وبعثات قنصلية مختلفة أخرى.
حرص مُزمن
ويكشف هذا التقرير الحرص المُزمن لحزب الله على التسلل والتغلغل في القارة الأمريكية الجنوبية، كما في محاولته الكوبية التي تزامنت مع تواصل التوتر الأمريكي الكوبي القديم، قبل التطبيع الذي عرفته العلاقات في الأسابيع القليلة الماضية.
وأكد انفو باي، أن المفاوضات بين الدوائر الكوبية وحزب الله جرت بإشراف زعيم الحزب حسن نصر الله شخصياً، الذي تعهد لمخاطبيه "بالتزام بعثة حزب الله الحذر التام، عبر تفادي إثارة الأنظار أو الاهتمام، وصولاً إلى إلغاء وإزالة أي شخص أو دليل يمكنه الربط بين حزب الله وكوبا، إذا حصلت تحقيقات أو مطاردات لعملاء الحزب من قبل القوى الغربية الكبرى، ضماناً لمصالح الجزيرة الشيوعية، بعد تنفيذ عمليات الحزب في أمريكا اللاتينية".
وأضاف الموقع أن "حزب الله في ذلك الوقت كان يسعى إلى تنفيذ عملية كبرى ضد المصالح الإسرائيلية، انتقاماً لتصفية القيادي في الحزب عماد مغنية في 2008، في عملية رمزية، ترمي إلى إحياء ذكرى الرجل الذي أشرف على تفجير المركز اليهودي والسفارة الإسرائيلية في بيونس ايرس الأرجنتينية في 1992".
ولتنفيذ هذا المشروع الذي لم تعرف تفاصيله أو مآله، قال الموقع إن الحزب كان ينوي الاستعانة بخلاياه الناشطة في البرازيل، وفي باراغواي وفنزويلا، لتنفيذ المخطط وافتتاح القاعدة السرية للحزب في كوبا.
ويكشف الفصل الكوبي الجديد، صفحة جديدة في كتاب حضور ونشاط الحزب في القارة الأمريكية الجنوبية، التي شكلت منذ البداية، أحد أبرز الدعائم التي قام عليها الحزب، في برامجه ومشاريعه، وإلى جانب الأرجنتين، أو شيلي، أو البرازيل، التي تعد من الوجهات التقليدية للهجرة اللبنانية منذ نهاية القرن التاسع عشر، شكلت فنزويلا، وبدرجة أقل كولومبيا، أبرز الدول التي احتضنت الحزب ودعمته وإن كان لأسباب مختلفة وأهداف متباينة.
حلف إيراني فنزويلي
وفي الواقع لم تعرف العلاقات بين الحزب، الذي اعتمد منذ البداية على استراتيجية توظيف اللبنانيين في المهجر واستغلال حضورهم القديم في عدد من الدول، للتغطية على أنشطته ومساعدته مادياً وبشرياً، وفنزويلا أي تطور يُذكر قبل سنوات قليلة مضت، وذلك بفضل التقارب المُثير بين النظام الشيوعي الثوري في كراكاس بقيادة هوغو شافيز، والنظام الثيوقراطي في طهران بقيادة ملالي إيران.
وشكلت زيارة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد في 2013، التي تزامنت مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن من جهة، وواشنطن مع كراكاس من جهة أخرى، فرصة لقيام حلف غريب بين العاصمتين، سمحت بمقتضاه فنزويلا، حسب انفو باي، لإيران بالتصرف بحرية في المجال الاستخباري والعمليات الخاصة والسوداء، ضد الولايات المتحدة انطلاقاً من أراضيها.
حزب الله في الكاراييبي
وتأكيداً للحلف غير المعلن بين البلدين، سمحت فنزويلا حسب تقارير استخباراتية وصحافية كثيرة أمريكية لاتينية، بتحويل جزيرة مارغاريتا، الأقحوانة، أو جوهرة الكاراييبي كما تعرف سابقاً، قاعدة عملية سرية لإيران، التي سارعت بالدفع بحزب الله، ذراعها العملياتي إلى المنطقة، بفضل علاقاته الواسعة في كامل أرجاء القارة.
وتتميز الجزيرة بموقعها الاستراتيجي في قلب الكاراييبي ما يجعلها على مقربة من سواحل عدة دول في المنطقة من كوباً إلى كولومبيا، ومن بنما إلى نيكارغوا، ومن جامايك وجزر الكاراييبي الشهيرة بتجارة التهريب وتبييض الأموال مثل سان خوان، أوباربادس وغرينادا وصولاً إلى شواطئ ميامي الأمريكية القريبة، ما يُعطي الجزيرة ميزة تفاضلية نادرة في يد الحزب ومن ورائه إيران.
ومن جهة أخرى تتمتع بمناخها الاستوائي الذي يجعلها غابة مثالية، أحراش وجبال مرتفعة يفصلها في الوسط تماماً لسان بحري عميق، يعزل نصف الجزيرة المفتوحة للسياحة والتجارة والتهريب بما أنها منطقة حرة، غير خاضعة للضرائب والرسوم، إلى نصفين، الأول منتجع سياحي، والثاني، غابة أمازونية كثيفة مناسبة للتدريب والمعسكرات بعيداً عن الرصد والاستطلاع، سواءً كان بحراً أو جواً أو حتى بالأقمار الصناعية.
وإلى جانب العلاقات السياسية والاجتماعية والمالية التي تُتيحها هذه الجزيرة، أكدت التقارير المختلفة الصادرة منذ 2014، أن المنطقة تحولت إلى ما يُشبه المنطقة الحرة الخاصة بحزب الله والمنتمين إليه، في مقابل منع الفنزويليين والسياح من التردد على قطاعات واسعة من الجزيرة، التي يبلغ عرضها 62 كيلومتراً، وطولها 32 كيلومتراً.
مخدرات كولومبية
ومن فنزويلا، التي نجح الحزب في اختراقها بشكل سريع ولافت امتد حضور ونشاط حزب الله إلى كولومبيا، المجاورة، والتي تجمعها بكراكاس علاقة عداء وتوتر قديمة، قدم التمرد العسكري للقوات الثورية المسلحة "فارك" منذ أكثر من نصف قرن، والتي تُعد أقدم حركة مسلحة ثورية في العالم اليوم، وتعتمد بشكل أساسي على تجارة وتهريب المخدرات.
وإذا كان موضوع كولومبيا يحتاج منفرداً إلى مساحات أكبر للتعرض إلى تفاصيله، إلا أن العودة إلى فنزويلا تكشف أهمية وتنامي نفوذ وحضور حزب الله المجهول في هذا البلد اللاتيني، الذي يُعاني مشاكل اجتماعية واقتصادية خانقة رغم أنه أحد أغنى دول العالم على مستوى الاحتياطي النفطي.
وفي هذا السياق وفي يناير(كانون الثاني) كشفت تقارير إعلامية أمريكية لاتينية، خاصة في الأرجنتين، فضيحة ما أسمته بالعلاقات المحرمة بين فنزويلا، وبعض الدول الأمريكية الجنوبية الأخرى وحزب الله، حسب تأكيد مديرة المركز الأمريكي للديموقراطية، راشيل ايهرنفيلد، التي اتهمت دولاً في القارة، بتسهيل"تحرك إيران وعملائها في المنطقة خاصةً خلايا حزب الله، بما يسمح لهم بنقل وتهريب المخدرات في كامل دول المنطقة".
وفي تقريرنشره في يناير(كانون الثاني) الماضي، قال موقع انفو باي الأرجنتيني، إن حزب الله نجح في تحقيق اختراقات كبرى في فنزويلا، بعد نجاحه في الدفع بعدد من الموالين له إلى مناصب سياسية عليا تسمح له بالتحرك الحر.
جوازات فنزويلية
ومن أبرز الوجوه في هذا المجال طارق العايصمي، حاكم مقاطعة أراغوا الفنزويلية، والمدير العام السابق منذ 2003 لأونيدكس، إدارة الهوية والجوازات، المنصب الذي شغله عدة سنوات وأثار زوبعة كبرى في البلاد عند إعلانه، في ظل الاتهامات التي توجهت له بالارتباط الوثيق بأوساط متطرفة يسارية، ومسلحة في دول أمريكية لاتينية كثيرة.
وأثناء إشرافه على هذا الجهاز الخطير، منح الحاكم الحالي لأراغوا، وكذلك خلفه في الجهاز هوغو كابيزاس، الحاكم الحالي لمقاطعة تروخيلو، عشرات الجوازات ووثائق الهوية الرسمية الفنزويلية للبنانيين مرتبطبين بحزب الله مباشرة.
وفي السياق نفسه، وفي إطار الاختراقات الكبرى التي نجح الحزب في تحقيقها في القارة الأمريكية، بفضل شبكاته الفنزويلية، يأتي غازي نصرالدين، المطلوب لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي منذ 2015، بسبب دوره في تمويل حزب الله، بإدراته مركزاً ثقافياً ودينياً لبنانياً في كراكاس.
مراكز ثقافية ودينية
وفي الواقع يُشرف نصرالدين، وشقيقه غسان نصرالدين على أحد أنشط الشرايين المالية للحزب في كامل أمريكا الجنوبية، ويسهر نصرالدين على تجميع التبرعات والهبات المالية الضخمة التي تصله من لبنانيين ومن فنزويليين وعرب آخرين من أصول لبنانية أو شرق أوسطية أخرى يقيمون في دول المنطقة، ويتولى نصرالدين تأمين وصول هذه التمويلات إلى بيروت، لدعم أنشطة الحزب، وخاصة الإنفاق على مقاتليه في سوريا المشاركين في الحرب الدائرة هناك.
ومن أبزر الرؤوس المشرفة على نشاط حزب الله في البلاد، حسب تقرير آخر لموقع انفو ابي الأرجنتيني، فوزي قنان، أحد أشهر الوجوه في الجالية اللبنانية والعربية في فنزويلا، الذي يُعتبر همزة الوصل السياسية والعملياتية بين قواعد الحزب في فنزويلا، وقياداته في بيروت.
وفي تقرير نشره الموقع الأرجنتيني، في أواخر 2014، اتهم انفو باي، شركة النفط الحكومية الفنزويلية، بي دي في اس ايه، بالتورط في تمويل مشاريع الحزب وبرامجه قبل أزمة الأسعار التي انهارت في منتصف العام نفسه.
واتهم التقرير الشركة الحكومية "بالتغطية على أنشطة الحزب في دول المنطقة، بشراء الصمت والتعاون" مقابل عمولات مالية كبرى في عهد الرئيس السابق شافيز وحتى في عهد خلفه مادورو.
ومن الوجوه التي طفت على السطح في السنوات الأخيرة بسبب علاقاتها بحزب الله والقوات الكولومبية المسلحة المتمردة" إل توركو" أو التركي، وليد مقلد غارسيا، الفنزويلي من أصل لبناني، الذي اضطلع بوصفه أحد رجال الأعمال الناجحين بمهمة تأمين التواصل بين قيادات حزب الله في كراكاس ومهربي المخدرات العاملين تحت إمرة المتمردين الكولومبيين، قبل أن تنجح الولايات المتحدة في اصطياده وترحيله في 2011 لمحاكمته بسبب دوره في تأمين السيولة المالية لحزب الله عن طريق تجارة المخدرات، بعد تهريبه 10 أطنان من الكوكايين الكولومبي إلى الولايات المتحدة.
وفي محاكمته قال "التركي" إن "كل شركائي في تجارتي وأعمالي كانوا من كبار ضباط وأركان النظام في فنزويلا".24
وأكد الموقع أنه استقى معلوماته مباشرة من الصحافي سيدني بلومنتال، المقرب من المتسابقة للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، التي نقلت بدورها حسب الموقع الأرجنتيني خلاصة التحذيرات الأمنية إلى الأجهزة المتخصصة في الدول المعنية والتي بادرت إلى رفع درجة الاستنفار والاحتياطات الأمنية حول السفارات الغربية الكبرى، في عدة عواصم أمريكية لاتينية، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، والمصالح الإسرائيلية، إلى جانب بنوك وفضاءات تجارية وبعثات قنصلية مختلفة أخرى.
حرص مُزمن
ويكشف هذا التقرير الحرص المُزمن لحزب الله على التسلل والتغلغل في القارة الأمريكية الجنوبية، كما في محاولته الكوبية التي تزامنت مع تواصل التوتر الأمريكي الكوبي القديم، قبل التطبيع الذي عرفته العلاقات في الأسابيع القليلة الماضية.
وأكد انفو باي، أن المفاوضات بين الدوائر الكوبية وحزب الله جرت بإشراف زعيم الحزب حسن نصر الله شخصياً، الذي تعهد لمخاطبيه "بالتزام بعثة حزب الله الحذر التام، عبر تفادي إثارة الأنظار أو الاهتمام، وصولاً إلى إلغاء وإزالة أي شخص أو دليل يمكنه الربط بين حزب الله وكوبا، إذا حصلت تحقيقات أو مطاردات لعملاء الحزب من قبل القوى الغربية الكبرى، ضماناً لمصالح الجزيرة الشيوعية، بعد تنفيذ عمليات الحزب في أمريكا اللاتينية".
وأضاف الموقع أن "حزب الله في ذلك الوقت كان يسعى إلى تنفيذ عملية كبرى ضد المصالح الإسرائيلية، انتقاماً لتصفية القيادي في الحزب عماد مغنية في 2008، في عملية رمزية، ترمي إلى إحياء ذكرى الرجل الذي أشرف على تفجير المركز اليهودي والسفارة الإسرائيلية في بيونس ايرس الأرجنتينية في 1992".
ولتنفيذ هذا المشروع الذي لم تعرف تفاصيله أو مآله، قال الموقع إن الحزب كان ينوي الاستعانة بخلاياه الناشطة في البرازيل، وفي باراغواي وفنزويلا، لتنفيذ المخطط وافتتاح القاعدة السرية للحزب في كوبا.
ويكشف الفصل الكوبي الجديد، صفحة جديدة في كتاب حضور ونشاط الحزب في القارة الأمريكية الجنوبية، التي شكلت منذ البداية، أحد أبرز الدعائم التي قام عليها الحزب، في برامجه ومشاريعه، وإلى جانب الأرجنتين، أو شيلي، أو البرازيل، التي تعد من الوجهات التقليدية للهجرة اللبنانية منذ نهاية القرن التاسع عشر، شكلت فنزويلا، وبدرجة أقل كولومبيا، أبرز الدول التي احتضنت الحزب ودعمته وإن كان لأسباب مختلفة وأهداف متباينة.
حلف إيراني فنزويلي
وفي الواقع لم تعرف العلاقات بين الحزب، الذي اعتمد منذ البداية على استراتيجية توظيف اللبنانيين في المهجر واستغلال حضورهم القديم في عدد من الدول، للتغطية على أنشطته ومساعدته مادياً وبشرياً، وفنزويلا أي تطور يُذكر قبل سنوات قليلة مضت، وذلك بفضل التقارب المُثير بين النظام الشيوعي الثوري في كراكاس بقيادة هوغو شافيز، والنظام الثيوقراطي في طهران بقيادة ملالي إيران.
وشكلت زيارة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد في 2013، التي تزامنت مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن من جهة، وواشنطن مع كراكاس من جهة أخرى، فرصة لقيام حلف غريب بين العاصمتين، سمحت بمقتضاه فنزويلا، حسب انفو باي، لإيران بالتصرف بحرية في المجال الاستخباري والعمليات الخاصة والسوداء، ضد الولايات المتحدة انطلاقاً من أراضيها.
حزب الله في الكاراييبي
وتأكيداً للحلف غير المعلن بين البلدين، سمحت فنزويلا حسب تقارير استخباراتية وصحافية كثيرة أمريكية لاتينية، بتحويل جزيرة مارغاريتا، الأقحوانة، أو جوهرة الكاراييبي كما تعرف سابقاً، قاعدة عملية سرية لإيران، التي سارعت بالدفع بحزب الله، ذراعها العملياتي إلى المنطقة، بفضل علاقاته الواسعة في كامل أرجاء القارة.
وتتميز الجزيرة بموقعها الاستراتيجي في قلب الكاراييبي ما يجعلها على مقربة من سواحل عدة دول في المنطقة من كوباً إلى كولومبيا، ومن بنما إلى نيكارغوا، ومن جامايك وجزر الكاراييبي الشهيرة بتجارة التهريب وتبييض الأموال مثل سان خوان، أوباربادس وغرينادا وصولاً إلى شواطئ ميامي الأمريكية القريبة، ما يُعطي الجزيرة ميزة تفاضلية نادرة في يد الحزب ومن ورائه إيران.
ومن جهة أخرى تتمتع بمناخها الاستوائي الذي يجعلها غابة مثالية، أحراش وجبال مرتفعة يفصلها في الوسط تماماً لسان بحري عميق، يعزل نصف الجزيرة المفتوحة للسياحة والتجارة والتهريب بما أنها منطقة حرة، غير خاضعة للضرائب والرسوم، إلى نصفين، الأول منتجع سياحي، والثاني، غابة أمازونية كثيفة مناسبة للتدريب والمعسكرات بعيداً عن الرصد والاستطلاع، سواءً كان بحراً أو جواً أو حتى بالأقمار الصناعية.
وإلى جانب العلاقات السياسية والاجتماعية والمالية التي تُتيحها هذه الجزيرة، أكدت التقارير المختلفة الصادرة منذ 2014، أن المنطقة تحولت إلى ما يُشبه المنطقة الحرة الخاصة بحزب الله والمنتمين إليه، في مقابل منع الفنزويليين والسياح من التردد على قطاعات واسعة من الجزيرة، التي يبلغ عرضها 62 كيلومتراً، وطولها 32 كيلومتراً.
مخدرات كولومبية
ومن فنزويلا، التي نجح الحزب في اختراقها بشكل سريع ولافت امتد حضور ونشاط حزب الله إلى كولومبيا، المجاورة، والتي تجمعها بكراكاس علاقة عداء وتوتر قديمة، قدم التمرد العسكري للقوات الثورية المسلحة "فارك" منذ أكثر من نصف قرن، والتي تُعد أقدم حركة مسلحة ثورية في العالم اليوم، وتعتمد بشكل أساسي على تجارة وتهريب المخدرات.
وإذا كان موضوع كولومبيا يحتاج منفرداً إلى مساحات أكبر للتعرض إلى تفاصيله، إلا أن العودة إلى فنزويلا تكشف أهمية وتنامي نفوذ وحضور حزب الله المجهول في هذا البلد اللاتيني، الذي يُعاني مشاكل اجتماعية واقتصادية خانقة رغم أنه أحد أغنى دول العالم على مستوى الاحتياطي النفطي.
وفي هذا السياق وفي يناير(كانون الثاني) كشفت تقارير إعلامية أمريكية لاتينية، خاصة في الأرجنتين، فضيحة ما أسمته بالعلاقات المحرمة بين فنزويلا، وبعض الدول الأمريكية الجنوبية الأخرى وحزب الله، حسب تأكيد مديرة المركز الأمريكي للديموقراطية، راشيل ايهرنفيلد، التي اتهمت دولاً في القارة، بتسهيل"تحرك إيران وعملائها في المنطقة خاصةً خلايا حزب الله، بما يسمح لهم بنقل وتهريب المخدرات في كامل دول المنطقة".
وفي تقريرنشره في يناير(كانون الثاني) الماضي، قال موقع انفو باي الأرجنتيني، إن حزب الله نجح في تحقيق اختراقات كبرى في فنزويلا، بعد نجاحه في الدفع بعدد من الموالين له إلى مناصب سياسية عليا تسمح له بالتحرك الحر.
جوازات فنزويلية
ومن أبرز الوجوه في هذا المجال طارق العايصمي، حاكم مقاطعة أراغوا الفنزويلية، والمدير العام السابق منذ 2003 لأونيدكس، إدارة الهوية والجوازات، المنصب الذي شغله عدة سنوات وأثار زوبعة كبرى في البلاد عند إعلانه، في ظل الاتهامات التي توجهت له بالارتباط الوثيق بأوساط متطرفة يسارية، ومسلحة في دول أمريكية لاتينية كثيرة.
وأثناء إشرافه على هذا الجهاز الخطير، منح الحاكم الحالي لأراغوا، وكذلك خلفه في الجهاز هوغو كابيزاس، الحاكم الحالي لمقاطعة تروخيلو، عشرات الجوازات ووثائق الهوية الرسمية الفنزويلية للبنانيين مرتبطبين بحزب الله مباشرة.
وفي السياق نفسه، وفي إطار الاختراقات الكبرى التي نجح الحزب في تحقيقها في القارة الأمريكية، بفضل شبكاته الفنزويلية، يأتي غازي نصرالدين، المطلوب لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي منذ 2015، بسبب دوره في تمويل حزب الله، بإدراته مركزاً ثقافياً ودينياً لبنانياً في كراكاس.
مراكز ثقافية ودينية
وفي الواقع يُشرف نصرالدين، وشقيقه غسان نصرالدين على أحد أنشط الشرايين المالية للحزب في كامل أمريكا الجنوبية، ويسهر نصرالدين على تجميع التبرعات والهبات المالية الضخمة التي تصله من لبنانيين ومن فنزويليين وعرب آخرين من أصول لبنانية أو شرق أوسطية أخرى يقيمون في دول المنطقة، ويتولى نصرالدين تأمين وصول هذه التمويلات إلى بيروت، لدعم أنشطة الحزب، وخاصة الإنفاق على مقاتليه في سوريا المشاركين في الحرب الدائرة هناك.
ومن أبزر الرؤوس المشرفة على نشاط حزب الله في البلاد، حسب تقرير آخر لموقع انفو ابي الأرجنتيني، فوزي قنان، أحد أشهر الوجوه في الجالية اللبنانية والعربية في فنزويلا، الذي يُعتبر همزة الوصل السياسية والعملياتية بين قواعد الحزب في فنزويلا، وقياداته في بيروت.
وفي تقرير نشره الموقع الأرجنتيني، في أواخر 2014، اتهم انفو باي، شركة النفط الحكومية الفنزويلية، بي دي في اس ايه، بالتورط في تمويل مشاريع الحزب وبرامجه قبل أزمة الأسعار التي انهارت في منتصف العام نفسه.
واتهم التقرير الشركة الحكومية "بالتغطية على أنشطة الحزب في دول المنطقة، بشراء الصمت والتعاون" مقابل عمولات مالية كبرى في عهد الرئيس السابق شافيز وحتى في عهد خلفه مادورو.
ومن الوجوه التي طفت على السطح في السنوات الأخيرة بسبب علاقاتها بحزب الله والقوات الكولومبية المسلحة المتمردة" إل توركو" أو التركي، وليد مقلد غارسيا، الفنزويلي من أصل لبناني، الذي اضطلع بوصفه أحد رجال الأعمال الناجحين بمهمة تأمين التواصل بين قيادات حزب الله في كراكاس ومهربي المخدرات العاملين تحت إمرة المتمردين الكولومبيين، قبل أن تنجح الولايات المتحدة في اصطياده وترحيله في 2011 لمحاكمته بسبب دوره في تأمين السيولة المالية لحزب الله عن طريق تجارة المخدرات، بعد تهريبه 10 أطنان من الكوكايين الكولومبي إلى الولايات المتحدة.
وفي محاكمته قال "التركي" إن "كل شركائي في تجارتي وأعمالي كانوا من كبار ضباط وأركان النظام في فنزويلا".24