يوم المرأة العالمي .. تمكين الحقوق والمكتسبات

أ.د. محمّد عبد الرّحيم سلطان العلماء
تحت شعار «الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات» تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كلّ عام، تأكيداً على عمق الاهتمام الذي توليه الدولة قيادةً وحكومةً للدور الكبير الذي تنهض به المرأة في بناء المجتمع وحماية الأسرة، وترسيخ القيم الاجتماعية، إيماناً من الدولة بأنّ المجتمع الذي لا يدرك قيمة المرأة ولا يمنحها حقوقها كاملة غير منقوصة هو مجتمعٌ غير ناضج من الناحية الاجتماعية والحضارية، وأنّ الإصرار على تمكين المرأة من حقوقها هو تعبيرٌ عن النضج السياسي والاجتماعي لدى الدولة والمجتمع.

فالمرأة المنقوصة الحقوق هي عضوٌ مشلولٌ في سياق حركة الحياة، ولن يكون بمقدورها تقديم أفضل ما لديها من العطاء ما دامت تشعر بنوع من الظلم والانتقاص، وسينعكس ذلك بسلبيّة مؤكدة على ميدانها الأول في هذه الحياة ألا وهو بناء الأجيال وتنشئة الأرواح التي تكون بين يديها، فحين تشعر بوجودها الكامل فسوف تندفع بكل طاقتها نحو القيام بوظيفتها الكبرى في هذه الحياة من خلال صناعة الحياة والعزة والكرامة في الشخصية الإنسانية التي تنهض بأعباء صياغتها وإنضاجها.

وتأكيداً على الدور الرياديّ للمرأة في الحياة، وتقديراً لمكانتها الاجتماعية وإسهامها الكبير في نهضة الوطن، وتضحياتها المنظورة بعين التقدير والاحترام، واحتفاءً بهذا اليوم المميّز في مسيرة المرأة، نشر صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعيّ تغريدة إنسانية عبّر فيها عن عمق احترامه للمرأة في جميع مواقعها وأدوارها في الحياة وعطائها اللامحدود تعبيراً من سموه عن اهتمامه الصادق بقيمة المرأة وثقته الصادقة بقدراتها المبدعة في العمل والعطاء، وهو لا يكتفي بمجرد الحفاوة النظرية بالمرأة بل يطبّق أفكاره وقناعاته عن ثقته بها من خلال احتلالها مواقع ريادية متقدّمة في وظائف الدولة حيث يشكّل العنصر النسائي نسبة كبيرة في القطاعين العام والخاص بدعمٍ مباشرٍ من صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد، وها هو يؤكِّد في هذه التغريدة الرائعة مواقفه الثابتة تجاه المرأة في جميع مواقعها وأطوار حياتها.

«في يوم المرأة العالمي نحتفي بعطاء المرأة، وقوتها وتضحياتها، ومساهماتها في بناء المجتمعات والدول» فهذه الحفاوة من لدن صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم ليست شكلية أو من أجل المجاملة بل هي قائمةٌ على وعيٍ عميقٍ بالدور الكبير الذي تنهض به المرأة في بناء المجتمع وصيانة مكتسباته، ليس فقط من خلال بناء الأسرة الصالحة ولكن من خلال المواقع المتقدّمة التي تنهض المرأة بأعبائها بكلّ كفاءة واقتدار، فهي إنسانةٌ ذات عطاء لا يقلّ عن عطاء الرجل، وهي نموذجٌ من نماذج القوة وليس كائناً ضعيفاً ينتظر الصدقات الاجتماعية وفضلات الوظائف والمواقع بل هي كائنٌ مكتملٌ متسلّح بالثقافة والرؤية والعزيمة والإصرار على الإسهام في بناء الوطن وتشكيل مسيرته ضمن تعاونٍ متكاملٍ بين جميع مكوّناته، الأمر الذي يفرض عليها بعض التضحيات في بعض الأوقات، حيث تعرف المرأة أنّها عنصرٌ فاعلٌ في بناء المجتمع والدولة وليست مجرّد عالة على هذه الحياة.

«المرأة سرُّ الحياة، وقصّتها، وروحها، وهي مربّية الأجيال وصانعة الأبطال» وبكلّ هذا الفخر يختتم صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم هذه التغريدة الثمينة المكثّفة حيث يؤكِّدُ أنّ المرأة هي سرّ الحياة وقصتها وروحها، بمعنى أنّها هي المسؤولة عن إعطاء الحياة معناها حين تختزن في روحها وقلبها كلّ معاني العطاء، وهي التي تنهض بأكبر مهمّة في الوجود ألا وهي تربية الأجيال على القيم الصالحة التي تغرس حبّ الوطن في الوجدان، وتعمّق معنى الولاء الصادق لترابه وقيادته وشعبه، فعلى يدي الأم تتمّ صناعة النماذج المتميّزة في جميع مسارات الحياة التي تفرض عليها غرس قيم البطولة والتحدي ومواجهة الصّعاب في قلوب النشْء الذين يتدربون على معرفة حقائق الحياة في مدرستها التي هي أعظم مدرسة في الحياة تماماً كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله:

الأمُّ مدرسة إذا أعددتَها

أعددتَ شعباً طيّبَ الأعراق.