كيف تتغير احتياجات الجسم من السعرات الحرارية بمرور الوقت؟

الامارات 7 - كيف تتغير احتياجات الجسم من السعرات الحرارية بمرور الوقت؟

عملية حرق السعرات الحرارية ليست ثابتة؛ فهي تتأثر بالعديد من العوامل التي تجعلها تتغير بمرور الوقت. قد تلاحظ أن ما كان يكفيك من طعام وطاقة في سن الشباب قد لا يكون كافيًا مع تقدم العمر، أو العكس. لفهم هذا التغير، دعنا نستعرض بعض النقاط الأساسية التي تسلط الضوء على كيفية تطور احتياجات الجسم من السعرات الحرارية.

أحد العوامل الرئيسية هو معدل التمثيل الغذائي الأساسي. هذا المعدل، الذي يمثل الطاقة التي يحتاجها الجسم للحفاظ على وظائفه الأساسية أثناء الراحة، يتناقص تدريجيًا مع التقدم في العمر. بعد سن معينة، قد تجد أن جسمك يحتاج إلى عدد أقل من السعرات للحفاظ على وزنه. هذا الأمر طبيعي لأنه مع تقدم العمر، يميل الجسم إلى فقدان جزء من كتلة العضلات، وهي الأنسجة الأكثر حرقًا للسعرات.

النشاط البدني أيضًا يلعب دورًا حاسمًا. عندما كنت أصغر سنًا، ربما كنت تمارس الرياضة بانتظام أو تتحرك أكثر في حياتك اليومية، مما زاد من احتياجاتك من الطاقة. لكن مع تقدم الزمن، قد يتباطأ مستوى النشاط البدني. قد يؤدي ذلك إلى انخفاض الاحتياجات اليومية من السعرات، ما لم تتخذ خطوات لتعويض هذا التراجع من خلال إدخال المزيد من الحركة أو الرياضة إلى حياتك.

الحالة الصحية العامة تؤثر كذلك. مع مرور السنوات، قد تواجه تغيرات في الهضم أو امتصاص المغذيات. على سبيل المثال، بعض كبار السن يعانون من مشاكل في امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن. مثل هذه التغيرات قد تؤدي إلى الحاجة إلى سعرات إضافية لتعويض الفاقد الغذائي أو للمساعدة في تحسين الحالة الصحية العامة.

العادات الغذائية تتغير أيضًا مع الزمن. قد تكون معتادًا على تناول وجبات معينة أو كميات معينة من الطعام في فترة معينة من حياتك. ولكن مع تطور الوعي الصحي وزيادة المعرفة حول التغذية، قد تختار أطعمة مختلفة، أكثر غنى بالبروتين والألياف، وهو ما يؤثر على شعورك بالشبع وكمية السعرات التي تحتاجها.

أخيرًا، الأدوية والتغيرات الهرمونية لها تأثير كبير. مع التقدم في العمر، قد تتناول أدوية معينة تؤثر على الشهية أو التمثيل الغذائي. أو قد تحدث تغيرات هرمونية، مثل تلك التي تواجهها النساء بعد انقطاع الطمث، والتي تؤثر بدورها على طريقة استهلاك الجسم للطاقة.

بإدراك هذه العوامل، يصبح من الأسهل تكييف نظامك الغذائي ونمط حياتك وفقًا لاحتياجاتك الجديدة. مهما كانت المرحلة العمرية، يمكنك اتخاذ خطوات مدروسة لضمان حصولك على الكمية المثلى من السعرات الحرارية، مع الأخذ في الاعتبار النشاط البدني، الحالة الصحية، والتغيرات الطبيعية التي تحدث مع مرور الوقت.